فرح ديبا هي إمبراطورة إيران السابقة. تزوجت من شاه إيران محمد رضا بهلوي ووقتها كانت في التاسعة عشرة من عمرها. جميلة، مثقفة دعمت المرأة الإيرانية واللغة الفارسية. أنجبت فرح ديبا ولي العهد للإمبراطور بعد زواجين من دون أولاد. عاشت في المنفى منذ إنطلاق الثورة الإيرانية وتنقلت بين فرنسا ومصر والولايات المتحدة.

نشأتها

ولدت الشهبانو فرح ديبا في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1938 في تبريز شمال إيران. درست الهندسة المعمارية في باريس. فرح هي الطفلة الوحيدة لـ سهراب ديبا وفريدة غوتبي. جدها لوالدها كان سفيراً في روسيا وفي هولندا. والدها تابع تنشئة عسكرية في سان بيتسبورغ وهرب الى فرنسا بعد ثورة 1917. بعد وفاة والدها عام 1948 جراء عملية جراحية إستقرت الأم وإبنتها في بيت عمها محمد غوتبي وهو مهندس في الأشغال العامة.

زواج ملكي

إلتقت شاه إيران للمرة الأولى في حفل أقامته السفارة الإيرانية في باريس. كان شاه إيران متزوجاً من الأميرة المصرية فوزية وبعدها ثريا إصفندياري بختياري وانتهى الزواجان بالطلاق ومن زواجه الأول رزق بفتاة هي شاهناز. اللقاء حصل بينه وبين فرح ديبا في باريس وتبعه لقاءات أخرى الى أن أعلنا خطوبتهما في 1 كانون الأول 1959 وإحتفلا بزفافهما الملكي بعد عشرين يوماً. رزقا بولي العهد رضا وأصرت الإمبراطورة على الولادة في مستشفى يستقبل كل النساء حتى المعوزات. وبعد رضا رزق الشاه وزوجته بثلاثة أولاد الأميرة فرحناز والأمير رضا بهلوي والأميرة ليلى بهلوي.

إهتماماتها

إهتمامات الأمبراطورة فرح توجهت الى العمل الإجتماعي والى تمكين المرأة والى الرياضة والفن. معظم أوقاتها كرستها لتطوير الثقافة الإيرانية والحماية الإجتماعية. وترأست عدة جمعيات تربوية وثقافية صحية. بالإضافة الى مراقبة عمل الجمعيات في طهران زارت الأمراطورة المناطق النائية في إيران للإطلاع على نمط معيشتهم وتطلعات المزارعين. الى جانب مرافقة زوجها في جولاته الخارجية فقد قامت بجولات منفردة الى أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا وآسيا.

اللغة الفارسية

أنشأت الإمبراطورة فرح ديبا جمعية تسعى الى تطوير قدرات الأطفال والمراهقين وأوعزت بإنشاء مكتبات وإنشاء مسرح متجول وتطوير برنامج ثقافي للأطفال مع دروس موسيقية. وكانت تولي أهمية لتطوير اللغة الفارسية لذا أنشأت مؤسسة لترجمة ونشر الكتب.

المنفى

بعد قيام الثورة الإيرانية التي أطاحت بشاه إيران تعرضت الأسرة للنفي وغادرت في 16 يناير 1979 لتبدأ مع زوجها رحلة قاسية الى مصر التي كانت من أولى الدول التي رحبت بإستقبالهم ثم الى المغرب ثم بنما. بعدها إنتقلت الأسرة الى الولايات المتحدة ثم مصر مرة أخرى حيث استقروا لفترة مؤقتة حتى وفاته في 27 يوليو 1980 ودفن في مسجد الرفاعي.

مغادرة مصر

غادرت فرح ديبا بعد إغتيال السادات في 6 اكتوبر 1981 وإستقرت في ولاية كونيكتيكوت الأميركية وعاشت هناك مع إبنتها ليلى لفترة من الزمن لتكون بالقرب من إبنها رضا المناهض لحكومة الثورة الإيرانية ثم باتت تتنقل بين الولايات المتحدة وباريس.

فقدان إبنتها

عام 2001 حل عليها فصل جديد من فصول المآسي التي مرت بها وهي إنتحار إبنتها ليلى بهلوي التي كانت تعاني من مرض Anorexie وهي حالة نفسية تؤدي الى رفض تناول الطعام. وتم العثور على جثتها في فندق ليوناردو في لندن جراء تناولها جرعة مزدوجة من المخدرات والمهدئة للأعصاب. وكانت تزور قبر زوجها غالباً برفقة السيدة جيهان السادات.

ما بعد موت الشاه

بعد وفاة زوجها شاه إيران في منفاه في مصر تولت الإمبراطورة فرح الوصاية على إبنها رضا حتى بلوغه السن القانونية وإعلان قسمه على حكم الجمهورية الإسلامية في إيران. منذ 16 كانون الثاني /يونيو 1979 تعيش فرح ديبا بين الولايات المتحدة وفرنسا ومصر.

مذكراتها

نشرت فرح ديبا مذكراتها عام 2004 بعد صمت دام أكثر من عشرين عاماً وتناولت مسيرتها منذ دراستها في الهندسة في باريس وزواجها في التاسعة عشرة من شاه إيران. وتروي أيضاً مرحلة النفي وسلطت الضوء على فترة الحكم التي تولاها زوجها. وذكرت أن زوجها المريض بالسرطان إستقبل في مصر بالرغم من عدم توفر الدواء. وذكرت رفض فرنسا وبريطانيا منحه تأشيرة دخول لذلك لجأ الى الولايات االمتحدة.