فؤاد يمين فنان متعدد المواهب، برز بأعمال عديدة في الدراما بين الكوميديا والتراجيديا، وفي السينما والمسرح، والكتابة، وتقديم البرامج، كما أنشأ الفرقة الغنائية "MEEN" مع شقيقه طوني، وقاما بإنتاج عدد كبير من مؤلفاتهما، وتضم الفرقة أيضاً رالف شويري، مكرم أبو الحسن، برنار نجم وجوزيف همّام.

دائماً ما يثير يمين الجدل من خلال أعماله المميزة، وهو كاتب فيلم "ولا غلطة"، ويشارك في بطولته، كما شارك في مسلسل "براندو الشرق" للكاتب والممثل جورج خباز.

موقع "الفن" كانت له مقابلة مع فؤاد يمين، وتحدثنا خلالها عن برنامجه، وأدواره التي كانت حديث البلد، وكواليس العمل مع جورج خباز، وصداقته مع الممثل رودني حداد، كما سألناه عن أعماله المرتقبة.

كتبت فيلم "ولا غلطة" ومثلت فيه، هل مشاركتك في تمثيل عمل من كتابتك، تساعدك على تجسيد الشخصية بطريقة أفضل؟

بالطبع، الكاتب يركز في تفاصيل صغيرة عند كتابة العمل، والممثل يكتشف الشخصية حين يستلم النص، أما الكاتب فيكون قد إكتشف الشخصية من قبل، وهذا يساعدني على إضافة شيء شخصي مميز للشخصية، مثلما حصل في فيلم "ولا غلطة".

كيف تقيّم التعامل مع الكاتب والممثل جورج خباز في مسلسل "براندو الشرق"؟

جورج صديق وفنان مبدع، ودائماً ما تتوجه أعماله إلى شريحة كبيرة من الناس، وتثير إهتمام الصغار والكبار، وهو إنسان محب ومتواضع، والعمل معه يشعرني بسعادة. كانت الأجواء في كواليس "براندو الشرق" مرحة، والجميل في المسلسل أن جميع أفراد طاقم العمل هم ممثلون، وكان أداؤهم محترفاً، حتى وأن بعض الأسماء مهمة، ولكن لم يكن دورها كبيراً، وهذا يعطينا درساً، وهو أنه يجب علينا العمل كفريق واحد لنجاح المشروع، وأن لا نرفض أعمالاً بسبب مساحة الدور، ففي الغرب هناك العديد من النجوم، الذين يأخذون دور البطولة في بعض الأوقات، وفي أوقات أخرى، تكون أدوارهم صغيرة. "براندو الشرق" يمكن أن يكون رسالة إلى كل الممثلين، وهي أن ننسى غرورنا، لتستطيع أعمالنا أن تنافس عالمياً.

جسدت في فيلم "أصحاب ولا أعز"، شخصية الشاب المثلي جنسياً، والتي ترفضها شريحة من المجتمع، إذا تكرر عرض هذه الشخصية على المشاهد، هل يمكن أن يتقبلها؟

الفن لا يفرض على المجتمع تقبل مواضيع أو رفضها، الفن يخبر الحقيقة، ويلقي الضوء على المواضيع، ويضع المرآة أمام المجتمع، وينتهي عمله، أما كل ما يحدث بعدها، فيعود إلى المجتمع والناس وآرائهم، فلكل فرد رأيه الخاص، وهو حر فيه، ولكن من دون أن يفرضه على غيره، وهذا ما نفقده نوعاً ما في مجتمعنا، إذ يوجد بعض الرفض لرأي الآخر.

فيلم عالم التلفزيون "Tv Society" من كتاباتك وبطولتك، يتحدث عن أكثر برنامج مثير للجدل، وهو برنامجك "نقشت"، وعرضت من خلال الفيلم رحلتك، هل نقلت الواقع كما هو، أم أضفت بعض المشاهد والأحداث من نسج الخيال؟

لا يمكنك نقل الواقع كما هو، لأن الدراما اللبنانية لا تحمل حبكة حقيقية، فتجبرين على خلق أمور من الخيال، إنما تنطلق من الواقع، وهذا ما فعلته.

لماذا لم يأخذ الفيلم حقه، رغم أن أحداثه أثارت حالة من الجدل؟

الفيلم هو لـ"Kabreet Productions"، قد تعود المشكلة بينهم وبين "Shahid"، لم ينجحوا في عملية الترويج للعمل، يظن البعض أن المسؤولية تقع على الممثل، إنما هي تعود إلى طريقة التوزيع. أنا صورت الفيلم منذ سنوات، وتفاجأت حين رأيته على "Shahid" تماماً مثل المُشاهدين.

