صاحبة صوت ملائكي رائع، غنت الإنسانية والوطن والحب.
إنها السوبرانو تانيا قسيس، التي هي في نشاط مستمر، من خلال أكاديميتها التي تخرّج أجمل الأصوات، وتحضيرها لأغاني جديدة باللهجتين اللبنانية والمصرية.
أطلقت مؤخراً أغنية "إمارات قلب العرب والصحراء"، بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات، وهي لا تفوّت فرصة للتعبير عن حبها لوطنها، كما أنها حاضرة أيضاً في النشاطات الإجتماعية والحفلات مع إقتراب أعياد نهاية العام.
موقع "الفن" التقى السوبرانو تانيا قسيس، وكان لنا معها هذا الحوار.


أطلقتِ مؤخراً أغنية "إمارات قلب العرب والصحراء"، كيف تم العمل عليها؟

أسمعني المؤلف والملحن طوني كرم هذه الأغنية، أحببت النص والموسيقى، والأغنية تختلف عن الأغاني الوطنية التي نسمعها عادة، هي ليست أغنية إيقاعية، أو ذات طابع عسكري، إنها أغنية كلاسيكية، مدموجة مع إيقاعات خليجية. أنا أسافر إلى الإمارات منذ فترة بهدف العمل، وأعرف من خلال الأشخاص الذين يعيشون هناك، كم يقدرون التسهيلات التي أمنتها الدولة لمن يرغبون في الإقامة والعمل فيها. هذه الأغنية ليست مجرد إشادة بالإمارات، إنما تتكلم عن أمور أساسية في هذا البلد، عن الطريقة السريعة التي نمت فيها، والأمان الذي تعطيه لمواطنيها وقاطنيها، بالإضافة إلى فرص العمل. الأغنية تأخذنا عبر الإمارات، حيث نكتشف دائماً أموراً جديدة، ولا نشعر أننا في نفس البلد أو في نفس الثقافة. هناك مجموعة AMSI Voices في الإمارات، تساعد الشباب في تنمية مهاراتهم. أرادوا أن يقفوا إلى جانبنا لدعم هذه الأغنية. اقترحت هذه المجموعة أن نقدم الأغنية في العيد الوطني للإمارات، الذي يصادف في 2 كانون الأول/ديسمبر، فعملنا على الأغنية بشكل سريع جداً، تم تسجيلها في يرفان في أرمينيا، وذهبت لثلاثة أيام إلى الإمارات لتصويرها هناك، وهي من أسرع المشاريع التي حققتها في حياتي. الفضل لطوني كرم الذي كتب ولحن وأخرج كليب الأغنية.

ماذا عن الأصداء وردات الفعل على الأغنية؟

ردات الفعل رائعة، وهناك أشخاص كثيرون يشكروني على الأغنية، لأنني حسب أقوالهم، عبرت عن إحساسهم تجاه بيتهم الثاني، أقصد بحديثي اللبنانيين الذين يحظون بالأمان وراحة البال التي كانوا يتمنون أن يحصلوا عليها في بلدهم، والتي وجدوها في الإمارات. هذا لا يعني أن اللبنانيين يفضلون الإمارات على بلدهم، إنما يسمونها "البلد الثاني".

ما رأيكِ بظاهرة الفنانين والإعلاميين اللبنانيين الذين يحصلون على الإقامة الذهبية من الإمارات، ويقررون الإستقرار فيها؟ وهل تقبلين بأن تتركي لبنان والعيش في الخارج؟

إتخاذ قرار العيش في مكان معين مرتبط بعدة أمور، منها بالعمل، والعائلة، والشريك بالنسبة للأشخاص المتزوجين. هذا قرار شخصي، كل شخص سوف يرى ما يناسبه في وقت معين. الإمارات فتحت أبواباً كثيرة للفنانين. بعض الناس قد لا يجدون الكلمات المناسبة للتعبير عن تعبهم من الحالة في لبنان، وأخذوا قرار العيش في الإمارات، ولكن هناك لبنانيين لديهم أمل في بلدهم، ويناضلون على طريقتهم. لو لم يكن لدي خيار سوى العيش هناك، ربما كنت عشت في الإمارات. لكن بما أن لدي القدرة في لبنان أن أسافر وأعود، فلبنان هو الأوكسيجن بالنسبة لي. لبنان يستحق أن يكون مثل الإمارات، لا بل أفضل، لأن لديه كل الكفاءات، وكل الموارد البشرية لكي يقدم الأفضل بفضل مناخه. لا ننسى أن مناخ الإمارات ليس مناخاً سهلاً، ومع ذلك إستطاعوا أن يحولوا الصحراء إلى جنة، الإمارات تشكل فسحة أمان للعائلات.

