من عمل إلى آخر، تؤكد الممثلة المصرية إنجي المقدم أنها نجمة من طراز خاص، وصاحبة موهبة كبيرة، فقد حصلت مؤخراً على البطولة المطلقة في عدة أعمال، آخرها فيلم "كاملة"، الذي شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب أعمالها في الدراما.
وفي حوارها مع موقع "الفن"، تكشف أنجي المقدم كواليس أعمالها، ورأيها في الكثير من الأمور الفنية.

ما الذي جذبك لتجسيد دور البطولة في فيلم "كاملة"، وكيف حضرتِ للشخصية، وهل دراستكِ لعلم النفس ساعدتكِ؟

ما حمسني على تجسيد شخصية "كاملة"، هو أنها شخصية تحمل طبقات وأبعاداً مختلفة، ما شكل تحدياً بالنسبة لي، لأنها ليست شخصية سهلة، والتحضير للشخصية كان من خلال قراءتها، وبالتأكيد دراستي لعلم النفس ساعدتني كثيراً، وليس فقط في شخصية "كاملة"، بل أيضاً في الشخصيات التي أجسدها، فهي تساعدني على فهمها بسهولة، وفهم تفاصيلها من دون مجهود، ولي أصدقاء مارسوا المهنة، ومعالجون نفسيون كنت أستشيرهم أثناء تحضيري لشخصية "كاملة".

ما هي أصعب مشاهدك في الفيلم؟

هناك أكثر من مشهد، أصعبها مشهد وفاة الأب، والذي أعتبره مشهداً قاسياً ومؤلماً، وذلك مشهد المواجهة بين "كاملة" و"يوسف" كان مرهقاً جداً في تصويره، وذلك لوجود مشاعر قوية وصعبة، وهناك أيضاً مشهد تكسير السيارة، وهو من المشاهد التي كان لا بد أن أقوم بها مرة واحدة، ما تطلب مجهوداً وتركيزاً كبيرين.

فيلم "كاملة" يناقش قضية شائكة، وهي الختان، ألم تتخوفي من أن لا يستوعب الجمهور ذلك بشكل كافٍ؟

لأنها قضية شائكة ومهمة، لا بد أن يكون هناك دور، من أجل أن نقف إلى جانب الدولة، التي تبذل جهداً كبيراً للقضاء على هذا الأمر، فهي قضية مرعبة، وتؤثر على الأسرة والمجتمع، والأطفال الذين ينشأون في بيت غير سوي، وغير سعيد، يكبرون وهم غير أسوياء أيضاً. تعاملت مع الفكرة على أنها رسالة مهمة جداً، ولا نتحدث عنها بشكل مباشر أو توعوي، لكن من خلال الفن والدراما والأحداث، وذلك لكي يتفاعل معها الناس.

كيف كان التعاون مع فريق العمل؟

المخرج جون إكرام مخلص جداً لعمله، ولديه حماس كبير، هو هادئ جداً، ويعرف جيداً ماذا يريد من الممثل، ويحصل عليه بهدوء شديد، هناك نقاش دائم، فكان التعامل مريحاً وبمنتهى السلاسة، واستمتعت بالعمل معه، وهو كان بدأ التحضير للفيلم منذ أربع سنوات، ولذلك يدرك جيداً كل التفاصيل.
الممثلة مي الغيطي موهوبة، وأداؤها سلس جداً، والممثل فراس سعيد هو صديق قبل أن نعمل معاً، والعمل معه ممتع جداً، وكذلك أستاذ لطفي لبيب، والممثلة سلوى عثمان كانت مرعبة في أدائها وأضافت للعمل، فالكواليس رغم أنها كانت صعبة ومكثفة، لأننا صورنا على مدى أسبوعين متتاليين، إلا أنها مرت بسلاسة بوجودهم.

قمتِ ببطولة مسلسل "قواعد الطلاق الـ 45"، ورغم ذلك وافقتِ على الظهور ضيفة شرف في مسلسل "راجعين يا هوى" بمشاهد قليلة، فما هو معيار إختيارك لأدوارك؟

أحب الأدوار التي تحمل أبعاداً وطبقات، وتضيف لي، ليس شرطاً أن يكون دوري في العمل دور بطولة، يكفيني أن يراني الجمهور مجتهدة وموهوبة، وهناك نجوم كبار في هوليوود، يمكن أن يقدموا بطولات ودوراً ثانياً بسلاسة كبيرة، فمن الممكن أن أقدم دوراً ثانياً أو بطولة، ما دام الدور مهماً وقوياً ومستفزاً، ويؤثر في تغيير مسار الأحداث.

أصبح للمنصات الإلكترونية دور في صناعة الدراما، كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟

إنه شيء عظيم جداً، خصوصاً أنه لم يعد هناك صراع على عرض الأعمال في شهر رمضان، كما أننا لم نعد ننتظر الشهر المذكور لمشاهدتها بكثافة، فالعام كله أصبح مليئاً بالأعمال التمثيلية، والعمل الجيد يفرض نفسه، وأصبح لدى الجمهور مساحة للمتابعة بعيداً عن شهر رمضان، إلى جانب أننا لم نعد ملزمين بتقديم 30 حلقة، فأصبح هناك مسلسلات قصيرة، وتنوع في الأعمال بين الأكشن والكوميدي والاجتماعي، وأنواع درامية لم تكن موجودة في شهر رمضان، وكان هناك أنواع يتم التعامل معها على أنها غير مناسبة للعرض الرمضاني، والأعمال تعرض الآن بأنواع وأحجام مختلفة، وأصبح هناك إنتاج أكثر، وفرص عمل لمخرجين وكتاب وممثلين ولكل فريق العمل، فالمنصات خلقت حالة من الثراء.