برعاية وزارة الثقافة في لبنان، وبالتعاون مع إتحاد الكتّاب اللبنانيين، أقامت مؤسسة النور- فرع لبنان، أمسية شعرية بعنوان "بيروت عاصمة الشعر والجمال"، من تنظيم وإشراف مديرة المؤسسة في بيروت الشاعرة والإعلامية أمل ناصر، وذلك في مركز توفيق طبارة خلف حديقة الصنائع في بيروت، أحياها الشعراء إميل فهد، نجوى الشدياق ومارون الماحولي.


البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني، ثم أطلت مقدمة الحفل الشاعرة رباب شمس الدين، وقالت: "اللغة تُسكر مثل الخمر، فأسقيناكموه إبداعاً من إبداع العمر...أول لغة حرفها فعل يمسك بلجام الأمر، منها يحتطب المعنى زاده جمر، لا لاء، وولاء للمعنى الموزون أو للنثر. لغة الشعر ولغة الشعراء، في مدينة نزلت من السماء، مدينة مثل امرأة تعشعش على أغصان روحها كل طيور الأدب، مدينة تُكتب بماء الذهب".


بعدها كانت كلمة أمين عام اتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور الياس زغيب، الذي قال: "بيروت ربة الجمال، أميرة البحر وعروس السحر، لا يليق ببيروت إلا الفرح والشعر". وأضاف زغيب أن هذه الأمسية هي باكورة أعمال مؤسسة النور في لبنان، وهنأ المؤسسة بافتتاح فرع لبنان، وعلى اختيارها الشاعرة والإعلامية أمل ناصر مديرة لهذا الفرع، والتي وصفها بـ"النشيطة والمثابرة". وألقى زغيب قصيدة "بنت البلد"، التي كتبها لبيروت في عام 2020.


مديرة مكتب مؤسسة "النور" في لبنان الشاعرة والإعلامية أمل ناصر، شكرت كل الحاضرين، وقالت: "وجودكم هنا اليوم يؤكد أن لبنان، مهما صعبت الحياة فيه وتعثرت، سيبقى الأول والأجمل، وستبقى روح الأمل فينا، وسنبقى وجه لبنان الأبيض الجميل، وسنردد دائماً ونقول: "لبنان العالي جبينه، بارك الله بتكوينه، رح يرجع أحسن ما كان، دين المحبة دينه".


أما الأديب والمفكر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان، فقال: "نستذكر ثلاثة أحداث كبرى، حادث انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020، والغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، ومحاصرة بيروت، حتى قبل ذلك التاريخ بيروت كانت محاصرة، وما تزال محاصرة حتى هذه اللحظة، ومجزرة صبرا وشاتيلا التي تمر ذكراها هذه الأيام أيضاً. نستذكر هذه المحطات بألم، ولكن بالتفكّر والتدبّر، وبعد النظر، ما الذي حصل؟ وكيف حصل؟ ولماذا حصل؟". وأضاف أن وجود الحضور في هذه الأمسية هو للتضامن مع بيروت، وللفت أنظار العالم إلى أن بيروت تبقى عاصمة الجمال والثقافة والحب والشعر.


رئيس مؤسسة النور في السويد الأستاذ أحمد الصايغ، قال في كلمته: "نجتمع اليوم في بيروت تحت خيمة الابداع، لنقول للعالم إن لبنان الثقافة والأدب ما زال بخير، وما زال الشعر يحلّق في فضاء لبنان، أغنية لعاشق، وترتيلاً لراهب وصلاة لناسك. مهما حاولت السياسة أن تقتل الجمال في أوطاننا، لكن أنفاسنا تتوحد دوماً في دروب القصيدة واللوحة والموسيقى والمسرح، وكل مواضع الابداع".

بعدها أطل الشعراء إميل فهد، ونجوى الشدياق ومارون الماحولي، وألقوا أجمل ما كتبوا من قصائد، وكانت محطة غنائية مع صاحبة الصوت الذهبي حنان التي غنت "بيروت ست الدنيا"، وأبدعت بأدائها.