أطلقتِ هذا العام عدة أغاني شعارها الحب، هل قلبك مشغول بقصة حب؟

نعم قلبي مشغول، الحب هو أجمل ما يستطيع الإنسان أن يعيشه في حياته، وهو لا يخلو من التحديات والتساؤلات، ومن بعض الأيام الصعبة. الحب أساسي في حياتنا، وخصوصاً في حياة الفنان، الذي يحتاج إلى من يهتم به، ويحبه. هذا الإحساس جميل جداً، ودفعني أكثر إلى أن أغني للحب دائماً، والمواضيع تدور حول المواقف الحلوة بين الحبيبين.

أحييتِ منذ أشهر حفلاً ضمن مهرجان القلعة في القاهرة، وغنيتِ أمام الرئيس المصري عام 2019 عند إفتتاح المدينة الإدارية، ما الذي أضافه لكِ حفل مهرجان القلعة؟ وماذا تقولين عن مصر؟

كان شرفاً كبيراً لي أن أغني في هذا الحدث، كنت الفنانة الوحيدة غير المصرية في هذا الحفل، الذي فتح لي باباً كبيراً، وعرف الجمهور المصري بي وبفني. لدي جمهور مصري يتابعني، ويحب ما أقدمه، وهذا أمر مشجع، ولطالما كانت مصر مرجعاً لكل الفنانين.

ماذا تحضرين من أعمال جديدة؟

لدي حفل مع دار الأوبرا المصرية العام المقبل، لم يتحدد تاريخه بعد، وأعمل على أغاني جديدة باللهجة المصرية، كانت لي أول أغنية مصرية منذ أشهر من ألحان عمرو مصطفى، وهو من أهم الملحنين في مصر، ومن كلمات مصطفى ناصر. لدي أغنية ثانية من نفس المؤلف والملحن، وأغنية "جينا على مصر" من كلمات والحان جوني فنيانوس التي غنيتها في مهرجان القلعة، سوف أطلقها رسمياً مع بداية العام، وسوف أطلق ألبوماً ربما في شهر آذار/مارس 2023، يتضمن عدة أغنيات، أغلبها باللهجة اللبنانية، والألبوم بأكمله هو ثمرة تعاون مع طوني كرم.

هل تحضرين حفلاً مع أطفال أكاديمية تانيا قسيس بمناسبة عيد الميلاد؟

الأكاديمية تخرّج أصواتاً رائعة، إن كان في لبنان أو في دبي، نشهد وجود أشخاص يمتلكون مواهب كبيرة. نحضر لحفل في دبي في 11 كانون الأول/ديسمبر المقبل، على مسرح Mall of the Emirates، وسأشارك فيه بأغنيات لعيد الميلاد، كما سيكون هناك حفل مخصص لعيد الميلاد في بيروت.

كيف تمضين عيد الميلاد عادة، وماذا عن هذه السنة؟

أمضي عيد الميلاد دائماً مع العائلة، العام الماضي كان استثنائياً، لم أمضه مع العائلة، لأنيي أحييت حفلاً في إكسبو دبي ليلة العيد. سأمضي العيد مع والدتي ووالدي، لأن أشقائي موجودون خارج البلد. إنه العيد المفضل لدي، لأن الفرحة تعم الأجواء خلاله.

تهتمين بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، ما هي أبرز نشاطاتك القريبة في هذا المجال؟

حفل دبي لعيد الميلاد سوف يذهب ريعه لمساندة صندوق دعم مرضى السرطان في بيروت، لأننا نسمع الكثير من الأمور المحزنة حول مرضى السرطان، الذين لا يستطيعون تأمين الدواء لشدة غلاء سعره. ومن نشاطات أطفال أكاديمية تانيا قسيس، نذهب في كل عام، لتقديم الهدايا للأطفال الذين لا يتمكن والداهم من شراء الهدايا لهم. أحب أن أنظم لأطفال الأكايمية نشاطات اجتماعية.

كيف تؤثر الأزمة التي يمر بها لبنان على أجواء عيد الميلاد هذا العام؟

تؤثر كثيراً، بمعنى أن بعض الأشخاص لن يستطيعوا أن يعيدوا ويشتروا الهدايا لأولادهم، هناك أشخاص في المستشفيات يعانون من المرض، ولا يحصلون على العناية اللازمة.

ما هي رسالتك إلى المسؤولين في ظل هذه الظروف الصعبة؟

أتمنى أن يتمكن المسؤولون في لبنان من تقديم خطة للبلد، لقد مررنا بفترة صعبة جداً، ولكن ليس هناك من ورقة عمل أو تخطيط، نستيقظ كل صباح ولا نعرف إلى أين نذهب. كل فريق يحاول أن يظهر أنه هو على حق، البلد ينتظر القرارات الدولية، وأتمنى أن تنظم الفوضى التي نعيش بها، وأن لا نكتفي فقط بالنظر إلى السفينة وهي تغرق.

ما هي أمنيتك في عيد الميلاد؟

أكبر أمنية لي هي أن أعود إلى نشاط طبيعي في إحياء الحفلات، وأن أعود إلى المسرح في لبنان، فهو نوع من التواصل مع الناس، وعلاج، وأتمنى أن يرافقني راقصون على المسرح.