لم يسبق للمخرج اللبناني سعيد الماروق أن تجسس على أسرار المنازل والأسر والأزواج، ولم تكن له سوابق في التطفل على حياة الآخرين، واستخدامها في مزادات السكوبات الإعلامية، لكن قدر هذا الرجل أن يدفع في كل مرة، فاتورة ريادته وفكره وفنه وإبداعه وخصوصيته، وكأن ثمة من يريد تشويشه لإبعاده عن الإنجازات التي يحققها، رغم أزمة سرطان الرئة التي نجا منها بأعجوبة، وعاش تحدياتها وأوجاعها وهواجسها ومسارها الشاق، وإنتصر في النهاية، وفاز بالحياة مجدداً.


سعيد الذي لم يتدخل يوماً في خصوصيات أحد، يواجه اليوم هجمة من جهات، تجد في إسمه وشهرته، مادة دسمة لإثارة موضوع إنفصاله عن زوجته، التي أنجب منها ولديه، وكما هو حال كثيرين في هذه الحياة، لم تكتمل فصول الوفاق فحصل الفراق، من دون الخوض في أي تفاصيل يمكن أن تغضب الماروق، الذي رغم كل شيء، يرفض المس بحرف من اسم والدة ولديه، مع العلم أن الهجوم مركز عليه في ظل إعتكاف القضاء، وبمعنى أصح، الهجوم مدروس كون المخرج يملك قراراً قضائياً من محكمة الأمور المستعجلة في بعبدا، بتغريم كل من يتطرق إلى إسمه في أي وسيلة إعلامية أو في مواقع التواصل الإجتماعي، والغريب أن البعض إعتقد أن المحاسبة القانونية بموجب هذا القرار لن تتم، ولكن المحاسبة ستتم فور عودة القضاة عن إعتكافهم.
الأزمة بين الماروق وطليقته كان من المفترض أن تبقى بعيدة عن العلن، طالما أن الرجل لا يقصر بواجباته تجاه أسرته، وتحديداً ولديه، ورميه بحجارة الإتهامات، لن يسقطه، أو يهمش نجوميته، أو يحرجه، أو حتى يحثه على مهاجمة طليقته، التي ما زال يسميها (أم أولادي)، ما يدل على نقاء نواياه في مواجهة هواة الإصطياد في المياه العكرة، الذين إعتبروا طليقته سكوباً يمكن أن يحقق المتابعة إلى جانب إسم الماروق، الذي بدا مادة دسمة للتسلق، من دون مراعاة مشاعر ولديه، وهما قاصرين، ولا يحق لأحد أن يشهّر لا بوالدهما ولا بوالدتهما.