تقع بلدة تعنايل في قلب البقاع الأوسط، وتحديداً في قضاء زحلة. ترتفع عن سطح البحر 850 م، وتتميز بمناخ معتدل طوال السنة. إسمها مشتق من اللغة اللاتينية "Ta‘Enil"، ويعني حمل الله. تضم أشجار الحور والدلب ‏والصفصاف والأرز. تشتهر تعنايل بوجود بحيرة رائعة الجمال، محاطة بالسهول الخضراء، والأشجار الحرجية، وهي تجذب الزوار اللبنانيين والسياح.

دير تعنايل

في عام 1833، وصل إلى البقاع ثلاثة آباء يسوعيين، وبنوا ديراً لهم في بلدة المعلّقة، زحلة، على أرض تبرع بها الأمير بشير الثاني الكبير، الذي اهتم بإنماء المناطق، من خلال الإرساليات الأجنبية.

وقعت حرب 1860، وحدثت خلالها مجازر في مختلف المناطق اللبنانية، وخلّفت وراءها الدمار والعذاب، ومن مجازر تلك الحرب، مجزرة ارتكبها الأتراك بحق عدد من الرهبان اليسوعيين في زحلة ودير القمر.

بعد مرور حوالى الثلاث سنوات، وبسبب إحتجاج الرهبنة اليسوعية وفرنسا، سلّمت تركيا لليسوعيين، بواسطة الدولة الفرنسية، أراضٍ في خراج تعنايل تبلغ مساحتها نحو 230 هكتاراً، بمثابة فدية عن الرهبان اليسوعيين الذين قتلوا. معظم تلك الأراضي كانت تغطيها مستنقعات غير صحية، وغير صالحة للزراعة أو للسكن، إلا أنه بفضل جهود الأخوة اليسوعيين، تم تجفيف تلك المستنقعات، وزرعها بآلاف الأشجار من مختلف الأنواع، كما تم بناء دير صغير مع كنيسة صغيرة بالقرب منه. احتل الجيش التركي الدير، وأخلاه من الآباء اليسوعيين، مع بداية الحرب العالمية الأولى، إلا أن أحد الآباء اليسوعيين حمى صورة للعذراء مريم كانت موجودة في الكنيسة، وأخذها معه إلى دمشق حيث هرب ورفاقه​​​ من قسوة الإحتلال. أما الدير، فقد تعرّض للحرق والسرقة.

عودة ونهضة

عاد الآباء اليسوعيين إلى دير تعنايل، بعد نهاية الحرب، وتابعوا اهتمامهم بمدارس الضيع ودار المعلمين. بعدها رمموا الدير الذي استعاد دوره الحيوي في المنطقة ككل. إشتهر دير تعنايل بمزرعته النموذجية، التي تعتمد الطرق الفنية في صناعة الألبان والأجبان، وتربية الأبقار واستصلاح الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى نصب الأشجار المثمرة والبرية، وزراعة الكروم.

مساحات خضراء

تشتهر تعنايل بالمساحات الخضراء والأشجار، ما جعلها مقصداً لعدد كبير من السياح طوال العام. كما يوجد فيها الكثير من كروم العنب. ولقد قصدت منطقة الدير على مرّ السنين، العديد من شركات الإنتاج، لتصوير الأفلام والمسلسلات، وكذلك المغنون لتصوير فيديو كليب لأغانيهم، وذلك لما تتمتع به المنطقة من جمال الطبيعة.

بحيرة تعنايل

طوّر الآباء اليسوعيون البحيرة، واهتموا بها منذ عام 1962، وهي تقع ضمن دائرة الأراضي الخاصة بهم في منطقة الدير. تصل مساحة البحيرة إلى 20 دونم، وتضم أنواعاً عديدة من الحيوانات والنباتات المختلفة، وتعدّ محمية طبيعية، وتجذب الزوار اللبنانيين والسياح، وتعتمد البحيرة على مياه الأمطار بشكل أساسي، بالإضافة إلى مياه نهر شتورا الموسمي، الذي ينساب نتيجة ذوبان الثلوج، ويُعد مصدراً لخصوبة التربة في المنطقة.

البيوت الط​​​​​​​ينية

نفذت جمعية arcenciel الخيرية، مشروع بناء قرية من الطين المُستخرج من أراضي​​​​​​ البقاع اللبنانية في تعنايل، ما ساهم في زيادة نسبة الإقبال السياحي، والزيارات إلى تعنايل. وأصبح بإمكان الزوار والسياح زيارة البيوت الطينية، والإقامة فيها لبضعة أيام. تصميم البيوت مشابه للبيوت القديمة من حيث الديكور والأثاث الفلكلوري القديم. البُسُط الملونة والمطرزة في الغرف، وقناديل الكاز للإنارة، وخلف كل باب حجر كبير لمنع الرياح القوية من إغلاق الباب. وفي المطبخ، يوجد فرن تنور وأدوات قديمة، وفي الخارج، قنّ للدّجاج، وزريبة للأبقار، فيها بقرة حلوب وعدد من الأغنام.

نشاطات​​​​​​​

يزدحم دير تعنايل بالزوار صباحاً ومساءً، ووسائل الترفيه متوفرة وعديدة. هناك دراجات هوائية على اختلاف أنواعها وأحجامها، يمكن إستئجارها للقيام بجولة، ومساحات واسعة لهواة رياضة المشي، والجري السريع، وإمكانية التخييم للكشافة، ومشاهدة حيوانات المحمية والمزرعة. وهناك ساحة مميزة للزوار الذي يأتون من مناطق بعيدة، كي يستمتعوا بالجو الراقي الذي يخيم على بحيرة الدير. كذلك يمكن لأصحاب الخيول الدخول إلى البحيرة عبر طريق خاصة.

سيدة التعزية​​​​​​​

يؤمن سكان تعنايل بأن صورة سيدة التعزية التي​​​​​​​ وصلت إلى كنيسة البلدة عام 1881، حملت معها الخيرات والبركات إلى المنطقة بأكلمها. الصورة هي نسخة عن صورة أصلية، كانت وما زالت موضع تكريم في مدينة تورينو في ​​​​​​​إيطاليا منذ القرون الوسطى، وقد اشتهرت بعجائبها.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

​​​​​​​