"شادن فقيه" إسم باتت له شهرته في عالم الكوميديا، ولكن استوقفنا المضمون الذي تقدمه في الستاند أب كوميدي الذي يعرض لها.


لنبدأ بأن شادن تحاول طوال الوقت، أن تحقر، وبطريقة ساخرة، من هم ضد المثليين جنسياً، وكون الأمر يعتبر ضمن رسالة المناداة لإحترام حرية الآخر في المجتمع، هذا أمر نوافق عليه، وننادي معها بإحترام حرية الإنسان، وكل الخيارات التي يتخذها.
شادن تسخر من الصلاة المسيحية في مضمون الستاند أب كوميدي الذي تقدمه، فتقول "بتحسوا المسيحية صلاتن متل high five مع الله)، لتنتقل إلى السخرية من الصلاة الإسلامية، إذ تقول شادن: "النبي محمد كان متعاقد مع فرقة كركلا ليخرج الصلاة الإسلامية"، ولم تكتفِ بذلك، بل قدمت رقصة على المسرح، معقبةً على الأمر، بأن الصلاة الإسلامية كان من الممكن أن تكون مثل الرقصة التي قدمتها، بدلاً من ما هي عليه.
ولم توفر شادن السخرية من رجال الدين المسيحيين والمسلمين، واعتبرت أن الخوري يرتدي فستاناً، فكيف له أن ينتقد المثليين جنسياً؟ وسخرت من حديث الشيوخ في الجوامع.
فمن يؤمنون بالديانة المسيحية أو بالديانة الإسلامية، لهم حرية اختيار الدين الذي يتبعوه، والسخرية من معتقدات لا تكمن ضمن الكوميديا المضحكة، بل ضمن الكوميديا المستفزة، والتي إن دلت على شيء، فهي تدل على قلة احترام واضحة لمن يخالفون شادن الرأي في ما تتبعه.
فاختيار شادن الإلحاد، لا يحتم عليها أن تنسف كل من يخالفها الرأي، واختيارها للمثلية، لا يحتم عليها أن تستهزئ بمن هم غير مثليين.
ومن رجال الدين الذين مست بهم شادن فقيه، السيد حسن نصر الله، الذي شتمته بكلمة نابية، وكل النص الذي قدمته شادن، خارج إطار الستاند أب كوميدي، فهو مس بكرامة الأشخاص ورجال الدين، وعندما نريد أن ننتقد، ننتقد لنحسّن، وليس لنجرّح ونذم ونشتم.
وإلى شادن نوجه هذا السؤال: "ألا يحتم عليكِ إحترام الآخر لإخياراتك، أن تحترمي بدورك اختيارات الآخر، سواء اتباع دين معين أو حرية شخصية؟"،
ونتوجه إلى الرقابة إذا كانت موجودة في لبنان، ونسأل المسؤولين فيها: "أين أنتم من مضمون يمس بالأديان السماوية؟ فهل كانت الرقابة موجودة فقط حين اتصلت شادن بالرقم 112، وهو رقم الطوارئ في قوى الأمن الداخلي، لتسأل العناصر الأمنية عن كيفية حصولها على الفوط الصحية في ظل الحجر الصحي؟"، وهل الرقابة التي لم تعطِ الإذن ببث ترنيمة الفنانين برونو طبال وسينتيا كرم "The First Noel" وهي ترنيمة روحية، عاجزة عن إيقاف من تقصف الأديان يميناً وشمالاً؟