تعدّ الممثلة المصرية راقية إبراهيم من رواد السينما المصرية في فترة أولى تسعينيات القرن الماضي، التي وصلت إلى النجومية وأبدعت بمجال الفن قبل أن تنتهي مسيرتها الفنية بطريقة لم يتوقعها أحد.
تعرفوا إلى قصة راقية إبراهيم، التي تركت كل الشهرة التي حققتها وراءها وأكدت ولاءها الدائم لإسرائيل.

حياتها الأولى وبداياتها

في الـ 22 من شهر يونيو/ حزيران عام 1919، ولدت راقية إبراهيم وإسمها الحقيقي "راشيل إبراهام ليفي" في المنصورة في حارة "اليهود" لأسرة مصرية يهودية.
بدأت حياتها ببيع الملابس، وعملت بعدها بالخياطة للأمراء والملوك، وبدأت حينها بالتفكير بالوصول إلى الشهرة.
بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، بدأت راقية بتحقيق حلمها، وبدأت بالعمل مع فرق فنية، بدأت مع الفرق القومية المصرية، ثم إنتقلت إلى فرقة زكي طليمات، وأدت أول دور بطولة لها في فيلم "الضحايا"، مع الممثل المصري زكي رستم.
توالت نجاحات راقية، وأدت أكثر من دور بطولة في أفلام مثل "ليلى بنت الصحراء"، و"أولاد الذوات"، و"سيف وجلاد"، و"رصاصة في القلب"، مع الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب.

ولائها الشديد لـ إسرائيل

زاد تعصب راقية إبراهيم ضد العرب مع تقدمها بالعمر رغم أنها مصرية الجنسية. وظهر ولاؤها الشديد لإسرائيل في أكثر من موقف، ففي إحدى المرات عرض عليها دور سيدة بدوية تخدم الجيش المصري عند الحرب الفلسطينية لكنها رفضته، كما رفضت ترأسها للوفد المصري في مهرجان كان السينمائي لكونها يهودية، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الوسط الفني عنها.
بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار عام 1952، طلبت راقية الطلاق من زوجها آنذاك مهندس الصوت مصطفى والي، وغادرت مصر فجأة عام 1954، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية، وعملت بالتجارة، ثم عينت سفيرة للنوايا الحسنة لصالح إسرائيل، وتزوجت من رجل يهودي أميركي وكونت معه شركة لإنتاج الأفلام في الـ 13 من ديسمبر/ كانون الأول عام 1978.

عملها مع الموساد وإتهامها بمحاولة إغتيال سميرة موسى

إتهمت راقية بالمشاركة والمساعدة بعملية إغتيال عالمة الذرة المصرية الشهيرة سميرة موسى عام 1952، بعد رفضها الحصول على الجنسية الأميركية والعمل في المراكز العلمية بأميركا.
جمعت راقية إبراهيم بـ سميرة موسى، صداقة مدبرة، سمحت لها بالذهاب إلى منزلها وتصويره بشكل دقيق، كما تمكنت من سرقة مفتاح منزلها وقامت بطبعه على صابونة، وأعطتها لمسؤول الموساد في مصر، وبعد فترة دعتها للعشاء ما أتاح للموساد الفرصة لدخول شقتها وتصوير أبحاثها، ومعملها الخاص.
قلق إسرائيل من طموح سميرة موسى كان يزداد خاصة بعد سعيها لإمتلاك قنبلة ذرية، وتصنيعها بتكاليف بسيطة، ولهذا طلبوا من راقية تقديم عرضاً لها للحصول على الجنسية الأميركية والإقامة في الولايات المتحدة، والعمل في معاملها بمميزات خرافية.
إعتقدت سميرة أن راقية صديقتها، وشعرت بالإنزعاج لإكتشاف أنها جاسوسة، رفضت العرض بشكل قاطع وطردتها من منزلها، فهددتها راقية بأن رفضها لهذا العرض سيكون له عواقب وخيمة، وظلت تحمل ضغينة للعالمة المصرية التي لم تهتم بهذه التهديدات، وواصلت أبحاثها، الأمر الذي لم يرض الموساد الإسرائيلي، وقرر تصفيتها.

مذكرات راقية تكشف حقيقتها

بعد سنوات عديدة، كشفت ريتا ديفيد توماس، حفيدة راقية الأميركية، مذكرات جدتها التي كانت تخفيها وسط كتبها القديمة في شقتها بكاليفورنيا، والتي تحدثت فيها عن علاقة الصداقة الحميمة التي كانت تجمعها بعالمة الذرة المصرية.
وأكدت فيها أنها ساهمت في تصفية عالمة الذرة هذه، مستغلة صداقتهما، حيث كانت آخر بعثات العالمة المصرية العلمية عام 1952، لتلقى مصرعها في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن سربت صديقة مشتركة بين سميرة وراقية للأخيرة مواعيد سميرة موسى، وتحركاتها في الولايات المتحدة، لتلقي بالمعلومة الى الموساد ليتم اغتيالها في حادث يوم 15 أغسطس/ آب عام 1952، عقب زيارتها لأحد المفاعلات النووية الأميركية.