المخرج السوري الكبير سامر البرقاوي، بدأ مسيرته في الدراما عام 1995، في رصيده العديد من المسلسلات، منها "الهيبة"، "نص يوم"، "تشيللو"، "لو"، "لعبة الموت"، "قلبي معكم"، و"شبابيك"، بالإضافة إلى بعض الأفلام القصيرة، وفيلم "الهيبة" الذي لاقى إنتشاراً عالمياً واسعاً.
حاز المخرج سامر البرقاوي العديد من الجوائز في الوطن العربي، منها في حفل "الموريكس دور" 2018، موريكس تقديري عن مسلسل "الهيبة".
موقع "الفن" كانت له هذه المقابلة مع المخرج سامر البرقاوي، تناولنا فيها معه العديد من المواضيع.

هل حصد فيلم "الهيبة" نجاحاً أكثر من المتوقع؟

أولاً بالنسبة للنجاح المتوقع، دائماً ما هو مرهون بعوامل كثيرة، ظروف العمل، والإيمان بما نقدمه، ونجاح شركة الإنتاج، والتوسع بتقديم كل ما هو لازم لنشره، أعتقد أن هذه العناصر اكتملت، ويستحق الفيلم نجاحه أكثر من المتوقع، ونحن نتكلم حتى الآن، عن الفيلم في صالات العرض، ولاحقاً سيتم عرضه في صالات جديدة، فالنجاح لا زال مستمراً، وأنا راضٍ جداً، وتوقعت النجاح لفيلم كان ينتظره جمهور مسلسل "الهيبة"، وبالطبع لم أتوقع أن يحقق هذا الإنتشار، وأن يصل نجاحه إلى كل بقاع الأرض.

الممثلة منى واصف ظهرت في العمل بمشاهد قليلة، هل كان يفترض أن يكون ظهورها أساسياً أكثر؟

البنية الحكائية لهذا الفيلم تطلبت جغرافيا جديدة ومرتكزات درامية معينة، أعتقد حققت منى واصف مرتكزات مهمة جداً في العمل، بدايته الإنطلاقة، وهي من تحقيق هدف البطل "جبل"، وفي النهاية انتهت الحكاية بحضورها، وبإستحقاقها الدرامي، حتى في التوصيف الكلامي عندما قالت: "هلق خلصت"، بمعنى أنه ماذا نريد أفضل من هذه البداية وهذه النهاية مع شخص عظيم كمنى واصف، أعتقد أنها تترك بصمتها، بمعزل عن حجم ومساحة الدور الذي تؤديه.

بالعودة إلى سلسلة "الهيبة"، هل كان يكفي التوقف عند الجزء الخامس؟ وما رأيك بتعدد الأجزاء؟

كان يجب التوقف عند الجزء الخامس، وعند نقطة عالية جداً، حيث استنزف المشروع زخمه الدرامي، بالتوازي مع صعود علاقته مع الجمهور، وهذا بحد ذاته غير كافٍ للإستمرار، وهو بحاجة لذخيرة درامية، أعتقد انها استنزفت على مدى الأجزاء الخمسة، على حكايات كانت تصب بحكاية عريضة، كانت بدايتها بالجزء الأول وصولاً إلى الجزء الخامس، قدمت أوجهاً عديدة للبيئة، والمكان والبطل وأبطال العمل، لذلك أعتقد أنه كان يجب أن يتوقف عند هذه النقطة. أما بالنسبة لتعدد الأجزاء، فهذا حال المسلسلات الناجحة في العالم، وهو نمط متبع، فالأجزاء تنهل من نجاحاتها، والمسلسلات تتأسس كي تكون قابلة لكي تمتد، والرهان يحدده الجمهور.

هل تفضل وجود أكثر من كاتب في العمل؟

تركيبة العمل الدرامية هي التي تحدد إن كان يجب أن يكون هناك كاتب واحد أو ورشة كتّاب، ولا يوجد وصفة نجاح أو قاعدة لوجود أكثر من كاتب، الأمر يتعلق بتركيبة وصناع المادة الدرامية.

