حالة قوية من النشاط الفني تعيشها الممثلة رزان جمال في الفترة الأخيرة، فبعد نجاحها في فيلم "كيرة والجن"، والوقوف أمام كبار النجوم في السينما المصرية، تشارك رزان في المسلسل العالمي The Sandman، لتسير على الطريق نحو العالمية.
عن هذين العملين، وعن مواضيع أخرى، تتحدث رزان جمال في هذا اللقاء مع موقع "الفن".

أخبرينا عن مشاركتك في المسلسل العالميThe Sandman

هي تجربة مثيرة جداً وساحرة، رأيتها بمثابة الفرصة التي تحدث مرة واحدة في العمر، فلن يُعرض عليك كل يوم فرصة أن تكون جزءاً من مسلسل لـ دي سي كوميكس، يشاهده الناس في كل العالم من خلال منصة نتفلكس.

كيف تم ترشيحكِ للدور؟ وهل هناك فرق في طريقة اختيار الممثلين بين الوطن العربي والخارج؟

قمت بتجربة أداء لأدوار مختلفة في The Sandman، من دون أن أعرف ما هي الشخصية المطلوبة تحديداً. بعدها طلبوني لأداء دور لايتا هول، ولكني لم أكن مستعدة حينها، إذ كنت مشغولة بالتصوير في بيروت، وكدت أخسر الدور لولا صبرهم عليّ، وإصرارهم على إنتظاري. ومن المفارقات التي حدثت، أنني كنت قد أجريت في نفس الوقت تجربة أداء لدور في مارفيل، وقابلت مخرج العمل، وبدت الأمور سلسة، ومن المتوقع أن يستقر الإختيار عليّ، إلا أنه جاءني إتصال هاتفي حول عدم إختياري، ما أصابني بالإحباط، وبعدها بأيام قليلة، جاءني إتصال آخر من منتج ومؤلف The Sandman "ألان"، الذي هنأني على إختياري لتجسيد شخصية لايتا هول، وعلى إنضمامي إلى فريق عمل دي سي كوميكس. شعرت وقتها أن كل شيء حدث لسبب ما، وأن هذا هو الدور الأنسب لي. كما حصلت صديقة لي على دور آخر، وقد قامت بعمل ملحمي، ما ضاعف سعادتي لكلتينا.
معظم الأدوار التي أحصل عليها في العالم العربي، تأتي على شكل عروض مباشرة، ولم أضطر لعمل تجربة أداء لهذه الأدوار. في حين أن الكاستينغ (تسكين الأدوار) في الخارج، يمر بخطوات صارمة في معظم الأوقات.

ما الفرق بين السينما العالمية والسينما العربية؟

هناك العديد من الإختلافات بين الثقافات، لكني إعتدت على إحتوائها، ومن واقع التجارب العديدة، إعتدت على التركيز على الإيجابيات، والدروس التي يمكنني تعلمها. وأتمنى أن أستمر في العمل بين العالمين، لأنني فخورة للغاية بالمساهمة بشكل إيجابي، في التمثيل العربي على الساحة الدولية، إضافة إلى تواجدي أيضاً في العالم العربي. فلا شيء ضاهى شعوري كوني في موطني، وأتحدث بلغتي الأم، وأن أكون جزءاً من هذه التوليفة الفنية الثرية بالمواهب التي نمتلكها في منطقتنا العربية.
لكل ثقافة روح عمل خاصة بها، وظيفتنا كممثلين، هي التكيف معها. لكن يجب أن أقول إن أكثر مواقع التصوير حيوية ومتعة التي مررت بها، موجودة في العالم العربي، وعادة ما تنبض بالحياة والطاقة.

أي أدوار تحبين تجسيدها؟

لقد جسدت أدواراً لشخصيات طيبة ولطيفة، لذلك أتمنى أن أجسد شخصيات مختلفة، تتمتع بقدر من الشر والتعقيد، بالإضافة إلى الأدوار الكوميدية.

