قصة شاب يدعى "يوسف"، كانت كفيلة وحدها بجعل الحضور بأكمله يطرح تساؤلات عميقة عن معنى حياته، وهذا نجاح بحد ذاته.
إنطلق عرض فيلم "يوسف" للمخرج اللبناني كاظم فياض، من بطولة الممثلين حسين حيدر، محمد فوعاني، وسام صباغ، ختام اللحام، إياد نور الدين وغيرهم، كتب النص كاظم فياض وحسين حيدر، إنتاج كاظم فياض ورضوان مرتضى.
ويتحدث الفيلم، الذي ينتمي إلى نوع الـ
Psychological Thriller، عن المشاكل اليومية التي يعيشها الشباب اللبناني في عصرنا هذا، من خلال حكاية "يوسف"، الذي يعاني من إضطراب نفسي، يجعل قدرته على التفريق بين الواقع والخيال صعباً.
تقلبات عديدة عاشها يوسف في الفيلم، جعلته يتوه بين الخير والشر، وجعلت المشاهد يتوه معه، وينتظر الأحداث بفارغ الصبر، وسط حالة من التشويق، والاستمتاع باللقطات الفنية، والموسيقى التصويرية الرائعة.
يذكر أن فيلم "يوسف" حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان العالم الآسيوي للأفلام، الذي اختتمت فعالياته في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 في لوس أنجلوس، باحتفال أقيم على خشبة مسرح سابان في بيفرلي هيلز.
موقع "الفن" حضر العرض الأول لفيلم "يوسف" في بيروت، وكان لنا اللقاءات الآتية.

مخرج ومنتج وكاتب الفيلم كاظم فياض
حصد فيلم "يوسف" عدة جوائز عالمية وعربية، إلى أي مدى تحفز الجوائز القائمين على العمل على تقديم الأفضل دائماً؟

تقوم فكرة المشاركة بالمهرجانات على أخذ بعض التعليمات من النقاد وردود أفعالهم على الفيلم، والعمل على تحسينه، إضافة إلى المصداقية والإنتشار اللذين يؤمنهما الحصول على الجائزة، الأمر الذي من شأنه أن يجذب الجمهور لمشاهدة الفيلم، وبالطبع عندما يصل إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين، يصل المنتج لما يسعى للوصول إليه، ويحفزه على المباشرة بعمل جديد، فبالنهاية العمل في السينما يعد صناعة، وموضوع المال والإستثمار موجود فيها بشكل كبير.
وعلى الصعيد الشخصي، يجب أن يسعى الإنسان دائماً للحصول على نوعين من التكريم المادي والمعنوي، والإثنان مطلوبان بالمقدار نفسه حتى يتمكن من الإستمرار.

جسد الفيلم الواقع اللبناني، فما الفارق بيين عرضه في البلد الأم وبين عرضه في بلد آخر؟

الفيلم موجه للجمهور اللبناني، وليس موجهاً للجمهور العالمي، والجمهور هو من يعطيه قيمته، وهو من يشاهده، من لا يعلم حقيقة الجمهور الذي يتوجه إليه، ليس بإمكانه أن يصنع فيلماً.

ما الذي تنتظره من هذا الفيلم؟ وكيف تتوقع أن يكون إقبال الجمهور عليه في لبنان؟

حاولت أن أقدم الفيلم بأفضل طريقة، والأفكار التي يناقشها هي أفكارنا اليومية. أتمنى أن يحبه الجمهور، وأسعى لإنتاج فيلم آخر بعده.

قلت سابقاً إن الفيلم كان نتاج شباب آمنوا ببعضهم البعض، وليس شباباً آمنوا بالمستحيل، إلى أي مدى تمكن فريق العمل من المساهمة في إنجاحه؟

صديقي علي دبق علم أننا بحاجة إلى دراجة نارية للتصوير، فأحضرها لنا بصندوق السيارة، لأنه لم يتمكن أحد من مساعدته، هذا نوع صغير من أشكال المساعدة التي قدموها لي.
عندما يسألني أحد كيف تمكنت من إنجاز هذا الفيلم، أقول: "أنت بحاجة إلى أصدقاء يحبونك"، كان هناك أربعة أشخاص في الفيلم عملوا بمجال السينما، أما الباقون فلا علاقة لهم بها، وتواجدوا فقط لمساندتنا.

كيف تمكنتم من تحقيق هذا الإنجاز بإمكانات محدودة؟

حاولنا إيجاد حلول، مثال على ذلك موضوع الإضاءة، ذهبنا بأنفسنا إلى محلات الإنارة، وعملنا على الإضاءة بأنفسنا، حاولنا ترتيب الأمور بالطريقة الأمثل.

بطل وكاتب الفيلم حسين حيدر
أخبرنا أكثر عن فيلم "يوسف"، وعن دور البطولة الذي تجسده فيه.

الفيلم ينتمي إلى نوع الـ "Psychological Thriller"، ويتحدث عن المعاناة النفسية، وعن تجارة السلاح، وينقل الواقع المرير للشباب اللبناني.
شخصية "يوسف" التي أجسدها في الفيلم، هي الشخصية الرئيسية، التي تتنقل ضمن ثلاث حالات نفسية، بسبب معاناة "يوسف" من المرض النفسي، ومن نظرة المجتمع إلى المشاكل النفسية، وخجله من التعامل معها بشكل جدي، وهو يضطر أن يعمل في تجارة السلاح، وباقي القصة يمكنكم التعرف عليها خلال الأحداث.

