من منطلق حرية الرأي الذي ترفع رأيتها في معظم برامجها الاعلامية رابعة الزيات كان لابد من السؤال ماذا تبقى في جعبة هذه السيدة من أسلحة ممكن أن يتم أستخدامها في عصر يشهد فيه عالم التلفزيون تراجعاً مثلما حصل مع الصحافة الورقية التي قضت عليها المواقع الاخبارية الالكترونية ، خاصة أن المذيعة أستهلكت كل خبرتها و مخزونها الاعلامي في إصطياد أحداث سبق أن تم التداول بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واستضافت ضيوف من أهل الفن و المجتمع لاثارة الجدل حول نقاط سبق أن طرحت ، لكنها في نفس الوقت حاورت و لم تصل الى نتيجة في مواضيع تدور حول نفسها في العلن فلم تقدم مادة جديدة للمشاهد إنما صعدت فوق أكتاف مواضيع تدور حول نفسها وإستعملت خلافات أهل الفن للفت الانتباه كما حصل مع الفنان السوري أنس صباح فخري و الفنان اللبناني وديع الشيخ و زميله السوري حسام جنيد ولم نصل معها الى حل او مصالحة لان معظمهم أنهوا خلافاتهم بعيداً عن برنامجها .

أما برنامجها الثاني فوق ال 18 فهي ترمي فتيل الجدال بين الحاضرين و أيضاً لم تصل مع أحد الى حلول أو نتائج و كل ما في الامر ظهور لها كمحاورة و إثبات وجود و ما تبقى ديكورات تستخدمهم لرفع مستوى فكرتها التلفزيونية التي تهاوت مع ديكورها الاحمر الذي يسبب الاكتئاب بالنسبة لمن يتابع من خلف الشاشة.

حقاً لم تفلح في تطويق اي نقاش و طرحت الجرأة في الحلقات الاولى لجذب المشاهدين لكنهم لم ينجذبوا و لم يتحول مشروعها الى حديث الساعة ورغم كل هذا الذي تعلمه هي جيداً استمرت ورمت خلفها كل الحوارات الجيدة التي أوصلتها الى مرحلة نوعاً مستقرة على مستوى تقديم البرامج والعمل التلفزيوني بعكس البعض الذين ذهبوا الى بيوتهم من دون رجعة .

رابعة حاولت لكن النتيجة كانت عادية و لا ترتقي الى مستوى ما قدمته في السابق على الاطلاق لان الخلل في فهم ما يحتاجه الرأي العام حتى حلقة نجوم موقع تيك توك مثلاً لم تتحول الى ترند و لم تثير فضول رواده ، لذا الخلل قائم لان هناك مساحات بين أسلوبها و ما يدور على أرض الواقع و اللجوء الى رملاء نكد للفت الانظار اكبر دليل على هذا الامر لان الاخيرة انتهت ( رهجتها ) من ثلاث سنوات الا ان الزيات لم تكن تعلم.