تمكن الممثل حازم سمير، من جذب الأنظار إليه في أحداث مسلسل "إيجار قديم"، خصوصاً أنه من الممثلين الذين يدرسون خطواتهم الفنية بعناية شديدة، ولا يشاركون بأي أعمال فنية، من دون أن يكون لها تأثير حقيقي على المشاهد، فهو يطرح من خلالها قضايا مهمة.
وفي مقابلة خاصة مع موقع "الفن"، كشف حازم سمير كيف استعد لشخصيته في مسلسل "إيجار قديم"، وعن أصعب مشاهده، وأوجه التشابه بين شخصيته الحقيقية وشخصيته في هذا العمل التي سمها حازم أيضاً، بالإضافة إلى كواليس التصوير، كما تحدث عن سبب ابتعاده عن السينما خلال السنتين الأخيرتين، وعلاقته بمواقع التواصل الاجتماعي، وبعرض الأعمال الفنية على منصات إلكترونية.

حدثنا أكثر عن مشاركتك في مسلسل "إيجار قديم".

هذا المسلسل له مفارفة غريبة جداً حدثت معي، لأن إسمي فيه هو أيضاً "حازم"، وهذا كان يسبب خطأ بالتصوير، اعتقاداً من باقي الممثلين أن اسم شخصيتي مختلف، وكانت تحدث مواقف كوميدية كثيرة بسبب هذا الأمر، ولكني أستطيع القول، إن مسلسل "إيجار قديم" حالة خاصة، قلما تحدث في الأعمال الفنية، من حيث حالة التناغم والمحبة بين أبطاله وصناعه، من أجل أن يظهر العمل بالصورة التي شاهده فيها الجمهور.

ما الذي شجعك على المشاركة في المسلسل؟

ما شجعني كثيراً، هو أن الشخصية التي أجسدها خلال الأحداث، تشبه أشخاصاً موجودين في كل مكان بالعالم، خصوصاً أن شخصية "حازم" تعيش في مستوى اجتماعي معين، ومركز وظيفي، وبدخل مادي ثابت، وفجأة تتغير حالته بسبب إغلاق المكان الذي يعمل فيه، فضلًا عن اهتمامه بنفسه ومظهره، وكان ذلك انعكاساً حقيقياً لما يحدث في جميع أنحاء العالم، بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية، وتداعيات فيروس كورونا، التي أثرّت سلباً على الشركات والمصارف، واضطرتها إلى تغيير البنية الوظيفية.

هل هناك صفات مشتركة بين شخصيتك الحقيقية وشخصية حازم في "إيجار قديم"؟

(ضاحكاً)، هناك بعض الصفات التي تجمعني مع الشخصية، فعندما كان أصغر سناً وقبل زواجه وإنجابه وتأسيس حياة أسرية، كانت لديه فكرة مقتنعاً بها، وهي "مش هتنازل عن مجهود سنين وأشتغل في مكان أقل من موهبتي، والإهتمام بمظهري الإجتماعي"، ولكن مع مرور الزمن، تغير الأمر، وأصبح الاهتمام الأكبر بالأسرة والعائلة، والتفكير بهم بشكل أكبر، وبالتالي أصبح هناك مسؤولية يجب مراعاتها، مع الفارق في فكرة التنازلات التي تضطر إليها.

وكيف كانت كواليس التصوير؟

تميزت الكواليس بالإحترام بين الجميع، وبحرص فريق العمل على إتقان مهامهم، فكان لوكيشن التصوير مليئاً بالتفاهم والحب والراحة، ما انعكس على الشاشة، وأظهر الممثلين كأنهم أسرة واحدة، بالإضافة إلى أن تصوير المسلسل تم في عمارة حقيقية، بأحد أحياء مصر الجديدة، ما خلق روحاً حقيقية للأحداث، مع تفاعل الجيران الحقيقين للعمارة، وأبناء المنطقة، وأرى أن ذلك أفضل بكثير من الديكور داخل الستوديوهات والبلاتوهات.

وماذا عن الصعوبات التي واجهتك في تحضير شخصية "حازم"؟

هو شخص مسؤول، وفرص العمل أمامه أقل من إمكاناته، بالإضافة إلى عزة نفسه، وتفاصيل شخصيته، ورؤيته لنفسه بعدم التنازل، وبعدها يضطر لبيع منزله، ويسكن مع والدته، حيث أصبحت هناك بيئة خصبة للمشكلات، جعلته يهرب طوال الوقت من البيت، فكان هذا التحدي الأكبر، والصعوبة في تحضير الشخصية في هذه المرحلة الإنتقالية من حياتها، فالجمهور يعيش هذه التفاصيل، والكثير من الأسر تعرف عنها، فكان لا بد من تقديم شخصية "حازم" بصورة تحترم عقلية المشاهد، وتنقل إليه الصورة الحقيقية والكاملة.

كيف وجدت ردود فعل الجمهور؟

لم أتوقع كل هذا النجاح غير المدعوم بأي وسائل خارجية، فالجمهور بالشارع كان في حالة متعة، لأن المسلسل هو حالة من النوستالجيا، جعلتني على المستوى الشخصي، أشعر بطفولتي حين كنت أعيش مع أهلي وجيراني في العمارة، وبتفاصيل الحياة الحقيقية التي افتقدناها بعصر السوشيال ميديا.
أعتمد في ردود الأفعال على رأي الشارع، ومحبة الجمهور التي تظهر حقيقية، عندما يقابلني أي منهم، فهذه هي المؤشرات الحقيقية للنجاح والتفاعل، لتعرف مدى نجاحك في الدور، وفي تجسيدك للشخصية على الشاشة، وتصديق الجمهور لك.

كيف هي علاقتك بالسوشيال ميديا؟

لا أعترف بها، لأنها خداعة، فجميع مواقع التوصل الاجتماعي تعتمد على الخداع، وعلى أشخاص غير حقيقيين، يتحدثون في أغلبهم خلف شاشة، ولا تعرف هويتهم الحقيقية،

هل يعني ذلك أنك لا تمتلك حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي؟

كان لدي حسابان، أحدهما على فيسبوك والآخر على إنستغرام، ولكني اضطررت في الفترة الأخيرة، إلى إغلاق حسابي على فيسبوك، والإكتفاء بحسابي على إنستغرام، ولدي الكثير من الأصدقاء، الذين يرسلون لي آراء الجمهور التي تنشر على فيسبوك.

في رصيدك 5 أفلام فقط.، ما السبب؟

أرى أن المخرجين يرون في شكلي نوعاً محدداً من الأدوار، مثلما حدث معي بالدراما لسنوات، ظللت حبيساً لأدوار الطيبة بسبب ملامح وجهي، وهذا بالطبع خطأ كبير، ولكني لا أسعى لتغيير هذا الأمر، لأنه ليس من مهامي، فأنا أقدم ما أراه مناسباً لي، من أعمال فنية، وبأدوار متجددة تترك بصمة لدى الجمهور، حتى وإن كان عدد الأعمال قليلاً، فما يهمني هو أن أحفر في ذاكرة الجمهور ما أراه مناسباً، وأنا سعيد بمشاركتي المتنوعة بالدراما، وخصوصاً الإجتماعية منها.

ما رأيك بعرض المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية؟

هي فكرة مميزة جداً، ومواكبة لما يحدث في العالم، لأنها تجعلنا نسيطر على أوقاتنا بشكل أفضل، ومن دون أن نضيّع الوقت في مشاهدة الفواصل الإعلانية.