نظمت مؤسسة فريدريتش ايبرت (FES)، إطلاق العرض الأول في السينما للفيلم الوثائقي اللبناني A Moment of Bliss، الحائز على 14 جائزة عالمية في مختلف العواصم الثقافية والفنية، ويحاكي الفيلم قصة 4 أشخاص لبنانيين، يعانون من 4 مشاكل مختلفة، هي عدم إعطاء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأولادها، إرتفاع سعر صرف الدولار الأميركي وتدهور الوضع الإقتصادي، الهجرة، وعدم إعطاء المثليين حقوقهم.
أطلق العرض الأول للفيلم في صالات ABC Grand Cinemas، يوم الثلاثاء الماضي، بحضور النائبة بولا يعقوبيان كضيفة شرف، ومجموعة من الممثلين.
ورحب السيد ارمن هازمن مدير FES بالحضور، وعبر عن اعتزازه بأن يرى هذا الفيلم النور، كما أكد كاتب ومنتج العمل ومدير قسم الإعلام في FES مانوال لحود، أن الهدف الأساسي لكتابة وإنتاج الفيلم هو إظهار جمال لبنان، من دون إخفاء "القبح" الكامن في أسلوب إدارتنا له. وكانت جلسة حوارية بين الحضور وكل من النائبة بولا يعقوبيان، الصحافية مايا عمار، وعضو المكتب السياسي الحزب الديمقراطي الإجتماعي في لبنان جنان أبي راميا.


موقع "الفن" الذي كان حاضراً في العرض الأول للفيلم، عاد إليكم بهذه الكلمات الخاصة.

كاتب ومنتج الفيلم مانوال لحود، قال إن هناك الكثير من المشاكل التي عصفت في وجه إنتاج الفيلم، خصوصاً أن العمل صوّر خلال فترة إقفال البلد التي أعلنت عنها الدولة، بهدف الحد من إنتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى إنفجار مرفأ بيروت، الذي أدى إلى تأجيل التصوير إلى فترة من الزمن.
وعن سبب إختيار هذه المشاكل الإجتماعية الأربع لعرضها في الفيلم، أكد لحود أنه تم إختيار هذه العينة لأنها من إختصاص مؤسسة ريدريتش ايبرت، وبهذا يكون قد سلّط الضوء على عمل المؤسسة.
وعما إذا كان مع إعطاء المثليين حقوقهم في لبنان، علماً أن هذا الموضوع هو إحدى القضايا المطروحة في الفيلم، أكد لحود أنه يدعم كل إنسان في أن يأخذ حقوقه كاملة، مشيراً إلى أنه من المعيب والخطأ أن نجرّم ونحاسب الأشخاص بسبب "الحب"، مطالباً الدولة بالإعتراف بهم، أو على الأقل، عدم تجريمهم، وبأن يمارسوا دورهم في المجتمع بشكل طبيعي، من دون التسبب بأذى للآخرين.

النائبة بولا يعقوبيان أشارت إلى أهمية تسليط الضوء على الشباب اللبنانيين الطموحين، الذين وصلوا بأعمالهم إلى العالمية، خصوصاً في ظل الأزمات التي تعصف بهم، والصراع الدائم بين البقاء والهجرة.
ولو كان بإستطاعتها طرح قضية إضافية في العمل، قالت لنا يعقوبيان إن هناك الكثير من القضايا، من أهمها عدم الإستقرار والقلق من المستقبل.
وعن إعادة طرح موضوع إعطاء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأولادها، أكدت يعقوبيان أن المرأة اللبنانية فرد في المجتمع، وخصوصاً الأم التي حملت إبنها في أحشائها، وضحت من أجله، وأشارت إلى أن عدم إعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها هو أمر غير مقبول، ولكن هذا المطلب لم يصل إلى الهيئة العامة.

الممثلة والكاتبة كارين رزق الله، قالت إن هذا العمل يمثل الوجه الحضاري للبنان، ونقل الصورة الحقيقية لإبداع الشباب اللبناني، الذين أصبحوا سفراء النجاح إلى العالمية.
ووجهت كارين رسالة إلى حكام لبنان، مطالبة إياهم بالرحيل، وبأن يكتفوا من الجشع الذين هم فيه.
وعن رسالتها إلى الشباب اللبنانيين، قالت كارين إن الشباب هم الأمل والمستقبل الواعد، والرهان عليهم كبير، وأشارت إلى أن لبنان خسر شبابه بالهجرة، وتطرقت في حديثها إلى الهجرة غير الشرعية، والمأساة التي عاشها الناجون من المركب الذي غرق قبالة طرطوس، مطالبة إياهم بالبقاء في لبنان، وبأن لا يعرضوا حياتهم للخطر، وقالت إن ما نعيشه من أزمات، أفضل من الغوص في المجهول، مؤكدة أن "بعد كل نزلة هناك طلعة".