بعد غيابه لفترة عن الساحة الفنية، يحضر الفنان اللبناني مايك ماسي لعودته الموسيقية بنقلة نوعية، تعبر عن نضجه الموسيقي، ورغبته في التعبير عن مرحلة جديدة في مشواره الفني.
ماسي الذي يتمتع بموهبة فريدة في الكتابة والتلحين والتوزيع الموسيقي، غنى ومثل على أكبر مسارح العالم، وتخطت شهرته لبنان.
موقع "الفن" التقى الفنان مايك ماسي، للتعرف إلى جديده، كما سألناه كيف يمضي فترة الأعياد.

أخبرنا عن سبب سفرك مؤخراً إلى أوروبا، وهل تحضّر لعمل جديد؟

مضت فترة وأنا مقل بإطلالاتي الإعلامية وبأعمالي الفنية، كنت بحاجة إلى الوقت لأسترجع أفكاري، وأختار طريقي موسيقياً. سافرت لأسجل بعض الأغاني، التي كنت بدأت العمل عليها منذ فترة طويلة. ولكن بما أني أقوم بالتوزيع الموسيقي، دائماً ما أطرح علامات استفهام، حول الطريقة التي أرغب أن أقدم فيها الأغنيات والألحان والمواضيع التي أحب أن أتطرق إليها. لذلك أستغرق بعض الوقت، في مراجعة الكلام الذي أريد أن أقدمه في الاغنيات، أو حتى في طريقة التوزيع الموسيقي، الذي يعطي بعداً موسيقياً مختلفاً كلما تغيرت طريقة التوزيع. هناك أيضاً النضج الذي يصل إليه كل مغني أو مغنية، واللذان يتغير صوتهما وذوقهما مع الوقت، كما يرافقان تغيرات العصر. مع نضج العمر، يتغير صوت المغني أو المغنية، ونادراً ما نتطرق إلى أمور من هذا النوع، ومن الطبيعي مرافقة هذه المرحلة وتقديم أعمال مناسبة للصوت. أنا أقوم بنقلة نوعية على كل الأصعدة، على صعيد الصورة التي احب ان أقدم فيها نفسي الى الناس، الى طريقة التوليف الموسيقي والألحان والكلام، وطبعاً مع هاجس احترام الجمهور والمستمع، وتقديم أفضل ما استطيع ان أقدمه.
انا اعمل على اغاني جديدة، ولكن سوف يلاحظ محبو موسيقاي أو المستمعون، ان طريقة المغنى تغيرت مع النضج، كذلك الالحان. اعتبر اني وصلت الى مرحلة لست بحاجة فيها ان اثبت نفسي، اريد فقط ان استمتع، واتشارك الموسيقى مع الجمهور، بكل بساطة. أفرح باستمتاعي بالرحلة الموسيقية قبل صدور العمل، هذه اوقات لا تتشابه، ولا تكرر نفسها.
بالمبدأ سوف يصدر لي ألبوم في عام 2023، في البداية سوف أطرح اغاني منفردة، يتوجها صدور الألبوم. حالياً لدي أكثر من 16 أغنية أعمل عليها، ولن تصدر كلها في نفس الوقت، لاني أريد أن أعطي وقتاً للتسويق، لكي تصل الاغاني الى الجمهور.

أخبرنا أكثر عن التريلوجي التي طرحتها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي : "يا ريت، قلبي، احكيلي يا بنتي؟"، إلى أي نوع موسيقي تنتمي هذه الأغنيات، ولماذا اخترت التعاون مع الأوركسترا الرومانية؟


هذه الأغنيات مغامرة، إنها من ألحان مالك اليمن، والتوزيع الموسيقي للفنان المبدع لوكاس صقر. إنها أغنيات تنتمي إلى الكلاسيك بوب، وهي على مقربة من الذوق العام، وهذا ما يميز مالك اليمن ولوكاس صقر. إنها صفحة جديدة في مسيرتي في الرحلة نحو النضج الموسيقي، سوف نرى أعمالاً أوركسترالية مقبلة، والألبوم سوف يتضمن أغاني هادئة. غيابي سببه الظروف الصعبة، إنما كفنان، أنا بحاجة إلى أن أرتوي من الموروث الفني، وأن أجلس مع نفسي، وأقوم بالتمرينات، وأن أستوحي، هذه الأمور مهمة جداً للعودة الى الكتابة.

