أصبحت رياضة المشي في الدروب الجبلية في لبنان "Hiking"، من أبرز أنواع السياحة الداخلية، وهي تجذب اللبنانيين والسواح، وتسمح للمشاركين فيها بالتمتع بجمال الطبيعة، والتعرف على تنوعها. تتعدّد المسارات في الدروب الضيقة، بين الأشجار، وعلى ضفاف الأنهر، وتتوزع على المناطق كافة من الشمال إلى الجنوب، مروراً بالمناطق الساحلية والجبلية. يتطلب المشي الجبلي لياقة بدنية جيدة، ويسمح بالتأمل والمغامرة، ويمنح فرصة التواصل مع الطبيعة، ومع الآخرين.

معرفة القدرات الجسدية

رياضة المشي في الطبيعة متوفرة لجميع الأعمار، نظراً لإمكانية إختيار مسارات

سهلة للمتقدمين ​​​​​​​في العمر، وللأولاد على مساحات​​​​​​​ مسطحة. وتتراوح المستويات بين السهل​​​​​​​ والمتوسط والصعب. ومدة المشي تدوم من ثلاث​​​​​​​ إلى خمس أو ست ساعات. لذا على كل مشارك أن يعرف قدراته الجسدية، ويختار ما يناسبه. وقد شهدت هذه الرياضة رواجاً أكبر، لاسيما بعد الحجر الصحي الذي فرضه فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية.

ميزة المشي في الطبيعة

رياضة المشي في الطبيعة تحفّز القدرات الذهنية، من خلال إكتشاف المسارات والدروب الطبيعية الجديدة. وهي تمنح السعادة، وتحدّ من الإكتئاب، وتكسر روتين الحياة من خلال رؤية المعالم الطبيعية، خلافاً لرياضة المشي العادي في المدن، والذي ينحصر برؤية المباني والشوارع المألوفة داخلها. وهي تشجّع على العلاقات الإجتماعية، والتواصل ما بين المشاركين في المشي، من دون أن تكون هناك معرفة سا​​​​​​​بقة بينهم، وعلى توجيه دعوات للأصدقاء للمشاركة، ما يؤدي إلى تقوية أواصر الترابط بين الناس​​​​​​​.

قوانين المشي​​​​​​​​​​​​​​

يقود مجموعة المشاركين في كل رحلة للمشي الجبلي، قائد ومرشد للمجموعة، بعد تحضير للمسار يقوم به مسبقاً ،ويسير في الطليعة، والكل يسير وراءه، ويلتزم بتعليماته. ويتولى أحد المشاركين الإهتمام بالمشاركين الذين يسيرون في آخر المجموعة، والتأكد من أن الجميع يسير في الإتجاه الصحيح، وإرشاد من قد يتوه عن الطريق، أو يتأخر عن السير مع المجموعة لسبب أو لآخر، ولمرافقة أي مصاب والتبليغ عنه ومساعدته. وغالباً ما يتوقف البعض لقطف الأزهار والأعشاب البرية. وفي حال تأخر أحدهم، على المرشد الأخير أن يبلغ قائد المجموعة، كي يبطئ المشي، ليتمكن الجميع من إستئناف المشي معاً.

الملابس​​​​​​​

تختلف​​​​​​​ الملابس الرياضية المطلوبة لممارسة المشي الجبلي، بحسب الفترة الزمنية من السنة. خلال فصل الصيف، يجب أن يكون اللباس مؤلفاً ​​​​​​​من قميص خفيف قطني، وسروال مريح، ومن المفضل أن يكون الجينز مريحاً في حال إختيار إرتدائه. وفي المناطق الرطبة جدا​​​​​​​ً خلال فصل الربيع، يستحسن وجود سترات، وسراويل واقية من الأمطار في حقائب المشاركين.

الحذاء​​​​​​​

أما بالنسبة للأحذية، فيجب إرتداء حذاء "Hiking Shoes" الذي له مواصفات محددة: وزن خفيف ويمنع الإنزلاق، ويقي من المطر، وهي مواصفات مهمة، لاسيما للمبتدئين، لتفادي تعرضهم لإلتواء القدم، أو التعثر بالمشي. ويجب أن يكون مقاس الحذاء أكبر من مقاس الأحذية العادية، لكي لا يؤذي القدمين نتيجة التعب، والإحتكاك طوال ساعات.

حقيبة المشاركين

على الرا​​​​​​​غب في ممارسة رياضة المشي، أن يحمل حقيبة خفيفة الوزن على الظهر، ويضع في داخلها: بطاقة هويته، قبعة، نظارات شمسية، ماء، كريم حماية من الشمس، محارم​​​​​​​، سندويش، فاكهة، عصا، وسترة خفيفة للوقاية من الهواء البارد.

وسيلة متطورة

كان أوائل المشاة في الطبيعة يعتمدون على الذاكرة البصرية، ووسائل بسيطة وبدائية، لحفظ الدروب والمسارات، أثناء التحضير للمشي، وذلك لتفادي فقدان الوجهة الصحيحة للمتابعة، والعودة إلى مكان التجمع. منذ سنوات، أصبح المرشد يستعين بجهاز GPS، مزود ببوصلة، وقارئ خرائط ليساعده على تحديد المسار ذهاباً وإياباً، وطول وإرتفاع المسار.

معدات طبية​​​​​​​

يجب أن يحمل المرشد في حقيبته أدوية، ومطهرات لمعالجة الجروح، ومسكن للآلام، في حال تعرض أحدهم للسقو​​​​​​​ط​​​​​​ أرضاً، أو لعارض صحي مفاجئ.

الفوائد

تتميز رياضة المشي في الطبيعة بقدرتها على حرق السعرات الحرارية أكثر من المشي العادي، وذلك بفضل المستويات المرتفعة، والتلال، والتعرجات التي تتطلب جهداً أكبر من الشخص الذي يمشي. وتؤكد جمعية الهايكنغ الأميركية، أن رياضة المشي لها فوائد عديدة، في ما يتعلق بصحة القلب، وضغط الدم، والسكري وهشاشة العظام.