برأيكِ أي جزء من "الهيبة" كان الأكثر نجاحاً؟

أكثر الأجزاء نجاحاً صعب تحديده، الموضوع يخضع دائماً للإستمزاج، وأعتقد أن هذا بحد ذاته يدل على تقارب الأجزاء بنجاحها، كل الأجزاء تم العمل عليها بنفس الإخلاص والزخم، والعلاقة الصادقة تجاه تقديم العمل بأفضل حالاته.

من هي البطلة التي أعجبتك بالأكثر من حيث دورها في العمل إلى جانب تيم حسن؟

إذا أردت أن أتحدث عن البطلة التي تعتبر نموذجاً في مهنيتها وأدائها وتفانيها وكواليسها الممتعة، والتي امتدت على الأجزاء الخمسة، أختار الممثلة القديرة منى واصف، التي كانت مثالاً يحتذى به لكل فريق العمل من فنيين وفنانين، من حيث الإلتزام والتفاني بالعمل، وشهادتي فيها مجروحة، لكن لا يمكني إلا أن أقول ما أشعر به تجاهها.

كيف تصف العمل مع المنتج صادق الصباح؟

العلاقة مع صادق تبدأ من شخصيته، التي تكسر الشكل التقليدي للمنتج الحاضر في أذهاننا، فصادق لديه دائماً القلق على السوية، وتقديم أفضل ما يمكن، وغالباً الإنتاج بمعنى الجدوى الإقتصادية، فهو المنتج الذي لا يفكر كم يكلف العمل، وهذا ما عزز العلاقة معه، تصاعد وإكتمال ونضج في الحالة الدرامية والفنية التي نقدمها، بدءاً من مسلسل "لو"، أول تعاوناتنا معاً، مروراً بمسلسلات "تشيللو"، و"نص يوم" و"دولار"، و"أنا"، و سلسلة أجزاء "الهيبة"، وحالياً مسلسل "الزند"، أي رحلة طويلة قاربت الوصول إلى عشر سنوات، وهي مثال لعلاقة المنتج المتفاني المخلص لتقديم أفضل ما يمكن، قبل التفكير بحجم الأرباح، وهذا ما جعل العلاقة بيني وبين المنتج صادق الصباح أقرب إلى الشراكة، علاقة تكامل، وهي علاقة منتجة ومثمرة ومجدية لأبعد الحدود.

ما هو العنوان الذي يمكن أن تضعه لسلسلة وفيلم "الهيبة" من ناحية الكواليس وفريق العمل؟

عنوان العلاقة التي تجمع طاقم العمل وفنانين وفنيين، على امتداد أجزاء "الهيبة"، هو "الإخلاص"، مسلسل "الهيبة" هو من المسلسلات القليلة جداً التي استطاعت تقديم خمسة أجزائه بنفس الممثلين تباعاً من جزء إلى آخر، هذا إذا دل على شيء، فهو يدل على إخلاص طاقم الفنانين الذين رافقوا هذا المشروع، وحرصهم على تواجدهم الدائم.

تعاون معك الممثل تيم حسن في مسلسل "تشيللو" ومسلسل وفيلم "الهيبة"، في أي من هذين العملين أحببته بالأكثر؟

أرى تيم حسن في كل مكان يجد فيه البيئة الحاضنة لموهبته العملاقة، والقادرة على أن ترتدي أدوار مختلفة لا تشبه بعضها حيث يتألق في كل دور ومكان وزمان.

كتبت العديد من المسلسلات، كما شاركت في ورشة كتابة عدد من المسلسلات الأخرى، أي عمل كان الأقرب إليك؟

الأقرب إليّ قد يكون أول أعمال ورشة كتابة، والذي أسست به فكرة ورشة الكتابة للعمل التلفزيوني الممتد بالدراما، والتي كانت محاولة وليدة ومبكرة، فهو مسلسل "بعد السقوط" عام 2010.