ألفت موسيقى "صالون زهرة"، هل هي أول موسيقى تصويرية لك لمسلسل؟

ليست أول موسيقى تصويرية أقوم بكتابتها، لدي خبرة في كتابة الموسيقى للأفلام الروائية، إنما "صالون زهرة" هو أول مسلسل أقوم بتأليف موسيقاه. الفرق بين موسيقى المسلسلات وموسيقى الأفلام، هو في سرعة الإنتاج وكثافته. إذا كتبنا لفيلم 15 مقطوعة موسيقية، يمكن أن تكون كافية، أما في مسلسل، فهذا يعتمد على عدد الحلقات. العمل مع المسلسلات العربية كان أمراً جديداً بالنسبة لي، ولم أكن معتاداً على هذه السرعة في الانتاج. "صالون زهرة" مع "سيدارز آرت بروداكشن"، شكّل أول خبرة لي في مجال موسيقى المسلسلات. ألبوم "صالون زهرة 1" صدر، والناس أحبوا "الشارة" تتر المسلسل، وفي "صالون زهرة 2"، تركوا "الشارة" نفسها، لأن الناس رددوها كثيراً، وبعد العيد سوف يصدر ميني ألبوم "صالون زهرة 2"، الذي يتضمن 8 مقطوعات. الموسيقى موجودة لتلوين المشاهد والشخصيات، لكن درامية المشهد هي الأهم.

كيف تمضي عيد الميلاد عادة، وماذا عن هذه السنة؟

أمضي عيد الميلاد مع العائلة، لأتنعم بالفرصة الجميلة في أن أكون مجموعاً مع عائلتي. اللبنانيون متفرقون في العالم، والكثير من الشباب والصبايا لا يستطيعون أن يكونوا مع عائلاتهم. في هذا العيد، أحب أن أعطي الوقت لعائلتي، لأرتوي من مياه الحب، كما يجب أن نتشارك فرحة العيد مع الأشخاص الذين نحبهم.

ماذا طلبت من بابا نويل هذا العام؟

الصحة، برأيي هي الأهم، طلبتها لنفسي وعائلتي وأصدقائي. الصحة مهمة جداً، وهي كنز، أنا فقدت صديقة منذ فترة، وهذا آلمني كثيراً.

كيف ستنعكس الأزمة الإقتصادية التي تضرب لبنان منذ سنوات، على أجواء عيد الميلاد؟

وصلت إلى المطار، ظننت أني في نيويورك، بسبب كثرة الناس والزحمة، أعتقد أن الجميع عائدون من الخارج، للإحتفال بالعيد مع أحبائهم. لبنان سوف يبقى عامراً بالسواح، وباللبنانيين المغتربين الذين يعودون كل فترة إلى لبنان، وباللبنانيين المقيمين في بلدنا. أعتقد أنه في الأعياد، ستعج المطاعم والأماكن السياحية بالسواح. نأمل خيراً بالاحتفالات الجميلة، التي سوف تبث جواً من الفرح.

ما هي رسالتك في الأعياد؟

إفرحوا، أدعو الناس إلى أن تتشارك اللحظات الجميلة، كما أدعو المتخاصمين، إلى أن يتقربوا من بعضهم البعض، وأن يتسامحوا. الطابع التجاري للأعياد مهم جداً، إنما الجوهر هو في العودة إلى المحبة، التي تبعث بسلام داخلي لا مثيل له.