طوني أبي كرم، مؤلف غنائي لبناني، ترك بصمة مهمة في الفن، من خلال أعماله التي غناها نجوم الصف الأول، منهم راغب علامة ونجوى كرم وعاصي الحلاني وكارول سماحة وميريام فارس. في رصيده الكثير من الأغنيات الناجحة، وما زلنا نردد عدداً كبيراً من الأغنيات التي حملت توقيعه، وشهرته كانت ثمرة جهد وإبداع وإخلاص في تقديم أغنيات لا ينطفئ وهجها.
انتهج خطاً خاصاً به، ولا تستهويه سوى اللهجة اللبنانية، لكنه يؤلف أغنيات باللهجة البدوية المسماة البيضاء، وهي عابرة لحدود بلدان العالم العربي، وفي جعبته العديد من الأعمال التي يحضرها.
حول مشاريعه الجديدة، والعديد من المواضيع الأخرى، كان لنا في موقع "الفن"، هذه المقابلة مع المؤلف الغنائي طوني أبي كرم.

هل تابعت مباريات كأس العالم؟

ليست أولوية عندي، ولست من جماعة المقاهي، تابعت المباريات على الإنترنت.

وأي منتخب تشجع في كأس العالم؟

كنت أفضل أن يربح منتخب لا أحد عمل له حساباً، ولا أفهم هذا التقاتل على أربعة منتخبات بعينها من قبل غالبية الناس، أفضل أن يربح من يستحق الفوز.

ماذا عن تعاونك حالياً مع الفنان راغب علامة؟

راغب وأنا نعمل كمعسكر فني، فنجلس سوياً، ونفكر ونكتب ونلحن، وراغب يسجل عادة مجموعة أغنيات، ثم يختار لاحقاً أي منها يريدها، ويود أن تطرح أولاً، ونحن سجلنا أغنيات، ونحضر لتسجيل غيرها.

هل ممكن أن تطرح الأغنيات منفردة أو ضمن ألبوم؟

أغلب الظن منفردة، فقد ولى زمن الألبوم.

هل هناك موزعون وملحنون معينون تتعاونان معهما؟

كل أغنية لها موزع موسيقي، وليس كل موزع موسيقي يستطيع أن يعمل على كل الستايلات، أهم نجاحات راغب علامة من ألحانه، وأجمل أغنيات ضاربة هي من ألحانه، منها "جني جني"، ودائماً أقول له إن أفضل من يلحن لراغب علامة هو راغب علامة، فالأغنيات التي نعمل عليها أغلبها من ألحانه.

هل تجد أن أولاد الفنانين يستطيعون حصد نجاح يوازي نجاح آبائهم، ويشقون طريقهم الخاص؟

في البداية يبدأون كأولاد فنانين، ثم يبدأون يعملون على لونهم الخاص، لكنهم يحتاجون دائماً إلى دعم مادي، وإذا كان الفنان دعم إبنه الفنان مادياً، عندها يستطيع أن يظهر ويكبر في مسيرته الفنية، خصوصاً إذا سمعنا أغنية الفنان الإبن بشكل مستمر، فتترسخ في آذاننا.

هل بدأت موجة أغاني المهرجانات تخف عن قبل؟

دائماً هذه الأغاني فيها شيء جديد، وفيها فكرة وتركيبة جديدة، وهذا اللون محبوب شعبياً، وهي لا تتوقف.

ما رأيك في أغنية "توكو تاكا" للفنانة ميريام فارس التي أصدرتها بمناسبة كأس العالم في قطر؟

ألبوم ميريام "أنا والشوق" كان يحوي 8 أغنيات، 7 منها لي.، وأغنية "توكو تاكا" هي أضعف أغنية في حياتها الفنية، وأهنئها على الفرصة سنحت لها بأن تغني في هكذا حدث عالمي، لكن كان يجب أن تعمل على أغنية بشكل محترف أكثر، وإذا حصدت الأغنية 200 مليون مشاهدة تكون فاشلة، لأن الحدث وهو كأس العالم، بحد ذاته عالمي، المفروض أن يتابعه 6 مليارات نسمة. نجاح الأغنية على السوشيال ميديا لا يعني أنها نجحت، والأغنية حققت 62 مليون مشاهدة على 6 مليارات نسمة، أي أن نسبة النجاح 1 بالمئة، وهذا ليس نجاحاً، لأن كل الناس يتابعون مباريات كأس العالم.
هناك العديد من الفنانين الذين غنوا لكأس العالم، منهم لطيفة وبلقيس ورحمة رياض وفرق كورية، طلب مني أن أعمل أغنية للمناسبة، ولكني رفضت، لأنني لم أشعر أن الأغنية سيكون لها تأثير بين هذا الكم الهائل من الأغنيات.