هل تقع المسؤولية على الكاتب أم على المشاهد لرفع مستوى محتوى الأعمال الفنية؟

في العالم كله وحقبات التاريخ، يوجد جميع أنواع المحتوى، ويبقى على الناس إختيار الأنسب لهم، قد تجد محتوى سخيفاً، في حين أنه برأي غيرك هو محتوى مثير للإهتمام.

هل تظن أن العمل الذي يتعرض للإنتقادات هو عمل ناجح، ودليل على قدرتك بالتأثير في المشاهدين؟

ينتهي عملي عندما أنتهي من تصويره، أنا لا أتدخل في ردة فعل الناس، فلا يمكنني أن أتحكم فيها، ولا يمكنني أن أهاجم أو أدافع، لأنها آراء شخصية. عندما يقال إن عملاً ما يتعرض للإنتقادات، ويؤخذ بهذه الحالة بعين الإعتبار، الأشخاص الذين ينتقدون على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم لا يجسدون المجتمع بأكمله، إنما الزمن هو الذي يبني رأياً، فيطرح السؤال "هل مشاهدة هذا العمل بعد سنوات عديدة سيبقى مؤثراً في المشاهد؟"، حينها فقط نعلم إذا كان العمل قي دخل التاريخ أو لا.

تتميز أدوارك بتنوعها وإختلافها، على ماذا تستند لتختار أدوارك؟

إجمالاً هناك أشخاص حين أتلقى إتصالاً منهم، أتخيل طبيعة العمل، وهذا تكتسبينه مع الخبرة، بعدها أقرأ الدور، ولا أعير إهتماماً لحجمه، بل أرى إن كان مثيراً للإهتمام، وأحياناً تكون الشخصية مثيرة، إنما أرفضها، لأنني أشعر أنني لا أستطيع أن أضيف شيئاً مميزاً إليها.

في تصريح سابق لك، تحدثت عن دورك كأب، هل تفكر يوماً ما بتجسيد هذا الدور؟

إذا عرض عليّ، أو كتبت دوراً يحكي علاقة أب بإبنه، بالطبع سأجسده، وسأضيف جزءاً مني إلى الشخصية، فأنا إختبرت الأبوة، وأعيشها يومياً.

في مقابلتي مع الممثل رودني حداد، أشاد بك، وقال إنك بالصديق، ماذا تخبرنا عن علاقتك به؟

رودني صديق قديم منذ أيام معهد الفنون، ومنذ أن سافرنا سوياً إلى دبي عام 2003، هو ممثل وكاتب ومخرج موهوب. دائماً ما يتواجد في حياتك صديق، لا تلتقيه كثيراً، إنما حين تجتمعان، تتحدثان لساعات، وهكذا هي صداقتي مع رودني.

ما هي أعمالك المقبلة، وأي مسار ستتبع؟

قدمت العديد من البرامج، ولكنني إتخذت قراراً منذ بضعة أعوام، بأن أنسحب من هذا المجال، لأنني أخذت الخبرة التي أريدها، وأنا في النهاية ممثل، ودخلت عالم التقديم، ولكنه لم يكن يوماً شغفي، والآن يعرض برنامج "نقشت"، الذي تم تصويره منذ 4 سنوات، وهذا سيكون آخر برنامج لي.

فعلياً أنا أحب الكتابة، وأسست شركة تعنى بالكتابة، وفي التمثيل، ستترقبون العديد من المسلسلات والأفلام التي تم تصويرها سابقاً، إنما لم تعرض بعد، منها مسلسل "الحجرة"، الذي قد يتم عرضه قريباً، ومسلسل "ترتيب خاص" من كتاباتي وكتابة رامي عوض، وكتابة مخرج العمل مياد لوري والعمل حالياً في المراحل الأولى من المونتاج.

كما سأكمل مسيرتي في المسرح، والتي تنقسم إلى جزأين، الأول مسرحية إرتجالية "ع كعبة"، والجزء الثاني مع زوجتي الممثلة سيرينا الشامي، فسنطلق مسرحية من وقت إلى آخر، مثل مسرحية "خليا بيناتنا"، والآن نحن نحضر للعمل الثاني، بالطبع تماشياً مع دوري كأب.

أما بالنسبة للموسيقى، فهي جزء كبير من حياتي، وهي الموهبة التي أحبها، وحاضرة في يومياتي، قد أطلق أغنية من وقت إلى آخر، إنما أعتبر هذه الأغنيات تعبر عن شيء أريد قوله، فأنا لم أطرح نفسي كمغنٍّ.