إنقضت سنة ونحن على أبواب سنة جديدة.

2022 كانت مثقلة بالهموم والصعوبات، وتعددت الأسباب: سياسية وإقتصادية ومعيشية وصحية. العودة الى أحداث التاريخ في لبنان، تتيح لنا الإطلاع على ظروف صعبة ومؤلمة مر بها البلد، وكان ثبات وتجذر اللبنانيين بأرضهم، هو الذي يحثهم على الإستمرار. الشهداء الذين سقطوا، ورووا الأرض بدمائهم الذكية من أجل بقاء لبنان، هم سبب أكثر من كافٍ لكي لا نفقد أملنا ببلدنا.
يبقى الرجاء هو العنوان الصالح لمسيرتنا، وهو الذي يمنعنا من الإستسلام، ويدفعنا الى الإستمرار. والرجاء لا يدعو الى الصلاة والإيمان فحسب، بل أيضاً الى مبادرات عملية تدعونا الى الإبتكار وإيجاد الحلول.
تجدر الإشارة إلى أمر لافت لا يمكن التغاضي عنه، وهو أن لبنانيين ولبنانيات يعملون في مجالات مختلفة، لا يترددون بالإنخراط في مجالات عمل جديدة، توفر لهم العيش الكريم، وقد نحجوا في خيارهم المهني الجديد، من دون خبرة سابقة، وآخرون وضعوا شهاداتهم جانباً، وهم يعملون ببساطة في مجالات جديدة في منازلهم. على سبيل المثال، لم تتردد مديرة مصرف، بعد أن تم صرفها من عملها، في أن تعمل في فرن لبيع المناقيش. والبعض في المناطق الجبلية والمتوسطة، قرروا العودة إلى الزراعة، لتأمين الإكتفاء الذاتي من جهة، ولبيع منتوجاتهم من جهة أخرى. بالإضافة إلى السيدات اللواتي يحضرنَ كل أنواع المونة، ويبعنَ منتوجاتهنَ في لبنان والخارج. مقابل الأوضاع المعيشية الصعبة، هناك مبادرات جبارة وشجاعة، أبداها اللبنانيون واللبنانيات لمواجهة التحديات، ولكسب عيشهم بعرق جبينهم.
لا بد مع حلول العام الجديد، من توجيه تحية لكل الأشخاص الذين يعملون ليلة رأس السنة، من عناصر الأجهزة الأمنية، إلى الصليب الأحمر والدفاع المدني، وإلى كل من لا تسمح ظروف عملهم بالتغيب عن وظيفتهم، فمنهم من سيستقبل العام الجديد في المستشفيات والمطاعم، وكذلك سائقي سيارات الأجرة، وغيرهم كثيرون.
موقع "الفن" يتمنى لقرائه ولمتابعيه من اللبنانيين المقيمين، واللبنانيين في دول الإنتشار، ولكل قرائنا في الدول العربية والعالم، أجمل الأمنيات، عام سعيد.