جورج سيدهم ممثل قدير وموهوب. درس الزراعة وإنتقل الى الفن بعد إكتشاف موهبته في التمثيل. عاش طفولة قاسية علّمته الدفاع عن النفس. أسّس مع سمير غانم والضيف أحمد فرقة فنية. بقي عازباً لفترة طويلة وعدل عن قراره بعد الوقوع في الحب. تعرض للخيانة من شقيقه أمير الذي سرق أمواله وهرب الى الولايات المتحدة الأميركية.

حياته الخاصة ونشأته

ولد جورج سيدهم في 28 أيار/مايو 1938، في مدينة جرجا في محافظة سوهاج، واسمه الحقيقي هو جورج أبيس سيدهم. وقد عانى سيدهم منذ اليوم الأول في حياته، حيث أنه كما أكد، قامت "الداية" التي كانت تقوم بعملية الولادة في الماضي، بوضعه تحت السرير لأنه وُلد ميتاً على حد قوله، أي أنه لم يكن يتنفس وقلبه لا ينفض، فتدخلت جارتهم ذلك الوقت، ووضعت له بصلة في أنفه، ما أدى الى تحرك جسده، وعاد الحياة مرة أخرى.
درس جورج في كلية الزراعة، جامعة عين شمس، وتخرج من قسم الإنتاج الحيواني عام 1961، أنهاها بدرجة ماجستير في التلقيح الصناعي، كما أنه كان يرغب بالحصول على الدكتوراه، لكن انشغاله بالتمثيل حال دون ذلك.
اشتهر سيدهم بأنه أشهر العازبين في الوسط الفني، حيث لم يكن يؤمن بفكرة الزواج، واعتبره مشروع فاشل، لكن عندما وقع بحب ليندا التي كانت صيدلانية، تغير تفكيره، وتزوج بها بنفس العام، أي في 1991 عندما كان في الـ 53 من عمره.

بداية مسيرته الفنية

بدأ جورج مسيرته الفنية في فرق التلفزيون المسرحية، ثم انتقل الى "ثلاثي أضواء المسرح"، حيث كان القاعدة التي بني عليها هرم "ثلاثي أضواء المسرح"، التي أسسها المخرج التلفزيوني محمد سالم، وضمت الى جانب سيدهم، الضيف أحمد وعادل نصيف الذي سافر وأخذ مكانه سمير غانم.
واشتهرت الفرقة كثيراً، خصوصاً بالأغنيات التي قدمتها، وأبرزها "كوتوا موتوا"، و"يا ماما حوا"، وقدموا فوازير رمضان، وكان من أبرز أعمالهم فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة". وأكد سمير غانم في حديث لاحق، أم جورجهو الذي كان يدير الفرقة، فقال: "جورج هو اللي كان بيدير الفرقة، وأنا والضيف منعرفش حاجة في الإدارة والاتفاقات، وبعد وفاة الضيف أحمد عملنا مسرحيات رائعة، مثل "موسيقى في الحي الشرقي" و"أهلا يا دكتور"، و"المتزوجون"، وكان بينا كيميا لا تتكرر".
وعن آخر لقاء جمع الثنائي قال سمير غانم: "آخر مرة شفته لما عملنا الإعلان مع بعض وكان مبتسم وفرحت إن في عمل جمعنا بعد مرضه، وكان مبسوط جدا، عملت تنازلات كتير في الإعلان ده عشان خاطر جورج وعشان نعمل حاجة مع بعض رغم مرضه، شفته في عيد ميلاده وكان قلبي بيتقطع لما بشوفه، لكن دلال فضلت تزوره بشكل دائم وتتعاون مع زوجته ليندا لتنظيم عيد ميلاده ومحاولة إسعاده وكانت الفنانة الكبيرة نادية لطفي تحرص على الاحتفال بعيد ميلاده".

أفلامه ومسرحياته بعيداً عن الفرقة

فيلم "بنت الحتة" في عام 1964، فيلم "المشاغبون" في عام 1965، فيلم "جناب السفير" في عام 1966، فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة" في عام 1986، فيلم "أضواء المدينة" في عام 1972، فيلم "البحث عن فضيحة" في عام 1973، فيلم "رجب فوق صفيح ساخن" في عام 1978، فيلم "الشقة من حق الزوجة" في عام 1985، فيلم "الجراج" في عام 1995.

  • مسرحية "أنت اللي قتلت عليوة" في عام 1970.
  • مسرحية "جوليو وروميت" في عام 1973.
  • مسرحية "المتزوجون" في عام 1976.
  • مسرحية "أهلا يا دكتور" في عام 1981
  • مسرحية "نشنت يا فالح" في عام 1995.

الحريق الكبير الذي حصل عام 1986

حصل حريق كبير عام 1986 في مسرح الهوسابير الذي كان يمتلكه جورج سيدهم، وتمكن مع التهام كل ما يحتويه المسرح، الأمر الذي أحزنه بشدة وأدى الى إصابته بجلطة أبعدته عن مصر، حيث سافر إلى بريطانيا لإجراء جراحة فى القلب.
عام 1987، قرر سيدهم أن يدخل عالم الأعمال، من أجل تعويض خسارة الحريق من جهة، وحبه للطعام وممارسة هوايته المفضلة في الطهي، وإفتتح مطعم للمأكولات الشرقية من جهة ثانية. وقد أطلق على المشروع اسم "ميني مشوي". استلم إدارة المطعم بنفسه وقم بإطلاق أسماء أعماله المسرحية على قائمة وجبات الأطعمة، فأصبحت على الشكل التالي، "ورقة لحمة طبيخ الملايكة"، "حمام المتزوجون"، "كفتة أهلا يا دكتور"، "كباب دكتور الحقني"، "فراخ كوتوموتو"، "سلطة طحينة ودع أهلك".

الضربة القاضية التي أنهت حياة جورج سيدهم الفنية

تعرض جورج سيدهم لأزمة أدت لإنهاء حياته الفنية، كما سببت له مشاكل صحية امتدت لما يقارب العشرين عام.
وتعود القصة الى زمن بعيد، عندما قام شقيقه أمير الذي يدير جميع أموره المالية منذ بداية مسيرته الفنية، بسرقة كل أمواله، وكان يمتلك تفويضاً منه.
فما كان من أمير إلا أن استغل هذا التفويض، وباع المسرح الخاص بأخيه جورج، وهرب الى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما اكتشفه جورج بعد زواجه من ليندا.
بعدها، أُصيب جورج بجلطة بالرأس، سببت له شلل نصفي، ولم يعد يتمكن من الكلام، سوى بعض الكلمات البسيطة، بعد ما تأثر النطق لديه نتيجة الشلل النصفي. ويُشار الى أن زوجته هي الوحيدة التي كانت تستطيع أن تفهم كلماته، حتى توفي في 27 آذار/مارس عام 2020، عن عمر يناهز الـ 81 عامًا، لتنتهي معاناته مع المرض، والتي استمرت سنوات. الجدير بالذكر أن تاريخ وفاته تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح.