ربما اصطدمت بعدد من الجروح في القلب لكن لكل جرح أثر أعمق، من جورج الراسي الى وديع وسوف تمتد المسافة الى العمق وكأن ثمة إنذار يقرع أجراسه فوق الرأس في دوامة فراق الاحبة وأحياناً لا نملك لغة التعبير عن الحزن او الانهيار الداخلي او البكاء في لحظة تغيب عنها الحروف ويسكن الصمت الكيان دفعة واحدة ، وديع جورج وسوف عرفته صغيراً في منزل الفنان جورج وسوف في كليمنصو في بداية عملي في الاعلام وكانت المحطات سريعة لدرجة انني لم أدركها ، لكن أبو وديع كان الايقونة التي كنت وما زلت أعتز بصداقتها والقرب منها، ربما أيضاً لم أتوقع الرحيل لشاب حنون وطيب مثل وديع لم تأتي الفكرة الى البال وانا في وسط أسرة طيبة الخلق و القلب، الحرقة أتت والغصة بقيت في الحلق وكأن العمر مضى وأصبحنا في آخر رزنامة الحياة .


وديع لم يغادر الحياة وحيداً بل أخذ معه عاطفة ملايين الناس على إمتداد الوطن العربي وبات البكاء لا يليق بوجع جورج وسوف الاخ والصديق وكأن الكارثة اصابة الجميع وسادت صورة وديع على كل شيء في يومياتنا وتحولت الدمع الى رسالة صادقة تمتد الى قلب رسم خارطة الفن والطرب حتى بات سلطانها وملك أحلامها وواقعها حتى بعد الجلطة الدماغية التي لم تخنق حنجرته ولا محبته للناس بلا حدود.
كثر عبروا عن الوفاء لجورج وسوف في مصابه الاليم المنتج ميشال حايك عراب معرفتي بالسلطان الطرب والصديق سامي ابو درويش واخرين اعلم مدى وفائهم للنجم الكبير او الايقونة التي استمدينا منها معاني كثيرة ومحبة لا تنتهي ووفاء نادر الوجود .
وديع الحنون رحل لكن أرث الطيبة بقي في قلوبنا ووجداننا لان غياب الجسد لا يلغي سيرة الانسان طالما كان ما زرعه في نفوسنا صلباً و لا يذبل تحت لو كان تحت التراب .
في لقاء خاص سألت جورج وسوف عن وديع فرد باقول قصدك معلمي وهي عبارة كان يريد ان يؤكد من خلالها مدى حبه وثقته بنجله البكر الذي لم يفارقه يوماً حتى بعد إصابته بالجلطة الدماغية في سوريا.
قليلة هي العبارات والحروف على هذا المصاب اليم الذي أصاب نجم غزت نجوميته الشرق و الغرب وما زال أيقونة حتى في اوج احزانه.
رحم الله وديع الغالي و الصبر لاسرته و الغالي جورج وسوف الصابر بحكم الله و الراضي .