ما الذي تنتظره من هذا الفيلم؟ وكيف تتوقع أن تكون أصداؤه؟

الأهم أن نكسب قلوب الجمهور، وأن يشاهد الناس الفيلم ويجدوا أنفسهم فيه، لأننا حاولنا إنتاج فيلم من الناس وإليهم. "ستانسلافسكي" أستاذ التمثيل أو الـ "Method Acting"، يقول إن الإبداع لا يأتي سوى من المعاناة، فحتى نتمكن من الإبداع لا بد أن نشعر بالمعاناة. ونحن مثل أي شاب لبناني، شعرنا بالمعاناة، ووضعنا هذا الشعور بإبداع ما، ووصلنا إلى مكان معين.

ما رأيك بالجوائز العالمية والعربية التي حصدها الفيلم؟

الجوائز مهمة جداً، وأهم جائزة هي محبة الجمهور. إذا تمكن الفيلم من الوصول إلى الناس، فهذه أهم جائزة لنا.

عاشت شخصية "يوسف" تقلبات نفسية عديدة، كم تطلب هذا الأمر جهداً أكبر منك؟

هذه الفكرة التي سعينا لتقديمها في الفيلم، وتطلبت مجهوداً كبيراً من الناحية النفسية والعقلية، فـ"يوسف" يختلف بشكل كبير بين أول الفيلم وآخره، حتى على صعيد الشكل، لأنه تجرع أفكاراً وأسلوباً مختلفاً بالتعامل مع الأمور من حوله، فهو ينتقل من دور الضحية إلى دور مختلف كلياً.

منتج الفيلم الصحافي الإستقصائي رضوان مرتضى
جسدت في الفيلم مهنتك الحقيقية في الحياة، إلى أي ساعدك هذا الأمر في إيصال رسالتك في الحياة؟

تأديتي لدوري في الفيلم كان مجازفة، وأسوأ شيء يمكن أن أقوم به، وبالطبع لن أكرر هذه التجربة أبداً. بالطبع أجد نفسي في عمل الإنتاج، والصحافة التي أنجح فيها أكثر.
مشاركتي في الفيلم هي نوع من الدعم له، على إعتبار أن الشباب عندما كتبوا هذا الفيلم، آمنوا أن بإمكانهم إنتاج عمل يحقق جوائز عالمية، فقررت أن أشاركهم هذا الحلم والإنجاز.

يتناول الفيلم قضية يومية نعيشها في حياتنا اليومية، إلى أي مدى مثل هذا الأمر بالنسبة لك حافز لتقديمه بالطريقة المثلى؟

فيلم "يوسف" من الأفلام الصعبة، والتي تنتمي إلى نوع الـ "Psychological Thriller"، ومن يشاهده عليه أن يركز في كل مشهد، حتى يتمكن من الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، ويربط الأحداث ببعضها البعض، كما أن الفيلم يحتوي على العديد من الرسائل غير المباشرة، وجزء من حياتنا اليومية. تقصدنا أن يكون البطل من الوجوه غير المعروفة، إذ إن حسين حيدر جسد أول دور بطولة له، ونجح فيه، ونحن بانتظار حكم المشاهدين.

الممثل محمد فوعاني
أخبرنا أكثر عن فيلم "يوسف" وعن الشخصية التي تجسدها فيه؟

فيلم "يوسف" هو تجربة شبابية، ومغامرة للممثلين، فهذه التجربة الأولى لعدد كبير من الأبطال، والتجربة الأولى للمخرج أيضاً، وأتمنى أن تكون نهايتها سعيدة.
أما عن شخصيتي في العمل، فأنا أجسد شخصية "الألماني"، وهو شخص متعدد الهويات، نراه في في الخير أحياناً، وفي الشر أحياناً أخرى، فهو يعيش صراعاً، ونرى خلال أحداث الفيلم أين سيحط رحاله.

كيف تتوقع أن تكون ردود فعل المشاهدين على الفيلم؟

أتوقع أن يحب الجمهور هذا الفيلم، خصوصاً أنه عمل لبناني بحت، وشبابي، ويتحدث عن مشاكل الشباب اللبناني، ويسلط الضوء على مشكلة إجتماعية إقتصادية، بالإضافة إلى مشكلة نفسية، فالفيلم يتحدث عن شخص يدعى "يوسف"، يعاني من أمراض نفسية، شبيهة بما يعاني منه الشباب في هذه الفترة، وذلك نتيجة الأوضاع التي نعيشها، الفيلم حقيقي وواقعي، ويشبه الناس.

ما الذي تضيفه الجوائز العربية والعالمية إلى الفيلم الذي يحصل عليها؟

أي جائزة يحصل عليها الفيلم، تعطيه دافعاً، وتشجع الجمهور على مشاهدته، ويهم القائمين على الفيلم أن يشاهده عدد كبير من الجمهور.

الممثل وسام صباغ
ما الذي يحكيه فيلم" يوسف"؟

فيلم "يوسف" يتكلم عن أوجاعنا، وعن يومياتنا كمواطنين، يحكي عن الحرمان، وعن طبقة من الشعب لا يتكلم عنها أحد.

هل مشاركتك في هذا الفيلم هي بمثابة دعم للطلاب الذين يسعون للإنطلاق بمسيرتهم الفنية بأول تجربة لهم؟

أنا لم أساعد أحداً، أنا كنت جزءاً من هذا الفريق، الذي كان لديه حلم يحاول تحقيقه، وهذا ما حصل. فيلم "يوسف" حصل على جوائز من مهرجانات دولية، وما زلنا في البداية. أنا لم أساعدهم، بل تعلمت منهم، فأنا كنت مثلهم بيوم من الأيام، وكان لدي الحماس نفسه، وما أسعدني أكثر هو أنهم أشخاص أكاديميون، كاظم فياض شخص مثقف جداً، وكذلك حسين حيدر.