جوليا بطرسفنانة لبنانية ارتبط اسمها بالحرية والثورة والمقاومة، لأنه لطالما جسدت كلمات أغنياتها تطلعات الشعوب المظلومة التي تسعى نحو الحرية.جوليا بطرسمولودة في بيروت في الاول من شهر نيسان / أبريل عام 1968، أمها من أصول فلسطينية ووالدها من مدينة صور في جنوب لبنان، وكان ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. كان من الطبيعي أن تنشأ رافضة للظلم، هي التي اختبرت والدتها مرارة التهجير من وطنها إثر النكبة.جوليا بطرسهي الشقيقة الوسطى لعائلة مؤلفة من ثلاثة أولاد، يكبرها الملحن زياد بطرس وتصغرها المخرجة صوفي بطرس.

بداياتجوليا بطرسفي عالم الفن

برزت موهبةجوليا بطرسوصوتها الجميل من خلال جوقة مدرسة راهبات الوردية حيث كانت تدرس، إكتشفها أستاذ الموسيقى فؤاد فاضل وعينها المغنية الرئيسية في الفرقة.
تربّتجوليا بطرسعلى أصوات كبار الفنانين اللبنانيين، أمثال فيروز ومارسيل خليفة وزياد الرحباني، أولى خطواتها في عالم الغناء كانت بعمر 12 عاما، بعد أن عرّفها فؤاد فاضل إلى إلياس الرحباني، الذي قدمت معه أغنيتها الأولى الناطقة بالفرنسية "إلى أمي" (A maman). أطلقت اول البوم في عمر الـ 14 سنة عام 1982 وكان من تأليف وتلحين الياس الرحباني تحت عنوان "هذه هي الحياة" (C'est La Vie).


الأغنية التي دفعت بها نحو الشهرة

"غابت شمس الحق"، أولى اغنياتها التي حققت أصداء غير متوقّعة وهي في عمر السابعة عشر وأصبحت جوليا أحد رموز الاغاني الوطنية وتعتبر من الفنانات الداعمات لوطنها لبنان وللقضية الفلسطينية. غنت الكثير من الأغاني الوطنية، حتى أصبح لديها قاعدة جماهيرية واسعة في لبنان والعالم العربي ومن أغنياتها : بتنفس حرية، وين الملايين، على شو، بكرا شي نهار، وين مسافر، أحبائي، يوما ما، الله معك، عاب مجدك (مقاومة)، يا ثوار الأرض، نحنا الثورة، الى النصر هيا، وغيرها .
تناولت هموم الناس في اغنياتها وأوضاعهم الإجتماعية، في ظروف كانوا يعانون فيها من القمع والظلم، خصوصاً في عقد الثمانينيات والتسعينيات.
عُرفتجوليا بطرسأيضاً بمواقفها المساندة لحركات المقاومة في العالم العربي، وشكلت وشقيقها الملحن الموسيقي زياد بطرس ثنائياً حقق النجاح على مستويات عالمية، من الإبداع والإحتراف في تقديم أعمال فنية مبهرة.
أطلقتجوليا بطرسعام 1987 ألبوماً غنائياً ثانياً بعنوان "وين مسافر"، تضمن عدداً من الأغاني الرومانسية والوطنية.
"حكاية عتب" كان ألبومها الأول في عقد التسعينيات صدر عام 1991. عام 1994، أصدرت جوليا ألبوم "يا قصص"، الذي حظيت أغانيه بإعجاب الجمهور. وفي عام 1996، أطلقتجوليا بطرسألبوماً جديداً، حمل عنوان "القرار"، أتبعته بألبوم آخر إسمه "شي غريب" عام 1998.
وطرحت ألبوماً جديداً بعنوان "بصراحة" عام 2001، ثم إنتظرت 3 سنوات قبل أن تصدر ألبوماً جديداً اسمه "لا بأحلامك"، وتميّز هذا الألبوم بأغانيه العاطفية الجميلة، وحقق نسبة مبيعات كبيرة.

جوليا بطرسالمُقاومة

جاءت معظم أغانيها في ظل مرحلة كانت منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة حرب، ولذلك كان لها صدى واسع بين الثوار والمقاومين خاصة في لبنان وفلسطين.
وحازتجوليا بطرسعلى تكريمات وجوائز تقديرية على مستويات رسمية في تونس والأردن وسوريا وقطر والإمارات، ونالت وسام الأرز في لبنان من رئيس الجمهورية عام 2007 لمساهمتها الفعالة في المقاومة من خلال صوتها، واقامت حفلاً في الجنوب بعيد التحرير عام 2000 . وبعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز/يوليو عام 2006، بالتزامن مع إطلاقجوليا بطرسألبوماً يحمل عنوان "تعودنا عليك"، عادت وقامت بإنشاء مشروع "أحبائي" على شكل ألبوم مؤلف من مجموعة حفلات، أحيتها جوليا في لبنان والإمارات العربية المتحدة وقطر وسوريا، وغنت فيها أغاني الحب للوطن والحبيب، وعاد ريع هذه الحفلات بالإضافة إلى بيع أسطواناتها لعائلات الضحايا الذين سقطوا في الحرب.

بلغ إجمالي المبلغ الذي جمعته 3 ملايين دولار، تبرعت فيه لشهداء المقاومة اللبنانية وشهداء الجيش اللبناني في أحداث مخيم نهر البارد. وبعد توقف دام قرابة 5 سنوات، أعلنتجوليا بطرسعن طرح ألبوم غنائي جديد بعنوان "على ما يبدو" عام 2011، وفي العام التالي 2012 أطلقت ألبومًا آخر اسمه "يوماً ما".
أما آخر ألبومين غنائيين لها كانا "حكاية وطن" عام 2014، و"أنا مين" عام 2016. أحيت حفلتين في تموز/يوليو عام 2018: الأولى في مدينة صور اللبنانية، حضرها أكثر من 14 ألف شخص، والثانية في عمان وبيعت تذاكرها كاملة خلال 24 ساعة.
عام 2020 إثر الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت ودمر نصفها، تعرضتجوليا بطرسللانتقادات من قبل زميلاتها الفنانات لأنها لم تحرك ساكناً خلال تعبير الشعب اللبناني عن غضبه من اداء المسؤولين والحكام، هي التي اشتهرت على مدار مسيرتها بمساندة الثورة ورفع الظلم عن الشعوب.

الحياة الشخصية لـ جوليا بطرس

في عام 1996 تزوّجتجوليا بطرسمن إلياس بو صعب، والذي شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للجامعة الأميركية في دبي، ورئيس بلدية الشوير سابقاً – عين السنديانة، ومنصب وزير الدفاع اللبناني ووزير التربية. أنجبت منه "طارق" و"سامر"، واليوم يقيمون جميعهم في لبنان ويشغل زوجها منصب نائب رئيس مجلس النواب في لبنان.