قبل حلول عيد الميلاد، تظهر الزينة الخاصة بالعيد، من خلال أشجار الميلاد التي ترتفع في الشوارع والساحات والبيوت والمكاتب ومراكز العمل والمدارس. واللافت أن تقاليد الإحتفال بعيد الميلاد، لا تقتصر فقط على المسيحيين الذين يحتفلون بولادة السيد المسيح، بل تشارك فيها الطوائف الأخرى، من مسلمين ودروز، من خلال تزيين شجرة العيد، ووضعها في بيوتهم، ويرتدي الأولاد الثياب الحمر، التي ترمز إلى بابا نويل، وهذا أمر مميز ولافت، أن يتشارك اللبنانيون بجميع طوائفهم، بهجة عيد المحبة والسلام والفرح.

لبنان

يحمل عيد الميلاد مظاهر الفرح، من شجرة الميلاد وألوانها الذهبية والحمراء، الى بابا نويل الذي يحمل الهدايا للأطفال، الى الشوارع والبيوت المزينة والهدايا، حتى أن الضيافة في العيد مميزة، إذ لها أنواع الحلوى الخاصة بها، من buche ومشروب الليكور وملبس وشوكولا. ويبقى المعنى الأساسي للعيد والأهم، هو المحبة والعطاء. توضع شجرة الميلاد الى جانب مغارة السيد المسيح، التي تضم تماثيل للطفل يسوع والعذراء مريم ومار يوسف والمجوس والرعاة. وتُزين الشجرة بالأضواء الملونة، والبعض يصلي أمام المغارة، ويطلبون أن يولد المسيح في قلوبهم. لكن ما يميز شجرة الميلاد في لبنان، هو أنها موجودة في بيوت اللبنانيين من جميع الطوائف، لما تحمله من فرح وبهجة.

تاريخ شجرة الميلاد

يعود تاريخ شجرة الميلاد، الى تقاليد وثنية سبقت الديانة المسيحية. وترمز الشجرة الخضراء الى الحياة والتجدد. في 25 كانون الأول، كان الرومان يحتفلون بعيد ولادة الشمس. وكانوا يتبادلون الهدايا، ويزينون منازلهم بأغصان خضراء. فيما بعد، في شمال أوروبا، كانوا ينسبون كل شهر قمري الى شجرة محددة. وظهرت شجرة الميلاد في القرن الثاني عشر في فرنسا. وفي القرن الرابع عشر، أصبحت الأشجار مزينة بالتفاح والحلويات والأزهار. وقرر البروتستانت أن يتميزوا عن الكاثوليك عام 1560، فقرروا إضافة نجمة في أعلى الشجرة كرمز لنجمة بيت لحم، التي قادت الملوك الثلاثة الى المغارة حيث ولد المسيح. وفي العام 1738، أصبحت أشجار الميلاد مضاءة، بعد مبادرة من زوجة الملك لويس الخامس عشر، حيث وضعت شجرة في قصر فرساي. رغم تنوع الروايات في أوروبا حول أصل شجرة الميلاد، إلا أن الجميع اتفق على أنها رمز للحياة، وأن الخالق وهب العالم أجمل هدية، وهي شجرة الحياة.

ألمانيا

عادة تزيين شجرة عيد الميلاد كانت منتشرة في ألمانيا، ولم تحبذ الكنيسة في القرون الوسطى، هذه العادة. وأول ذكر لها في المسيحية، يعود إلى عهد البابا القديس بونيفاس، الذي أرسل بعثة تبشيرية الى ألمانيا. ومع إعتناق السكان للمسيحية، لم تلغَ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل تحولت رموزها إلى رموز مسيحية، وأضيف إليها وضع النجمة، كرمز إلى نجمة بيت لحم، التي أرشدت المجوس الثلاثة. انتشار الشجرة ظلّ في ألمانيا، ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا في القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا، وتمت إضافة الزينة إليها، من شرائط حمر وتفاح وشموع، واعتبرت الشجرة رمزاً لشجرة الحياة، الواردة في سفر التكوين، ورمزاً للمسيح.

نوع الأشجار

إنتشرت الأشجار الإصطناعية بأحجام وأنواع مختلفة، وإستمر البعض بوضع الأشجار الطبيعية، وأصبحت أشجار الصنوبر الخاصة بالعيد، معروضة للبيع في المشاتل ومحلات الأزهار. تزيّن الشجرة بكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر، تزين الشجرة بالأضواء الملونة أو الذهبية، كما توضع في أعلاها، نجمة تشير إلى نجمة بيت لحم وتزين أيضاً بالملائكة والأجراس وغيرها من الزينة، وتوضع الهدايا تحت الشجرة.