لا شك أن أغنية "زوروني كل سنة مرة" حققت نجاحاً كبيراً، وما زلنا نرددها ليومنا هذا، وأغلبنا قد عرفها بصوت سفيرتنا الى النجوم فيروز، لكن من المعروف أن هذه الأغنية كانت قد غنّتها الفنانة التونسية حبيبة مسيكة في عام 1921، والتي كانت مسيرتها الفنية قصيرة.


الجدير ذكره أن حبيبة مسيكة إسمها الحقيقي مارغريت مسيكة، ولدت عام 1903 في العاصمة التونسية، ضمن عائلة يهودية أندلسية.
عُرفت بجمالها، خصوصاً أنها كانت تمتلك عينين خضراوين وشعراً أشقر، أما جسمها فكان متناسقاً، وكانت تمتلك كل مقومات الجمال، ما كان يجعل الرجال يغارون عليها، والنساء يغارون منها.
لكن لم تكن حبيبة مسيكة وفيروز الفنانتين الوحيدتين اللتين غنتا هذه الأغنية، فهناك أيضاً الفنانون الملا عثمان الموصلي، سيد درويش والشيخ إمام، حامد مرسي، أميمة خليل وصباح فخري.

قصة الأغنية:
كشف الإعلامي اللبناني علي نون في برنامج "يا هلا بالعرفج" على قناة "روتانا خليجية"، ان لهذا اللحن قصتين، الأولى هي أن محمد يونس القاضي مؤلف الأغنية، مرض ودخل الى المستشفى، وكان على خلاف مع شقيقته بسبب الميراث، وحينها قام بزيارته الكثير من المعارف والأصدقاء، ومن ثم زارته شقيقته التي كان ينتظر قدومها على ما يبدو، تأثر كثيراً وكتب الأغنية.
أما الرواية الثانية، فهي أن صاحب القصيدة هو عثمان الموصلي، الذي كان قد رأى النبي محمد في المنام، الذي دعاه إلى زيارة قبره، الأمر الذي دفع بـ عثمان الموصلي إلى كتابة "زوروني كل سنة مرة".

من أول فنان غناها في مصر؟
يُعتبر الفنان حامد مرسي أول من غنى أغنية "زوروني كل سنة مرة" في مصر، وذلك في عام 2017، وهو تلميذ الشيخ سيد، الذي بكى عند سماعه وهو يؤديها، والجدير ذكره أن حامد مرسي لقّبته أم كلثوم بـ"بلبل مصر".

بعض المؤخرين الموسيقيين في برنامج "بيانو بيانو"، من تقديم الموسيقار اللبناني الراحل إحسان المنذر والممثلة مي صايغ، واعداد رئيسة التحرير هلا المر، والذي بث على قناة أوربيت، كشفوا أن كلمات الأغنية مستوحاة من رجال الدين الاسلامي الذين يزورون قبور الموتى في عيد الاضحى، فتحولت هذه الاغنية مع مرور الايام، الى أغنية رومانسية يلوم فيها الحبيب حبيبته، ويطلب منها زيارته مرة في السنة على الاقل، وأصبحت أغنية تردد في النوادي الليلية، وتحولت من أغنية حزينة، الى أغنية فرح ولوم وشجن.
برأينا كل من غنى هذه الأغنية أداها ببراعة، ولكن فيروز أوصلتها الى الجمهور على صعيد أكبر، وبكل أمانة، وبتوزيع موسيقي جديد نوعاً ما.