تسونامي مريب ضرب لبنان من سنوات و تسلل الى أوساط الفن والإعلام حمل راية التكريم بعد أن نجحت بعض المهرجانات في إثبات ذاتها ووجودها في هذا الإطار مثل ما حصل مع مهرجان "الموريكس دور" ومهرجان "إضافة" الذي أبدع بفكرة تكريم ذوي الإحتياجات الخاصة ذوي الإرادة الصلبة لأنهم يستحقون التكريم، وبعض الافكار الأخرى التي أستقطبت ألمع النجوم والمبدعين.

لكن النسخ المقلدة من هذه التكريمات أصبحت أشبه بباعة البطيخ المتجولين في الأحياء الشعبية بحثاً عن زبائن لبضائعهم وهم يرددون جملة "ع السكين يا بطيخ" ، وبفعل الجشع والبحث عن مكرمين ممكن أن يدفعوا ثمن جوائزهم للظهور بصورة "المبدع المزيف" كرت سبحة المناسبات التكريمية كما حصل في مرحلة إجتياح مهرجانات مسابقات الجمال التي وزعت القاب الجمال المضحكة والمبكية مقابل بدلات مالية على عدد من الفتيات اللواتي تحولن الى ضحايا بعد سقوط هذه الظاهرة.


اليوم ظاهرة التكريمات تسود الساحة اللبنانية ولا يمر شهر الا ويشهد لبنان عدداً من المناسبات التي تحشد بعض الوجوه المعروفة لتقديم جوائز لوجوه أكثرها غير معروفة وطبعاً وفق سياسة باعة البطيخ والتفاوض المسبق على ثمن اللقب والجائزة وحتى البدل المالي الخاص بكرسي الحضور للحفل وفي حال كان مع عشاء ومشروب فإن الاسعار ترتفع وهناك تسجيلات صوتية باتت بحوزتنا تكشف النقاب عن مفاوضات جوائز مفبركة تثير السخرية والانكى ان البعض يأتي ويدفع كي يحصل على التكريم ومن ثم يصدق نفسه ويعتقد انه حقاً صفوة المبدعين.

"مسخرة" التكريمات مستمرة و طبعاً بلا حسيب او رقيب وأحياناً مع حضور تمثيل رسمي لان الدولة مع الاسف لا تدقق بنوعية المهرجانات التي ترعاها او ترسل مندوبين عنها لحضورها وتتسع هنا رقعة "المسخرة" مع إرتفاع ثروات باعة البطيخ الذي يبيعون شهادات من الكرتون لا تكلفهم دولارين بمبالغ غير منطقية ويتاجرون بجوائز حديدية مطلية بلون ذهبي لا يصل ثمنها الى 50 دولاراً بإسعار تفوق راتب موظف عادي لفترة خمس سنوات.

مهزلة بكل المقاييس والانكى أن لا وزن لا فكري ولا ابداعي ولا ثقافي ولا فني للذين يقدمون التكريمات او بالاحرى يقومون ببيعها والانكى هي عملية الاقبال على مثل هذه المهزلة بدأت تسقط كما سقطت قبلها كارثة القاب الجمال.