عادة ما تطرح قضية "الإغتصاب" في المسلسلات والأفلام، وهي عادة ما تكون قضية حساسة وثقيلة على قلب المشاهد نظراً لصعوبة الفكرة، وما تمكن القائمون على مسلسل "صالون زهرة" فعله هذه المرة، هو توعية المغتصب على حقوقه المدنية والقانونية بالزمان والمكان وطريقة الطرح .


وفي التفاصيل، شخصية "زهرة" التي تؤديها الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم والتي أبدعت في أدائها، تعرضت في حياتها لحادثة إغتصاب، أدت إلى حملها من المغتصب وإضطرتها إلى وضع الطفلة وإخفائها من عيون الناس خوفاً منهم ومن ظلمهم لها، ومع تطور الأحداث تتخلص زهرة شيئاً فشيئاً من خوفها، وتظهر حقيقة إبنتها على العلن.
ومع الوقت يعود والد الطفلة والمغتصب إلى حياتها ويهددها بقتل إبنتها في حال لم تقوم بإعطائه الأموال، لتضطر "زهرة بعد ذلك لإخبار الشرطة ومطالبتهم بمساعدتها للتخلص منه ووضعه في السجن، وهنا بالذات كانت النقطة الإيجابية التي حولت معادلة المشهد من فكرة صعبة ومزعجة لإمكانية الإستفادة منها في دعم الضحايا.
ففي المشهد، وعندما تذهب "زهرة" لإبلاغ الشرطة وتحرير محضر بإسمه، يبدأ المحقق بطرح أسئلة عليها تخص القضية، وعن سبب تأخرها في تقديم البلاغ، لتجاوبه على الأسئلة مستخدمة نص قانون الأحوال الشخصية والتعديلات التي طرأت عليه في السنوات الأخيرة، والتي من شأنها أن تساعد الضحية بشكل كبير في فهم القانون وفي تشجيعها لأخذ حقها.
في الحقيقة يحتاج المشاهد لمشاهدة أعمال فنية تدخل الأمل إلى قلبه وتشجعه على أخذ حقه والمحاربة لتحقيق ما يريد، طبعاً ضمن إطار الحقيقة، وخاصة مع الضغوطات اليومية والكثيرة التي نعيشها في حياتنا اليومية.
نقول هنيئا للكاتبة كلوديا مرشليان على الرسالة التي اوصلتها من خلال هذا المسلسل.