أحيت الفنانة كريستينا حداد حفلاً ضخماً يوم الخميس 10 تشرين الثاني، تحت عنوان "Tête-à-Tête"، وشارك في الحفل 10 راقصين و 7 فنانين، أما ضيفا الشرف، فكانا الممثل بديع أبو شقرا، والفنان مارك رعيدي باز.
إفتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، على شكل لوحة إستعراضية، وأطلت كريستينا على أغنية "Pink Panther"، ووقالت لحضور: "الليلة سنحب بعضنا البعض، نكره بعضنا البعض، نرقص مع بعضنا البعض، ما يحدث هنا يبقى هنا"، لتقدم بعدها مزيجاً من الأغاني المتنوعة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية، أبهرت بها الحضور، وانضم إليها الراقصون على الأغنية الشهيرة "Zombie"، أما الفنان مارك رعيدي باز، فقد خطف الأضواء بمشاركته كريستينا بديو رائع.

الحدث الرئيسي في الحفل، كان عرض كريستينا مع الممثل بديع أبو شقرا، الذي دام لحوالى 10 دقائق، ويشبه هذا العرض مسرحيات برودواي الغنائية، وتخلله الرقص، الغناء والتمثيل مع مجموعة من الراقصين، وكانت الأغنية الأولى من مسلسل "ألو حياتي" الذي صدر عام 1976، وبعدها غنى بديع أغنية "قالتلي شو بيلبقلي" للفنان نديم برباري، لترد عليه كريستينا بأغنية "يا ناسيني" للفنانة جورجيت صايغ، ليستكمل بديع بأغنية "كنا أنا وإنتي" للفنان محمد جمال، وردت كريستينا بأغنية "نطرني عالشباك" للفنانة جورجيت صايغ، ورد بدوره بديع بأغنية "آه يا تمارا" للفنان الراحل حكمت وهبة.
وإفترق الثنائي، وتبدلت تعابير كريستينا وبديع، وانتقلا من حالة الحب، إلى حالة الخلاف، وبدأت كريستينا بأغنية "بيني و بينك يا هالليل" للفنان هدى، وخلال هذه اللحظات، أظهر بديع مهاراته في الرقص مع إحدى الراقصات، ليصالحها بأغنية "بلغي كل مواعيدي" للفنانين ملحم بركات وجورجيت صايغ، التي تشاركا فيها غنائها، وركع بديع وقبّل يد كريستينا، مستكملاً كلمات الأغنية "وحياتك بنكر إيدي"، ما زاد من غرور كريستينا فغنت "لما بمشي عالرصيف" للفنانة ميشكا، ليوافقها الرأي ويأخذ دور الشباب الكورس في الأغنية ويغني "ليك شو حلوة هالحلوة"، وينهيا عرضهما بطريقة فكاهية، ويؤديا أغنية "جاي جاي عندي حكاية" للفنانين رجا بدر ورونزا، ويختفي بعدها بديع فجأة، وتحاول كريستينا الإتصال به لتسمع رسالة "Sorry حياتي، مسكّر خطي"، تاركاً كريستينا مكسورة القلب.
وختمت كريستينا الحفل بأدائها مجموعة من الأغاني الوطنية والثورية، وتفاعل معها الجمهور بطريقة جنونية.
وبمناسبة إقامة هذا الحفل المبهر لدعم مؤسسة إنسانية، إلتقى موقع "الفن" الفنانة كريستينا حداد، وكان لنا معها هذا الحوار.

ماذا يعني لكِ هذا الحفل؟

هذا الحفل كان حلماً بالنسبة لي، وتحقق، بعد الظروف الصعبة التي مرت على الجميع، منها انتشار فيروس كورونا، ويعود ريع الحفل لجمعية بسمة، ودائماً ما أحب التعاون مع الـ"Lions"، ونحن نجتمع باستمرار لإقامة حفل بإسم الخير.

شارككِ الممثل بديع أبو شقرا في هذا الحفل، بعد أن تعاملتما معاً منذ سنوات، في أغنية "أحبني"، أخبرينا أكثر عن هذه الأغنية، وماذا تقولين لنا عن بديع؟

"أحبني" كانت أول أغنية خاصة لي، فقد طلبت منه أن يكتب لي أغنية، رغم أنه ليس كاتباً، لكنني أحب طريقة كتاباته الخواطر، فكتب كلمات هذه الأغنية، وأنا سعيدة بها كثيراً، رغم أنني أصدرتها في فترة انتشار فيروس كورونا، ولذلك تنل شهرة واسعة، كما طلبت منه أيضاً مشاركتي في الحفل الذي أحييته تكريماً للفنانة الراحلة دليدا، ورحب بالفكرة، من ثم ساهم دي جي مارك، وعمل على "Mix" للأغنية، وطلب من بديع إضافة صوته، ولبى الطلب. بديع صديق حقيقي، ويحب المساعدة، ودائماً ما يقدم على فعل الأشياء التي يقتنع بها.

