ظهر في القرن العشرين أصغر سفاح إيراني، يدعى علي أصغر، المعروف باسم أصغر قاتل، إنما لم يعلن عن إسمه الحقيقي، وولد علي في عام 1893 في بروجرد، غرب إيران، ولديه 3 أخوات.

علي أصغر يستكمل مسيرة والده وجده

نشأ علي في عائلة لها تاريخ إجرامي يتكون من السرقة والقتل والتشهير، فكان زوفال، جده، قطاع طرق اعتاد على السطو على قوافل في بروجرد وملاير وأراك، وفي بعض الأحيان كان يقتل أصحاب القافلة نفسها، أما علي ميرزا، والده، كان أيضًا قطاع طرق قتل أكثر من 40 مدنياً بيديه، ودفعته أفعاله إلى الانتقال إلى بغداد مع أسرته، إنما قُتل ميرزا في طريقه من قبل لواء القوزاق الفارسي بينما واصلت زوجته وأطفاله رحلتهم إلى بغداد، وقالت والدته لأولادها إن والدهم جندي قتل في التجنيد الإجباري، وبعد ذلك بقيت الأسرة في بغداد.

عندما انتقل إلى العراق مع عائلته، بدأ بالاعتداء والاغتصاب، وفي وقت لاحق قتل الفتيان المراهقين في بغداد في سن الرابعة عشرة. وفي العراق، أقام أصغر أصدقاء ومراهقين آخرين من خلال بيع الوجبات الخفيفة لهم، وبدأت مسيرته في التحرش بهم كما اعتدى عليهم جنسيًا.
خلال هذا الوقت، في سن الرابعة عشرة، تم القبض عليه ومحاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال وسجن، إنما بالنظر إلى صغر سنه، لم يُعتبر خطرًا كبيرًا وتم إطلاق سراحه بموافقة والدي ضحيته، وعاد لبيع الوجبات الخفيفة، إنما بعد أن تبين أنه أساء إلى 5 أطفال في بغداد، تم اعتقاله مرة أخرى وحكم عليه بالسجن 9 سنوات.
وأخيرًا، أطلق سراحه من السجن عن عمر يناهز 27 عامًا بأمر بالابتعاد عن أي نشاط يمكن أن ينزل به مع الشرطة وكذلك المحكمة، إنما هذا لم يمنعه من قتل 25 طفلاً ومراهقًا في العراق، وسرعان ما هرب واستقر في إيران بعد اعترافه بالقتل الأخير.

استراتيجية جديدة للعثور على ضحيته التالية

عند عودته إلى إيران، لم يعد أصغر إلى مسقط رأسه بروجرد، وبدلاً من ذلك انتقل واستقر في قرية رضا خان كارافانسراي في طهران، وهناك تولى نوادي الرياضية، وبهذه الطريقة، فسنحت له الفرصة بالتواصل مع المراهقين والأطفال، واستهدف بشكل خاص المراهقين الذين يأتون بحثًا عن عمل.
وخلال فترة وجوده هناك، قتل 8 أشخاص ثم ألقى بجثثهم في الجزء الجنوبي من المدينة، وعندما تم اكتشاف الجثث المشوهة، انتشر الرعب في جميع أنحاء إيران.

نهاية مسيرة علي أصغر

في كانون الثاني 1933، عثر مراهق في قرية قلعة خرابة جنوب طهران على جثة صبي، وهرع لإخبار الشرطة، واكتشف وكلاء من مكتب الشؤون الإقليمية وجود جثتين أخريين، كان جميعهم من دون العشرين من العمر وقتلوا خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي غضون أقل من شهرين، تم العثور على جمجمة شاب آخر في حديقة لكن لم يتم العثور على جثته، وبعد خمسة أيام، تم العثور على جثة مقطوعة الرأس لرجل يبلغ من العمر 31 عامًا في منطقة أمين أباد في دولاتاباد.

بالنظر إلى الزيادة في الحوادث الهمجية التي حدث في جميع أنحاء المدينة، تم تكليف المفتش سردار تيمور خان بالتحقيق في عمليات القتل المتسلسلة.
وفي 10 آذار 1933 ، قابلت الشرطة رجلاً في منتصف العمر في الصحراء يبيع أكوامًا من الثياب بالقرب من قنوات أمين أباد، وقام ضباط الشرطة بالتحقيق معه واستجوابه حول خلفيته وتاريخه الوظيفي، وفي البداية لم يشكوا في الرجل ولكن بعد فحصه عن كثب وجدوا ملابس دامية وسكين ملطخ بالدماء، فادعى الرجل أن الملابس اشتراها من سوق قريب وأن السكين كانت مجرد أداة، لكن المسؤولين لم يقتنعوا، واعتقلوا الرجل واقتادوه إلى مفوض طهران. كما حقق المسؤول من خلال زيارة منزل أصغر في قرية رضا خان كارافانسراي، وعند استجواب الجيران، اكتشفوا أن أصغر قدم الضحية على أنه شقيقه في الليلة السابقة.

محاكمته وإعترافاته

بعد سلسلة من الاستجوابات، اعترف علي أصغر بأن الملابس كانت مرتبطة بمراهق، يُدعى علي أيضًا ، وظفه أصغر للعمل معه، لكن بعد هروب الصبي، وجده أصغر، وشرع في التعدي عليه وقتله. في النهاية، اعترف أصغر بالتعدي وقتل ثمانية أطفال في إيران وخمسة وعشرين في العراق.
وبدأت محاكمته في حزيران 1934، ووجهت إليه أكثر من اثنتي عشرة جريمة اغتصاب وقتل أطفال ومراهقين، وحكمت عليه المحكمة بالسجن 9 سنوات، قبل إعدامه.
وكانت قد أيدت المحكمة العليا الإيرانية هذا الحكم، وردا على سؤال حول سبب هذه الجرائم الشنيعة قال أصغر: "هؤلاء هم آباء المستقبل، إنهم غير منتجين وجميلين، لدي خصومة معهم. هؤلاء هم أعداء الوطن لهذا السبب قتلتهم. كنت متحمس للغاية عندما كنت خارج بلدي، لأنني قتلت الكثير منهم. لهذا السبب أتيت إلى هنا، ورأيتهم هنا، وقتلهم ".

إعدامه وحصول عائلات الضحايا على إنتقامهم

في 6 تموز/يوليو 1934، تم إعدام أصغر في الصباح في طوبخانة أمام القضاء الوطني للبلاد، وعندما سئل عن أمنيته الأخيرة قبل إعدامه، طلب رؤية والدته، إنما بسبب عدم تواجدها في البلد نفسه لم تقبل الجهات المعنية الانتظار لوصولها، وبالتالي أعدم بعد ساعة ولم يستطيع تحقيق أمنيته.
في البداية، وجد أصغر أن الإعدام بأكمله كان مضحكًا، ومع ذلك عندما رأى الحبال، خاف وقدم خاروفين مقابل إطلاق سراحه، إنما تم إعدامه هناك، وهكذا انتهى الإرهاب.