لفتنا مؤخراً مقطع مصوّر أطل من خلاله الفنان اللبناني هاني صقر في بث مباشر على متابعيه ناشد فيه كل من هو قادر على مساعدته أن يساهم في انتشاله من عبء المرض الذي يرزح تحت كاهله ويساعده في تأمين علاجه المكلف، في ظل غياب أي جهة ضامنة والغلاء المستفحل وتقاضي المستشفيات ثمن العلاج بالدولار الذي أصبح سعر صرفه أمام الليرة متفلتاً وفي تصاعد مستمر.


ويعاني صقر من تليّف رئوي وهو مرض خطير يهدد حياته والذي أصيب به إثر تداعيات فيروس كورونا على جسمه والذي أثر على رئتيه.
وقد بدا صقر في الفيديو وهو يتنفس بصعوبة ويستعين بالأكسيجين الصناعي أيضاً.
وكان مثيراً للاهتمام اللفتات الإنسانية تجاهه من بعض الممثلين والفنانين أمثال الممثلة اللبنانية ليليان نمري التي سلطت الضوء على حالته مناشدة كل من يستطيع مساعدة هذا الإنسان قبل أن يكون فناناً ليتلقى العلاج، وكذلك لفتة الفنان اللبناني فارس كرم تجاهه والذي استجاب لندائه على الرغم من انه لا سابق معرفة له به، ولكنه يعلم أن هاني صقر خريج ستوديو الفن وأحب أن يقوم ببادرة إنسانية لمساعدته، ونقيب محترفي الموسيقى والغناء في لبنان فريد بو سعيد وكذلك الفنان اللبناني صلاح الكردي في ظل غياب مطلق من المعنيين في وزارة الصحة للنظر في وضع هذا الفنان الصحي المتدهور مع عدم إغفالنا لتواصل وزير الثقافة الدكتور محمد وسام المرتضى معه للوقوف على حالته.
الحالة الصحية لجورجيت صايغ أقلقت جمهورها بعد أن انطفأت عينها نتيجة عدم قدرتها على تحمل تكاليف العلاج، وأصيبت بالماء الزرقاء في عينها الثانية وهي وصلت إلى هذه الحالة بسبب تردّي الوضع المعيشي والنفسي الذي تعيشه، لكن تحرّك الكثير من المحبّين كرغبة حقيقية منهم للوقوف إلى جانبها في هذه المحنة التي تمرّ بها، ومنها مبادرة لطبيب التجميل الشهير الدكتور هراتش ساغبازاريان الذي تكفل بعلاجها وهي ستخضع لعملية في عينها لإزالة الماء الزرقاء.
ومؤخراً تعرّض الممثل اللبناني أسعد رشدان لعارض صحي اضطر على إثره إلى دخول المستشفى والخضوع لتمييل في القلب ووضع "رسورات" وقد شارك صوراً له من داخل المستشفى مع جمهوره مطمئناً إياهم على صحته، وقد تكفل بعلاجه على نفقته الخاصة صديقه المغترب اللبناني "نيك عيسى"، وقد أعلن رشدان أنه لو لم تكن أمواله محجوزة في المصرف وقد ادخر المال لأنه لم يرد أن يصل به الحال كما وصل بـ زملائه الذين رحلوا أمثال الممثل اللبناني بيار شمعون والرسام العالمي بيار شديد، ولو كان يملك المبلغ لكان تمكن من الخضوع للعلاج والعملية لكن المستشفى طلبت المال نقداً وبالدولار الأميركي الفريش قبل أن يدخل غرفة العمليات وقال :" اضطررت إلى الاستدانة من قريب لي مشكور وإلى الأبد، واصفاً البلد بـ بلد اللا أمان بلد الذل والعار".
وهنا لا بد من كلمة حق، فنانونا وممثلونا يشكون من عدم وجود جهة ضامنة أو تأمين صحي أو ضمان شيخوخة، فهم يواجهون خطراً على حياتهم إذا ما احتاجوا إلى العلاج، وهو الأمر الذي ليس متوافراً ولا تؤمنه النقابة نظراً لضعف إمكانياتها، ولا تعترف به الدولة بعد، على الرغم من أن الفنانين هم سفراء لبنان إلى العالم وهم من يشكلون حضارة لبنان ويقدمون وجه لبنان المشرق إلى العالم..
أليس حرياً أن يصار إلى الاهتمام بإدخالهم في جهة ضامنة أو حتى أن يصار إلى منحهم تأميناً صحياً أسوة بأي موظف في مؤسسة، وهم المبدعون الذين يمنحون حياتهم وأوقاتهم في سبيل إسعاد الناس ويفنون عمرهم في أرقى وأصعب مهنة وهي الفن، أليس من الأولوية أن تتحول الوعود التي منحوها إلى حقيقة بأسرع وقت قبل أن نفقدهم بالموت أو بالهجرة؟.. سؤال برسم كل غيور على الفنان والإنسان في لبنان.