يضم "متحف روبير معوض" في زقاق البلاط في بيروت، مجموعة كبيرة ومتنوعة من الآثار، والمجوهرات، والخزف الصيني، والسجاد والكتب. وكان المتحف في السابق قصر الوزير والنائب السابق هنري فرعون، والذي بناه والده فيليب فرعون عام ١٨٩١، وضم الكتب النادرة والمجوهرات والسيراميك والفخاريات والأسلحة القديمة والسجاد والأحجار الكريمة. وكانت رغبة هنري فرعون، في أن يكون القصر ملتقى للحضارات الإسلامية والمسيحية. وبعد إنتقال الملكية إلى صاحب مؤسسة معوض للمجوهرات روبير معوض، تم ترميمه، واستغرق العمل سبع سنوات، فأضاف إلى محتوياته مجموعات مميزة من المجوهرات والتحف التي يملكها.

هنري فرعون

سكن الوزير والنائب السابق هنري فرعون في القصر، حتى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وعرف عنه أنه يملك أكبر مجموعة من التحف، منها البيزنطية والمسيحية والإسلامية. وكان يشتهر بحبه للخيول، وتعلقه بعالم الحيوان، إلى أن توفي عام ١٩٩٣، عن عمر يناهز ٩٢ عاماً. خلال رحلاته إلى سوريا، إكتشف الهندسة الداخلية للبيوت السورية، وأعجب بها، إلى درجة أنه بعد وفاة والده، باشر بإضافة الأشغال إلى قصره، منها الخشب المطلي، وحجر الرخام المنقوش لتصبح مشابهة للتي أعجب بها في سوريا. عام ١٩٩٠ إشترى روبير معوض مالك مؤسسة معوض للمجوهرات القصر، وحوّله إلى متحف، بعد تأهيله وترميمه، وأصبح المتحف يضم مجموعته ومجموعة فرعون.

سجاد وفخاريات

يضم القصر مجموعة واسعة من البورسلين والفخاريات من عدة دول، منها تركيا وسوريا والصين وهولندا، إلى جانب مجموعة سجاد من تركيا، كما يضم تحفاً ومجوهرات قديمة. يتميز المتحف بسقوف خشبية، مصدرها تركيا وسوريا، وجدران رخامية، تتخللها مربعات مزخرفة بكتابات عربية، منها آيات قرآنية وشعر وأمثال عربية وحكم.

أول علم لبناني

يحتوي "متحف روبير معوض" على أول علم لبناني وقّع عليه رموز استقلال لبنان عام 1931، والعلم موجود في غرفة طعام، حل فيها الجنرال الفرنسي شارل ديغول ضيفاً لمدة ثلاثة أيام.

أضخم ماسة

جعل هنري فرعون من القصر جوهرة بيروتية، أما روبير معوض، فقد أضاف إليه مجموعتين لا تقلان روعة وجمالاً. المجموعة الأولى هي مجموعة مجوهرات اشتراها من المزادات العلنية في صالات Southby في لندن، من بينها ثاني أكبر ماسة في العالم، وإسمها اكسلسيور، تأتي بعد ماسة التاج البريطاني من حيث النقاوة، ويبلغ وزن اكسلسيور 70 قيراطًا، وتعود إلى عام 1893. ويذكر أن روبير معوض، كان قد اشترى هذه الماسة بقيمة 12 مليون دولار أميركي، وأضاف إليها العقد الذي تزينت به الملكة البريطانية إليزابيث الثانية يوم زفافها.

مجموعة الكتب

في المتحف مجموعة نادرة وقديمة ومميزة جداً من الكتب، أضيف إليها جزء من مكتبة كميل أبو صوان، أحد أهم رموز لبنان الثقافية، التي جمعها على مدى عقود من الزمن، بينها الكتاب المقدس الموضوع بأربع لغات، وأول نسخة مطبوعة من القرآن الكريم في هامبورغ عام 1693.

أسلحة قديمة

تتوزع الزجاجيات في الطابق الثاني من المتحف، إلى جانب صواني من العهد العثماني تزين أعلى الجدران، وشمعدان السلطان العثماني، الذي طبع في وسطه ختم السلطان، وقد وضع في إطار زجاجي. ويضم القصر مجموعات من البورسلين الصيني والهولندي والسوري، وفخاريات، وزجاجاً مدخناً ومجموعة من الأسلحة القديمة.​​​​​​​

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​