أغنية أحبني، كان محورها الـ "Women's Empowerment"، أعطت ثقة كبيرة للنساء، خصوصاً اللواتي يعشنَ في حالة من التشكيك بالذات، إذا قررتي إطلاق ألبوم خاص بك، هل تفضلي أن تستمري في هذه المسيرة أم تنوعي بإختيار أغانيك؟

أختار أن أستمر بهذه المسيرة، وأحب أن أكون صوتاً للكثير من النساء، أحب أن أكون المرأة التي تغني للمرأة، "أحبني" هي بكل تواضع أغنية لتقبل النفس وحب النفس كيفما كنت، لأننى أرى الجمال بكل العالم، والجمال هو ليس أن نكون نشبه بعضنا، والمشكلة لا تكمن بعدم الحب الآخر لك، إذا كنت تحبين نفسك، فهذا يكفي.

كيف كانت التمارين والتحضيرات لهذا الحفل؟

كانت متعبة، إنما بسبب شغفنا بالعمل، التعب يتلاشى، ففي هذه الظروف التي نمر بها، أردنا أن يكون العمل مختلفاً وجديداً، وآمل أن يكون عرض "Tete a Tete" اليوم، قد وصل إلى المتلقي بطريقة مختلفة، وليس بطريقة تقليدية، وهي بالطبع رائعة. نحاول أن نعمل على شيء مختلف، من خلال الرقص، التمثيل والغناء.

هذه ليست الحفلة الأولى لكِ التي يعود ريعها لمؤسسة خيرية، رغم أنكِ لم تأخذي حقكِ في الفن بشكل كامل، أين سنرى كريستينا في المستقبل؟

لدي العديد من الأفكار والأحلام الكبيرة التي أريد أن أحققها، أفكار لحفلات قادمة، ودائماً ما يتخلل حفلاتي فكرة رئيسية (Theme)، وسيكون هناك ريع لمؤسسات، فبرأيي، هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها مساعدة بعضنا البعض، وأنا أحقق أحلامي من خلال هذه الحفلات، ولا أطالب بمردود مادي كبير جداً لي، يهمني أن يغطي تكاليف المشروع الذي نعمل عليه.

لديكِ تجربة في المسرح والسينما، هل تعتبرين هذا العرض أقرب إلى حفل غنائي أم عرض مسرحي؟

أحب أن يطلق على أدائي عبارة "أداء مسرحي"، فأنا دائماً ما أجمع بين الرقص والغناء والتمثيل في أدائي، لذا أشتهر بهذا المزيج في الحفلات التي أحييها.

في إحدى مقابلاتك قلت أن في بعض العالم تستغل مواقع التواصل الإجتماعي للوصول إلى الشهرة من خلال نشر محتوى فارغ، وينجحون بذلك، وأنت كشخص موهوب، تملكين القدرة والموهبة، لماذا لا تستغلي أيضاً هذه المواقع للوصول إنما من خلال تقديم محتوى ذات مستوى؟

أنا لست بعيدة عن جميع مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني بعيدة عن المواقع التي لا تشبهني، لا يمكنني أن أنشر محتوى تافه للوصول إلى الشهرة، وإذا كانت هذه طريق الشهرة لا أريدها. أنا أحب الفن للفن، وأستمتع بعملي، فإذا أجبرت على قيام شيء لست مقتنعة به، أتوقف عن العمل ولا أقدم على هذه الخطوة، أتجه إلى عمل آخر. فطبعاً أستغل المواقع للترويج لأعمالي وأفكاري وفني.

سبق وصرحت في الإعلام أن سبب عدم وصولك هو يعود لرفضك بتقديم تنازلات والتوجه للعري، إلى أي مدى هذا القرار وضع العراقيل في مسيرتك المهنية؟

عندما تحدثت عن التنازلات لم أقصد العري فقط، فأي إمرأة أحب أن أكون جذابة، وأرتدي ملابس أحبها إنما طبعاً بحدود الأخلاق التي أتقبلها لنفسي، فإحترام الذات يبدأ من النفس، أما التنازلات التي أقصدها هي التي سبق وتحدثنا عنها في هذا الحوار، فمثلاً كفرض أسلوب نوع غنائي، فأرفض لأنني أختار الأغاني التي تشبهني وأستطيع أن أبرع بها.