إستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة خاصة، في الدراما والسينما، وشاركت مؤخراً في لجنة تحكيم مهرجان الأقصر السينمائي الدولي، كما كرمت قبلها في مهرجان القاهرة للدراما عن مجمل أعمالها.
إنها الفنانة لقاء الخميسي، التي كان لها مع موقع "الفن" هذه المقابلة، تحدثت خلالها عن جديدها، وعن جرأتها في إبداء رأيها، حتى لو كلفها هذا الأمر هجوماً عليها.

شاركتِ مؤخراً في لجنة تحكيم بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، حدثينا عن هذه التجربة؟

سعدت بمشاركتي في هذا المهرجان، الذي يهتم بالسينما في القارة السمراء، لتوطيد العلاقة مع جيراننا ومن حولنا، وللتعرف على سينمات أخرى، فنحن بحاجة إلى ذلك، وحين أحضر فعاليات أي مهرجان، يكون اهتمامي الأول هو العروض، والتعرف على ثقافات العالم المختلفة، فهناك عروض مهمة نحتاج إلى رؤيتها للتواصل الثقافي، ومعرفة ما لم نصل إليه حتى الآن، ومع العمل ضمن لجنة تحكيم، يكون هناك احتكاك بثقافات مختلفة لأعضاء اللجنة، ورؤية أخرى لمشاهدة الأفلام.

هل كنتِ تتوقعين تكريمك بمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما؟

لم أتوقع تكريمي بهذه الجائزة، ولكن التكريم جاء في الوقت المناسب، وفرحت به كثيراً، لأني أفكر منذ فترة بالعودة للمسرح، الذي هو بيتي الحقيقي وبدايتي الحقيقية. المسرح هو مقصدي، وعملت فيه منذ أن كان عمري 5 أعوام، وكنت برفقة والدي بالمسرح في دولة الإمارات العربية المتحدة، أمثل وأرقص وأقدم استعراضات. وبعدها عُدت إلى مصر، وانضممت إلى فرقة التمثيل بكلية التجارة، ثم إلى معهد الفنون المسرحية، فجزء كبير من حياتي قضيته في المسرح، الذي كان مصدر الطاقة الإيجابية لي، فهو بالنسبة لي مثل المعبد، والمكان الذي حرصت دائماً أن تكون هناك علاقة وطيدة بيني وبينه.
في النهاية كل شيء يأتي في أوانه، ودائماً ما يأتي الله بالأشياء في التوقيت المناسب لحياتنا. من الممكن أن أكون بحاجة إلى هذا التكريم، لأن لدي شوقاً كبيراً لتقديم عمل مسرحي غنائي، وهذا هو التوقيت المناسب لي، لكي تكون هذه الجائزة حافزاً لما أفكر به.

أنتِ غائبة عن السينما منذ ثلاث سنوات، لماذا؟

لم أجد سيناريو يستفزني، ويعود بي إلى السينما، فهي لها سحر خاص، وأنا أعشقها، وأبحث عن عمل مميز أعود به إلى جمهوري السينمائي، وأنا لا أقدم الأعمال من أجل التواجد والانتشار فقط، ولكني أبحث عن العمل الذى يضيف إلى رصيدي.

هل تأخرتِ في تقديم بطولة مُطلقة لكِ؟

البطولة المطلقة مهمة لأي فنان، ولكن هناك العديد من العوامل التي تحكمني، منها السيناريو، فأنا لا أستطيع تقديم عمل بهدف قول إنه بطولة مطلقة، أنا أحسب خطواتي.

ما هي أحلامكِ التي ما زلتِ تطمحين لتحقيقها عبر الشاشة؟

أطمح دائماً إلى أن أضيف للعالم، الذي يعاني في الفترة الأخيرة، من ظلم وكره وعدوانية، وأحلام الناس عموماً تغيرت، نتيجة ضغوط الحياة، وما يحدث في المجتمعات، وبالتالي أفضل أن أقدم أعمالاً كوميدية تسعد الجمهور، وتخفف عنه. كما أسعى إلى تقديم أعمال تُغير من المجتمع، سواء قضايا المرأة أو الطفل، فهناك الكثير من المواضيع التي يتم تقديمها بأسلوب سلس، وتغير العالم نحو الأفضل.

تعرضتِ لهجوم بسبب تصريح لكِ عن علاقاتك بأصدقائكِ الرجال وموقف زوجكِ منها، ما تعليقكِ؟

للأسف هناك عدم إحترام لثقافة الإختلاف، وعدم مراعاة أن لكل شخص تربيته ونشأته، وما هو سيئ لشخص، قد يكون أمراً طبيعياً لشخص آخر، وبالتالي يجب على كل شخص إحترام ثقافة الآخر، وعدم الانجرار وراء التريندات الزائفة التي يتم الترويج لها. أنا جزء من المجتمع، ولي حق التعبير عن رأيي، وبالتالي أعلق على أي حوادث تقع في محيطنا، والتي تضع الجميع في حالة من الخوف، وبالتالي كان لا بد أن أقول رأيي، ولن أخشى الهجوم عليّ. نحن في وطن متحضر، ومن حق أي شخص أن يقول رأيه، طالما أنه لم يخالف القواعد الإنسانية، كما أنه لا يوجد شخص لا يعاني من التربية هذه الأيام، خصوصاً مع حالة الإنفتاح على العالم الخارجي التي نعيشها من خلال السوشيال ميديا، فحين تربينا، لم تكن هناك التكنولوجيا المتاحة حالياً، وأصبح الأولاد يطلعون أكثر على آراء مختلفة، ولكن في النهاية، الإنسان يعمل ما يجب لكي يُخرّج جيلاً واعياً يحترم حقوق الآخرين والقانون، والحمد لله، أنا أبذل مجهوداً كبيراً، لكي أخرج أبنائي أسوياء نفسياً.