تريز رزق الله

اليوم العالمي لمكافحة البؤس معترف به رسمياً من قبل الأمم المتحدة منذ العام 1992 تنظمه ATD Quart Monde، وقد أطلقه الأب جوزف ريزنسكي من أجل النضال اليومي ضد البؤس للعائلات الأكثر فقراً، وللذين إلتزموا معهم. وله ثلاثة أهداف: الأول إعطاء فرصة للأكثر فقراً بالتعبير عن ظروفهم المعيشية وكفاحهم اليومي وتطلعاتهم. الهدف الثاني تحريك المواطنين والمسؤولين وحثهم على المبادرة. والهدف الثالث إنشاء محور دعم لمكافحة البؤس طوال العام. شعار سنة ٢٠٢٢ هو "من أجل كرامتنا، تعالوا نناضل من أجل العدالة والسلام والأرض". مركز "بيتنا" النبعة إحتفل بهذه المناسبة مع مشاعر من الحزن والرفض وخيبة الأمل بسبب خسارة "زهرة بيتنا" وهي شابة من شبيبة بيتنا بسبب غياب العدالة. لذا قرر "بيتنا" التركيز هذا العام على شعار العدالة ومتابعة نشاطات تطبيقية وعملية خلال السنة لدعم الأرض والسلام اللذين يشكلان الجزء الباقي من شعار العام ٢٠٢٢.

زهرة بيتنا

"زهرة بيتنا" هي شابة جميلة نشيطة، ومتفانية للعمل في مركز "بيتنا" عمرها ٢١عاماً، وهي طالبة في الجامعة اللبنانية السنة الثالثة وإختارت التخصص لتصبح قابلة قانونية. توفيت بعد إصابتها بإلتهاب على غشاء القلب ورفضت ثلاثة مستشفيات إستقبالها بحجة عدم توفر المال. إختارت أن تكون قابلة قانونية لمساعدة الناس وموتها شكّل صدمة لعائلتها وأصدقائها ولجميع أفراد مركز "بيتنا". رحيلها المبكر بهذه الطريقة مستفّز لأهالي النبعة ولأفراد مركز "بيتنا" وهذا ما دفعهم للتركيز على شعار العدالة والكرامة الإنسانية.

الأب المؤسس

نشأ الأب جوزف ريزنسكي مؤسس ATD في فرنسا وسط عائلة فقيرة من أب بولوني وأم إسبانية. عانى من الفقر والبؤس وعندما أصبح كاهناً إنضم الى مخيم يضم ٢٥٢ عائلة لا تملك منزلاً، وكرّس كل طاقته لتشجيعهم على الوعي لكرامتهم بالرغم من ظروفهم القاسية. إقترح إنشاء حديقة للأطفال ومكتبة لأن الإنسان لا يحيا فقط من الطعام والثياب بل من الكرامة وعدم العوز. أسس جمعية ATD في فرنسا، وكان شعاره أن البؤس هو من عمل الإنسان، وهو الوحيد القادر على تدميره. وإنضم الى المنظمة رجال ونساء من مختلف أنحاء العالم والبعض منهم إختار العيش مع الأكثر فقراً.

الإحتفال

طريقة الإحتفال لهذه السنة كانت مميزة وهادفة، من خلال إقامة مجسّم لبيت صغير، كُتب عليه اليوم العالمي لمكافحة البؤس وعبارة "شو أخبارك قلّي"، والهدف توجيه الأسئلة للمشاركين والمارة عن العدالة، ودفعهم الى التعبير عن رأيهم، وعن الخطوات الواجب إتخاذها لتحقيق العدالة. ودُعي الأولاد للتعبير بواسطة الرسم، فقاموا بالتلوين من جهة، والمشاركون والمارة كتبوا آراءهم وأفكارهم في الجهة الثانية.

شهادات المشاركين

-كشفت متطوعة أن مركز "بيتنا" هو لكل شخص لا يملك بيتاً ولا صوتاً، ولكل من هو بحاجة للإصغاء، وأنها شاركت بالنشاطات وهي تشعر بالإنتماء مع اللجان والتعاونية والشبيبة. وقالت إنها هنا من أجل المحبة ومد اليد لكل إنسان، بغض النظر عن طائفته وجنسيته.

-كشفت شقيقة "زهرة بيتنا": "أن العدالة هي أساس الحياة، وفقدان العدالة هو فقدان للحياة. وقالت إن الإحتفال لهذه السنة يحمل غصّة في القلب، بسبب رحيل فرد من أفراد عائلة "بيتنا" وهي شقيقتي".

-أكدت مؤسسة "بيتنا" الأخت تريز أنه يجب التركيز على موضوع مهم جداً هو العدالة للتخلص من البؤس، ودعت الناس الى التعبير عن رأيهم وعن الوسائل المطلوب القيام بها للوصول الى العدالة.