حل عيد الميلاد هذا العام، في وقت لا زال فيه لبنان يتخبط بأزماته المتلاحقة، وخصوصاً الإقتصادية، ولا زال اللبنانيون يكافحون في سبيل العيش في وطنهم بكرامة.
مظاهر العيد خفت هذه السنة، إذ لم نرَ الكثير من الزينة في الشوارع والطرقات، كما أن توزيع الهدايا المتبادلة بين أفراد العائلة والأصدقاء، لم يكن هذا العام على نطاق واسع، وذلك بسبب إرتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، وغلاء الأسعار، ما أدى أيضاً إلى إعتذار بابا نويل عن حضوره إلى منازل الكثير من الأطفال.
ومقابل كل ذلك، تبقى هناك فرصة هذا العام، لنعيش المعنى الحقيقي لولادة يسوع المسيح، هذه الولادة التي تتجدد كل عام، ونجدد معها عهد قلوبنا على المحبة والتسامح.
ومع صلواتنا على نية خروج لبنان من أزماته، وعودتنا إلى الحياة التي كنا نعيشها منذ سنوات، كانت لنا محطة في كنيسة مار جرجس في منطقة الكفور في فتوح كسروان، لنحتفل بولادة يسوع بأجمل الترانيم والأغنيات الميلادية، التي أداها الفنان منير خليفة بصوته الجميل وإحساسه المرهف، رافقه عزفاً على الأورغ الموزع الموسيقي ريمي مراد، وعلى الكمان الملحن والموزع الموسيقي بيار غانم، وعلى الإيقاع راين غانم، بحضور خادم رعية مار جرجس الكفور الأب إيلي خليل، خادم رعية مار افرام كفرذبيان الأب جورج نخول، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، وحشد كبير من المؤمنين.
مع منير خليفة وفرقته الموسيقية، إستمتعنا بأجواء العيد، رنمنا معه أروع الترانيم، وغنينا معه أجمل الأغنيات الميلادية، فجاء هذا الرسيتال بمثابة غذاء روحي، أغنانا عن الإحتفالات المادية.

قدمت الرسيتال رئيسة تحرير موقع "الفن" هلا المر، التي رحبت بكل الحضور، وقالت عن خادم رعية مار جرجس الكفور الأب إيلي خليل: "مرّت 15 عاماً، وهو يخدم رعية مار جرجس في الكفور، أشعر أن هناك العديد من الملائكة الذين يحمونه، ويرشدونه إلى الطريق الصحيح، لذلك معظم الأهالي يحبونه، وينتظرون قداسه".
فكانت مداخلة من الأب خليل، قال فيها: "نحن من نجعل الأيام حلوة، بحضورنا ونشاطنا، وبكل عمل روحي أو إجتماعي نقوم به"، وشكر الأب خليل، بإسم لجنة الوقف وأبناء الرعية، الفنان منير خليفة وفرقته الموسيقية، ورئيسة التحرير هلا المر.
وعادت المر، ورحبت بنقيب المحررين جوزيف القصيفي، وقالت: "هو شخص غالٍ جداً على قلبي، لمست الصدق والالتزام في الصحافة على عهده، وبعد 40 عاماً من عملي في المجال، أصبح لدي بطاقة صحفية من النقابة".

بدوره نقيب المحررين جوزيف القصيفي، فاجأ المر خلال تقديمها الرسيتال، وقلّدها زر النقابة، قائلاً لها: "يشرفني أن أكرّمكِ بزر النقابة، ليس هو من يزيّن صدركِ، بل أنتِ من تزينينه".
المر أكملت تقديم الرسيتال، وقالت: "مع ولادة يسوع المسيح، ننسى الأزمات التي تعصف بلبنان، والتي يعاني منها اللبنانيون، حين كنت في إزمير في تركيا، حيث يوجد منزل العذراء مريم، الذي عاشت فيه السنوات الإثنتي عشرة الأخيرة من عمرها، لفتتني عبارة خلال قيامي بأبحاث لاهوتية، إذ يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني، عن تلك السنوات، إن العذراء مريم كانت تتناول خلال كل يوم القربان المقدس، لأنها كانت تشعر كل يوم بأن سيفاً يغرز في قلبها بسبب صلب يسوع، فما هي عذاباتنا أمام عذاب العذراء مريم، الأم التي رأت إبنها أمامها وهو يجلد 5500 جلدة، وينفصل جلده عن لحمه، ويموت بين يديها، دعونا نتكل على العذراء مريم، التي حملت كل هذه العذابات، ولا تظنوا أن يسوع ولد بالصدفة في مزود، إذ في ذلك إشارة إلى أنه سيكون طعاماً أبدياً لنا".