حققتِ مؤخراً نجاحاً في فيلم "كيرة والجن"، كيف تم ترشيحكِ لهذا العمل؟

إختياري للدور جاء متأخراً، حيث كان بدأ تصوير فيلم "كيرة والجن" قبل أن يجدوا من تجسد شخصية إيميلي. وتجدر الإشارة إلى أن تجسيدي دور ماجي في مسلسل "ما وراء الطبيعة"، هو ما لفت الأنظار إلى موهبتي، ليأتي إختياري لدور إيميلي عن طريق المخرج مروان حامد، الذي وجد بي ما يعبر عن جوهر شخصية إيميلي بشكل صادق وقريب جداً منها، بالإضافة إلى تحدثي باللغة الإنجليزية.

كيف تلقيتِ ردود الأفعال على دورك في "كيرة والجن"؟

لم أكن أتوقع أن يقتطع الكثير من الناس من وقتهم ليكتبوا لي رسائل إشادة بهذا الدور، وقال لي معظم المشاهدين، إن إيميلي بمثابة النسيم العليل وسط كل هذا العنف، لذا فأنا سعيدة جداً بأن جوهر الشخصية قد وصل إليهم. ردود الفعل هذه عززت لدي الشعور بالنجاح في أداء الشخصية، ولم أكن لأنجح لولا رؤية المؤلف أحمد مراد الثاقبة، وتوجيه المخرج مروان حامد.

ما هو أصعب مشهد بالنسبة لكِ في "كيرة والجن"؟

المشاهد التي تعاني فيها إيميلي من الصراع النفسي بين حبها للبطل أحمد كيرة (كريم عبد العزيز)، وبين ما يطالبها به والدها من واجب تجاه مهمته في مصر، والحفاظ على سمعته ومركزه. بالإضافة إلى محاولة الحفاظ على روح الشخصية، خصوصاً وأنها تنتمي إلى زمن بعيد لم أعشه، فيه ظروف سياسية خاصة جداً، لذلك كان عليّ أن أدرس تلك الفترة جيداً من الناحية التاريخية، وأن أقرأ كثيراً عن كل التفاصيل الإجتماعية والسلوكية الخاصة بالشخصية؛ كيف تسير أو كيف تجلس، وكيف تتحدث وكيف تأكل، وغيرها من التفاصيل اليومية الحياتية في تلك الفترة.
لذلك تحضيري للدور تطلب جلسات مطولة مع مروان حامد، لكي نتحدث عن كل التفاصيل الخاصة بالشخصية، بالإضافة إلى البحث الذي أجريته، والقراءات العديدة التي قمت بها، والتي ساعدتني على التعرف على تاريخ مصر في تلك الفترة، كما نصحني مروان بقراءة السيرة الذاتية للفيلسوف برتراند راسل، والتي تتألف من 800 صفحة. كما قرأت رواية 1919 ووقعت في حبها. وشاهدت العديد من الأفلام، ليس فقط لفهم شخصيتي، ولكن أيضاً لفهم الشخصيات الأخرى، منها شخصية دولت فهمي التي جسدتها الممثلة هند صبري. وقابلت أستاذة علم المصريات البارزة سليمة إكرام، للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول شخصية إيميلي، والتعرف على وظيفة عالم الآثار.

ما هي الصفات المشتركة بين رزان جمال وإيميلي؟

إيميلي شخصية حالمة، وتثق في الآخرين، وأنا كذلك، بالإضافة إلى حب الرسم، وإيماننا بالعدالة، والقيام بفعل الصواب، حتى لو كان ذلك خلافاً لما يقوله الجميع، فهي شخصية لا تخاف من إبداء رأيها.

كيف كانت كواليس تصوير الفيلم؟

كانت الكواليس جميلة بشكل لا يصدق، وساهم طاقم العمل كله في أن تسود الكواليس روح مرحة وأجواء مليئة بالطاقة الإيجابية التي لا تُنسى.

ما هي شروطكِ الخاصة للموافقة على المشاركة في الأفلام والمسلسلات؟

ما يجذبني للعمل دائماً هو النص، ثم الشخصية التي لا بد وأن تمثل تحدياً لي في تطويري لنفسي فنياً، ثم يأتي بعد ذلك دور العمل الجماعي مع فريق يقوم على التفاهم والتعاون، وخلق ما يسمى بالتناغم بيننا.

ما هي مشاريعك القادمة؟

أصوّر حالياً مسلسلاً باللغة العربية يشغل كل وقتي، وأبذل فيه كل ما في وسعي، متمنية من الله أن ينال إعجاب الجمهور.