أخبرنا عن تعاونك مع الفنان مايز البياع في أغنية "حبك وحده"؟

الأغنية طرحت في السابق، وموجودة منذ أكثر من عشر سنين، وأعيد تسليط الضوء عليها من جديد، وعادت وإنطلقت مجدداً من مصر، خصوصاً أن ملحنها سهيل فارس، وهي أغنية من جو الزمن الجميل باللون الطرب الشعبي، وهذا السهل الممتنع، ولم تأخذ حقها، وإتصل بي وأخبرني أن الأغنية "خاربة الدنيا بمصر"، فسررت كثيراً. لا يمكن لأغنية أن تنجح من دون أن يدفع الفنان عليها، وعلى تسويقها وتصويرها، وعليها ككل.

الفنان جورج وسوف أصدر مؤخراً أغنية "بيتكلم عليا"، التي حققت نجاحاً كبيراً، ما رأيك فيها؟

هي روحية جورج وسوف، وهو لا يعمل كي يكون الأفضل، بل ليكون الأقوى، وهو فعلا الأقوى، وأنا أتمثل بهذا المبدأ، فأنا لو غبت خمس سنوات، تسمعين أغنية "جني جني" وأغنية "بحبك وبغار"، هنا أكون الأقوى.

هل ممكن أن نراك تتعاون مجدداً مع الفنانتين كارول سماحة ونجوى كرم والفنان رامي عياش؟

مكتبي موجود، ولدي أغنيات حاضرة، وأنا جاهز لأي فنان يريد أن يطلع على أي أغنية، كلهم عملوا معي، ويعرفون عملي. بالمناسبة هناك فنانون لديهم عقدة من الشخص القوي، يحبون أن يعملوا مع شخص "روح تعا"، ويخاف بعض الفنانين من أن يسرق الشاعر أو الملحن القوي الأضواء منهم، ولكن هذا التفكير خاطئ، لأن صانع الأغنية يصنع النجم واستمراريته، والحمد لله، أنا آخذ حقي المعنوي بكل شيء، لدي 1000 أغنية ناجحة، وهذا من فضل الله ومجهودي على مدى سنوات، وأعطيك مثلاً عن الفنان المتواضع، راغب علامة لا يقفل الخط في وجهي أبداً، وإذا اتصلت به وكان مشغولاً، يعاود دائماً الإتصال بي، فهذه النوعيات من نفسيات الأشخاص من النادر وجودها.

​​​​​​​ما هي أعمالك الجديدة؟

طُرحت مؤخراً أغنية "مرفوعة الأرزة" للفنان ملحم زين، من كلماتي وألحان نيكولا شبلي لطيران الشرق الأوسط، وهذه الأغنية الثالثة التي عملتها لـ MEA، إذ عملت قبلها "حلّق يا لبنان" هاني العمري و"رمز يا لبنان" لـ عاصي الحلاني.
ولدي لُجي مسرحي، وهو شاب سعودي شارك في ذا فويس كيدز، من فريق الفنانة نانسي عجرم ،ولكنه أصبح شاباً ولم يوفّق من قبل، فقصدني وعملت له أغنية اسمها "رقة ملاك" وهي اللهجة البدوية، وأنا كنت أول من درّج هذه اللهجة، وذلك منذ أغنية "رائع" للفنان رامي عياش، وأغنيتي "جافيتني وتروح" و"امسح دموعك حبيبي" للفنان عاصي الحلاني، وغيرها من الأغنيات، وبحكم علاقاتي مع أشخاص في الخليج، وأفهم لهجتهم، استطعت أن أكتب بهذه اللهجة منذ 25 سنة.

ما هي الكلمة الأخيرة التي توجهها لقراء موقع "الفن"، كمؤلف غنائي ناجح، ولا ترغب في مغادرة لبنان.

لدي الإقامة الذهبية التي منحتها لي دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة، وكي أجيب عن سؤالك، سأجيب بسؤال أترك إجابته للقراء: "ماذا يفعل المواطن اللبناني الذي يحب بلده، ويحب أن يعيش فيه، إذا كان حكامه السياسيون فاشلين ولا ثقة له بهم؟ ماذا على هذا المواطن أن يفعل؟"،
فأسوأ شيء يمكن أن يشعر به الإنسان، هو أن يحب بلده ويكره دولته.