مديرة البرامج في إذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي، ألقت كلمة قالت فيها: "كم من الصعب أن نتحدث، بعد أن سمعنا أمراء الشعر يتحدثون عن بيروت والحب والجمال، وعن النور الذي حملته معها مؤسسة "النور" للثقافة والإعلام، وكانت جسراً بين كل الثقافات، وهذا ما شعرنا به في هذا اللقاء، وفخر لنا أن تكون زميلتنا الشاعرة والإعلامية أمل ناصر رئيسة مؤسسة "النور" فرع لبنان".
وأضافت: "على بعد أمتار قليلة من هذا المركز، هناك صرح إعلامي عريق عمره 85 عاماً، وأنا أفتخر بأني ابنته، ابنة إذاعة لبنان. 85 عاماً من العطاء، ومسيرة مشرّفة في الإعلام، والإذاعة مستمرة لغاية اليوم، وتطمح إلى مستقبل أفضل لنا جميعاً، وللبنان وللإعلام".
بعدها تم تقديم الدروع التكريمية لأمين عام اتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور الياس زغيب، وللشعراء إميل فهد، نجوى الشدياق ومارون الماحولي ورباب شمس الدين، ولمديرة البرامج في إذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي.

موقع "الفن" الذي كان حاضراً في الأمسية، عاد إليكم بهذه الكلمات الخاصة.

مديرة مؤسسة "النور" فرع لبنان الشاعرة والإعلامية أمل ناصر، قالت: "أقمنا هذه الأمسية في هذا التوقيت بالذات، لأننا أردنا أن نخلق بقعة ضوء في ظل الظلام الذي يحاصرنا، وستبقى بيروت ست الدنيا".
وأضافت: "لبنان موجوع كثيراً، نحن نصلي لنخلص من هذا الآتون الذي نحن فيه، ونحن شعب عنيد ونحب الحياة، وأنا متأكدة من أننا سنجتاز كل الأزمات التي تعصف بنا".
وعن الأعمال المرتقبة لمؤسسة "النور" في لبنان، قالت لنا ناصر: "نحضّر لمهرجان نور لبنان، وهو مهرجان دولي كبير، سيقام المهرجان في شهر آذار-مارس من العام 2023، وسيشارك في المهرجان مجموعة كبيرة من المبدعين في لبنان والدول العربية، من بينهم شعراء ورسامون ومغنون"، أما عن الأعمال المرتقبة لمؤسسة "النور" على الصعيد العربي، فهناك مهرجان "النور" في تونس الشهر المقبل، ومهرجان "النور" في بغداد في شهر تشرين الثاني-نوفمبر المقبل.
وعن اختيارها الشعراء الثلاثة إميل فهد ونجوى الشدياق ومارون الماحولي للمشاركة في هذه الأمسية، قالت ناصر: "سبق أن استضفت الشعراء الثلاثة في برنامجي في إذاعة لبنان، وأعجبت بقصائدهم كثيراً، هم من نخبة الشعراء في لبنان".
أما عن مشاركة الفنانة حنان في الحفل، فقالت ناصر: "حنان هي شقيقتي، وحاصلة على لقب ملكة جمال الصوت، ولديها أغنيات خاصة، من ألحان فاروق سلامة وإحسان المنذر وغيرهما".
وعلى صعيد مؤلفاتها الجديدة، قالت: "أعمل على ديوان شعر جديد، سأنتهي من العمل عليه في وقت قريب، وسيشارك هذا الديوان في معرض الكتاب في بيروت في أواخر هذا العام، كما بدأت بكتابة رواية جديدة".

الشاعر إميل فهد، قال: "أي نشاط يخدم الثقافة في لبنان، خصوصاً إذا كان في بيروت، نكون أول الحاضرين فيه، لبنان معروف بالثقافة والفكر والكلمة، وبيروت أم الشرائع وأم الحرف، ونقول شكراً لمؤسسة "النور" التي تقيم هذه الأمسية، بعد الأزمات، خصوصاً الصحية منها، التي عانى منها العالم كله، لنعيد ونحيي الحركة الثقافية في لبنان".
وأضاف: "العمل الفكري هو إبن المعاناة، ويقال "من الجرح يولد الأدب"، الشعر والأدب والفنون التشكيلية وكل الفنون الصعبة، تزدهر أكثر في الأزمنة الصعبة، وأنا كشاعر لدي شغف أكبر في الكتابة خلال الظروف الصعبة، وكل شخص يناضل من مكانه، ونحن عملنا هو أن نناضل بالكلمة، ونطلق صرخاتنا من منصاتنا، وكتبنا وأمسياتنا وأغنياتنا".


