البشرة الداكنة ساهمت في عالم الأزياء والجمال من خلال دخول العارضات الجميلات اللواتي شكّلن إضافة الى جانب زميلاتهن. لم تكن التجربة سهلة وقد تعرضت بعضهن للإستبعاد مثل نعومي كامبل التي دعمها المصمم إيف سان لوران وإستعمل نفوذه كي تظهر على غلاف مجلة Vogue وهدد بسحب إعلاناته إذا لم يتجاوبوا مع طلبه. نعرض لكم جانب من التجربة التي خاضتها العارضات إيمان ونعومي كامبل وياسمين وورسيم.


إيمان محمد عبد المجيد

ولدت إيمان محمد عبد المجيد في موغاديشو في 25 تموز/ يوليو1955. جدها إختار إسمها، والدتها طبيبة نسائية ووالدها ديبلوماسي. نشأت في كنف عائلة أفكارها تقدمية حتى سن المراهقة ما بين مصر وكينيا. عام 1972 دفعت الضغوطات السياسية عائلة عبد المجيد الى الهروب من الصومال. وكشفت إيمان عام 2018 ذكرياتها قائلة: "مع غياب الإستقرار السياسي إستقر أهلي في المملكة العربية السعودية وأرسلوني الى مصر لمتابعة دروسي في الليسيه. وأضافت: " أنا مسلمة ومصر بلد تقدمي من السهل التأقلم فيه وتستطيع الفتيات الذهاب الى المدرسة مثلي". تابعت دروسها في العلوم السياسية واستقرت في نيروبي.
إلتقت بمصور أميركي بيتر بيرد عام 1975 الذي أعجب بعنقها الطويل وبقامتها التي تصل الى 175 سم وملامح وجهها الجميلة. وعرض عليها تسديد تكاليف دراستها البالغة 8000 دولار مقابل جلسات تصوير لها وكانت بداية طريقها الى الشهرة. بعد حصوله على صورها حاول بيتر أن يشوه صورتها وينشر أخبار كاذبة عنها مفادها أنها من عائلة ملكية أفريقية وأنه إكتشفها في الأدغال وأنها لا تجيد الإنكليزية بينما بالواقع كانت إيمان تتقن خمسة لغات.
خلال مؤتمر صحفي شعرت أن الناس يصفونها كأنها ليست من البشر وأنها آتية من عالم آخر. أقنعها بيتر بالذهاب الى نيويورك وتعاونت معه وظهرت على غلاف مجلة Vogue بعد توقيعها عقداً مع وكالة الأزياء. وبرز إسم إيمان في الفترة التي كانت جيري هول وبيفرلي بيل هن العارضات الشهيرات. وشاركت بعدها في عروض الأزياء وعملت مع المصورين المحترفين والشهيرين أمثال بروي ويبر، هلموت نيوتن، آني ليبوفتز وإيرفنغ بين.

ناعومي كامبل

ولدتناعومي كامبلفي 22 ايار/مايو 1970 في جنوب لندن. والدتها راقصة أصولها من جمايكا تولت تربية إبنتها بمفردها. تزوجت من والد نعومي بالتبني بيار كامبل الذي منحها إسمه. عاشت العائلة في روما لفترة قبل العودة الى إنكلترا. في عمر العشرة سنوات التحقت نعومي بمدرسة لتعليم الرقص الكلاسيكي. شاركت في فيديو كليب لـ بوب مارلي "Is this love" وكانت في السابعة من عمرها. تعرفت على شخص يعمل في قسم التوظيف في وكالة عارضات أزياء وتعاونت معهم وظهرت على غلاف مجلة Elle بعد عدة أشهر.
جذبت كامبل الأسماء الكبيرة في عالم الموضة وتعاونت في الثامنة عشرة من عمرها مع جياني فيرساتشي، بيتر ليندبيرغ وعز الدين علايا. ظهرت على غلاف مجلة Vogue بالنسخة البريطانية عام 1987 وعام 1988 ظهرت على غلاف النسخة الفرنسية بفضل المصمم إيف سان لوران. وكشفت أنها قالت للمصمم: "يرفضون ظهوري على الغلاف مثل باقي الفتيات". واستعملإيف سان لوراننفوذه لتحصل العارضة على فرصة للشهرة وقال لن أسمح بذلك وهدد بسحب إعلاناته من المجلة. شاركت في فيديو كليب مع المغنيانجورج مايكلومايكل جاكسون ومعمادونافي عملها الإستعراضي Sex حيث ظهرت بدون ملابس. وفي عام 1993 فسخت شركة Elite Models Management العقد والسبب أن كامبل لم تعد تشكل مصدر أرباح للشركة. أطلقت مع زميلاتها السابقات كريستي تورلينغتون،كلوديا شيفروإيل ماكفرسون سلسلة مطاعم لكن الشركة إنهارت بعد ثلاثة سنوات. أصبحت الوجه الإعلاني لماركة التجميل Cosmopolitain Cosmetics ولعدة أنواع من العطور لنفس الماركة.


ياسمين أرسام

ولدت ياسمين في موغاديشو الصومال في 5 أيار/ مايو 1976. غادرت بلدها مع عائلتها وإنتقلوا الى تورونتو كندا. إختارت التخصص في علم النفس والعلوم الإنسانية والإجتماعية. تعرفت عام 1997 على سيدتين محترفتين في عالم عرض الأزياء في القطار. وزودتهم بكل المعلومات عنها فأقنعوها بتوقيع عقد عمل دون علم والديها. لكنها تغيبت بعد فترة عن العمل بسبب حملها. عادت العمل بعد ولادة طفلها وأثبتت شهرتها عام 2002 وساهم إعلان عطر شانيل Allure بشهرتها.
ظهرت على غلاف مجلة Vogue وعدة مجلات أخرى وتعاونت مع مصممين عالميين منهم كريستيان ديور وجان بول غوتييه وساهمت في حملات إعلانية لكل من فالنتينو، دولتشي أند غابانا، هيرميز وشانيل.
ساهمت كمتطوعة مع منظمة لدعم الشباب المهاجر الصومالي ومع منظمة أخرى لجمع المعدات الطبية من أجل المستشفيات الصومالية.