وقدمت المر الفنان منير خليفة، وقالت: "صوته من أجمل الأصوات، وفي رصيده أجمل الأغنيات الخاصة، كما يجيد غناء أغنيات المطرب وديع الصافي والموسيقار ملحم بركات. أتقن عمله، وعرف كيف يكون فناناً لديه أخلاق حميدة، ولذلك يليق به أن يرنم، فهو رغم عمله في الغناء، لم ينسَ يسوع على الإطلاق، منير يخدم القداس كل يوم أحد، وهو تعلم محبة الله ويسوع من والده عبده ووالدته جيزال، اللذين أسسا عائلة مسيحية ملتزمة، في وقت هناك عائلات لا تتذكر المسيح إلا في زمن الصوم، واليوم مع منير وفرقته الموسيقية، نفرح ونهلل بولادة يسوع المسيح، الذي له كل المجد".
وختمت المر: "ما من شيء يضيع مع يسوع، هو المحبة، ولنحمل في قلوبنا محبة لبنان، وليس فقط محبة أولادنا وعائلاتنا".
وغنى منير العديد من الترانيم والأغنيات الميلادية، وعشنا معه ومع فرقته الموسيقية فرحة العيد، وهو الذي عوّدنا على مواكبته دائماً، خصوصاً في الرسيتالات، لأن في صوته كل الحنان والمحبة.
وفي الختام، قدم الأب خليل، بإسم وقف مار جرجس الكفور، لوحة تذكارية للفنان منير خليفة، ولوحة تذكارية ثانية لرئيسة التحرير هلا المر.

موقع "الفن" عاد لكم بهذه الكلمات الخاصة.

الفنان منير خليفة

لماذا تحيي هذا الرسيتال الميلادي في هذه الكنيسة بالتحديد؟

أولاً لأن هذه الكنيسة جميلة جداً، وثانياً لأنه عائلياً سيصبح نصف عائلتنا من منطقة الكفور، إذ إن شقيقتي المهندسة سيلفي وخطيبها الملحن والموزع الموسيقي بيار غانم، سيدخلان القفص في الصيف المقبل، وسيسكنان هنا في الكفور، لذلك أردنا أن نقدم عملاً جميلاً في هذه المنطقة، وهو رسيتال الميلاد، وقد سبق لي أن غنيت في الكفور في المعرض الذي أقيم سابقاً، وطُلب مني حينها أن أحيي رسيتال في المنطقة على عيد الميلاد، وها نحن نلبي الطلب.

كم هو صعب أن نفرح في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون منذ سنوات؟

الشيء الوحيد الذي يجعلنا نفرح هو إيماننا، فلولا إيماننا وصبرنا لم نستطع أن نستمر في هذه الحياة الصعبة في لبنان، فمهما حدث لنا، نرسم إشارة الصليب على وجوهنا، ونتكل على الله، ونكمل حياتنا بشكل طبيعي.

ماذا سنهدي الأطفال الذين لم يأتِ إليهم بابا نويل في ليلة الميلاد؟

نهديهم الفرح، ونطلب منهم أن يفرحوا، ويشاركوا في النشاطات التي تقيمها بلديات مناطقهم.

ماذا عن أصداء أغنيتك "خيالات" التي أطلقتها منذ شهور، والتي تحكي عن زمننا الحالي الذي كثر فيه الكذب والغدر؟

كل الأشخاص الذين سمعوا الأغنية أو شاهدوا الكليب، أحبوا العمل ككل، وخصوصاً الكلام، وهذا يعني أن الرسالة وصلت.

هل من أغنيات جديدة تعمل عليها حالياً؟

أحضر أعمالاً مع الموزع الموسيقي ريمي مراد، وإن شاء الله نطلقها مع بداية السنة الجديدة.

في الختام، ما هي أمنيتك في الأعياد؟

أتمنى السلام لوطني لبنان، وأن تزول الأزمة الصعبة التي تضرب البلد منذ سنوات.

الملحن والموزع الموسيقي بيار غانم


ماذا تقول لمنير؟

أتمنى لمنير كل التوفيق، وإن شاء الله أكون على قدر المسؤولية في مصاهرتي له ولعائلته.

منذ متى ترافق منير في العمل؟

منذ حوالى العشر سنوات.

كيف تغير منير فنياً منذ إنطلاقته ولغاية اليوم؟

تطور كثيراً من ناحية صوته وأدائه، وهذا ما لمسته، لأن منير يسجل أعماله الغنائية في الستوديو الخاص بي.

كيف نزرع الفرح في عيد الميلاد في ظل الظروف الصعبة؟

نزرع الفرح عندما نجدد وجود يسوع في قلوبنا، حتى لو كان الصليب ثقيلاً في لبنان، حين يكون يسوع معنا، يصبح الصليب خفيفاً جداً، ولا بد لنا أن نحمل الصليب، شئنا أم أبينا، ومشاركتي عزفاً في هذا الرسيتال، هي ليشعر الحاضرون بالفرح، وخصوصاً الذين ليس لديهم المال الكافي لشراء هدايا العيد، إذ إنهم من خلال الترانيم، يصلون ليسوع "من رنّم صلّى مرتين".

الموزع الموسيقي ريمي مراد


كيف نعيش أجواء عيد الميلاد هذا العام في لبنان؟

رغم كل الأوضاع الصعبة في لبنان، تبقى هناك فسحة أمل، إذ نرى نشاطات في كل الضيع، وهناك رسيتالات وحركة، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن الناس لا زالوا يفرحون بالعيد مثل السنوات الماضية، ونحن من خلال الرسيتالات التي نحييها، نحاول أن نقدم للناس القليل من الفرح.

ماذا عن الأعمال الغنائية الجديدة مع الفنان منير خليفة؟

نعمل حالياً على أغنيات معروفة، ولكن طريقة تسجيلها ستكون مع فرقة موسيقية لايف.

ما هي أمنيتك؟

أتمنى الفرح لكل الناس، وخصوصاً للعائلات التي تحتاج المساعدة.