الشاعرة نجوى الشدياق، قالت: "سبب مشاركتي في هذه الأمسية هو محبتي للشعر، وشوقي لتعود بيروت إلى ما كانت عليه، كما أحببت أن أوصل رسالة، وهي أنه مهما حدث لنا في بيروت، نعود وننهض من جديد، ولا نخاف أبداً على بيروت، وأحببت إهتمام السويد والعراق بلبنان، في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها في لبنان، والممثلين في هذه الأمسية برئيس مؤسسة "النور" في السويد الأستاذ أحمد الصايغ، والأديب والمفكر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان".
وأضافت: "بعد ثلاث سنوات من الموت الشعري والفكري في لبنان، وذلك بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعصف بلبنان واللبنانيين، نشعر اليوم بأن بيروت عادت قليلاً إلى مجدها، وإن كان بمعطيات قليلة، ولكن الأمل كبير، فنحن مثل طائر الفينيق، لا نموت أبداً".

الشاعر مارون الماحولي، قال: "أنا أحب الشعر، وأينما يكون الشعر أكون، وأتشرف بمشاركتي في أول أمسية لإطلاق مؤسسة "النور" في لبنان".
وأضاف: "ظروفنا في لبنان صعبة، ولا نستطيع المحاربة إلا بالفن والشعر والجمال والخير، وهذا وجه بيروت، واللبنانيون ليسوا غريبين عن هذا الجو، نحن شعب مثقف، ونحب الفن، والأمسيات الشعرية بدأت تعود، ونحن نطالب بالتنظيم الجيد وبالكلمة الحلوة، وباحترام ما نقدمه".
وتابع: "أنا إختصاصي كمحامٍ هو في وسائل التواصل الإجتماعي، وهذه الوسائل ردت إلى الكلمة اعتبارها، فأصبح كل شخص يستطيع أن يكتب على صفحاته الخاصة، وهذا الأمر أنعش الشعر".

الفنانة حنان التي فرحت كثيراً بردة فعل الحضور على غنائها في هذه الأمسية، قالت: "لدي ألبوم غنائي كامل، يتضمن أغنيات عديدة خاصة بي، تعاملت فيها مع العديد من الشعراء والملحنين من لبنان ومصر، ولكني لم أطلق الألبوم، وذلك بسبب ظروف البلد الصعبة، وسفري إلى خارج لبنان".
وأضافت: "أنا خريجة الكونسرفتوار الوطني، وشاركت في رسيتالات مع الكونسرفتوار، منها رسيتال في قصر الأونيسكو، كما أحييت رسيتالات أخرى، وأفكر حالياً بإطلاق أغنيات الألبوم واحدة تلو الأخرى".

مديرة البرامج في إذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي، قالت لموقع "الفن": "أفرحني تكريمي اليوم، وأثّر بي، لأنه جاء من مؤسسة "النور" التي افتتحت فرعها في لبنان، وهي لديها فروع عديدة في الدول العربية والعالم، وهذه الأمسية هي الحدث الثقافي الأول لها في لبنان، وقررت المؤسسة أن أكون من بين الأسماء المكرّمة، وهذا التكريم حمّلني مسؤولية أكبر في أن أفكّر بما سأقدمه لاحقاً. أشكر الشاعرة والإعلامية النشيطة والصديقة أمل ناصر، التي تبثت عاماً بعد عام، أنها على مستوى عالٍ من الاحتراف".
وأضافت: "تكريمي هذا هو على عملي في إذاعة لبنان، ومسيرة العمل جميلة، على الرغم من صعوباتها، ولكن هذا التكريم يشجعني وفريق العمل الذي يعمل معي في إدارة البرامج في الإذاعة، على أن نعطي أكثر، ونقدم الأفضل، وما يليق بإذاعة لبنان، وبتاريخها وبالمستمعين".
وتابعت الرومي: "رغم كل الأجواء الضبابية التي نعيشها في لبنان منذ سنوات، حفل اليوم يؤكد أن هناك ثقة عربية في بلدنا، فهناك شعراء وكتّاب جاؤوا من كل أنحاء العالم العربي ليشاركوا في هذه الأمسية، وخصوصاً من العراق، وأكدوا أن بيروت تعني لهم الكثير".