ربما يكون العنوان صادماً، لكن تفاصيله أقرب من الواقع، وبعيدة عن الخيال، لأن ما يجري خلف الكواليس خطير جداً، ويصب في خانة الدخول إلى عالم المخدرات الصوتية، التي غزت بعض دول العالم، وكانت لها مؤخراً محطة في لبنان، بعد أن كشفت معلومات خاصة، عن تورط نجوم في مجال الفن والموضة ومواقع التواصل الاجتماعي في هذه الآفة المريبة، التي يمكن الوصول إليها، من أي حاسوب، أو هاتف محمول، وباقة إنترنت، وببدل مادي يتراوح بين 3 و 50 دولار أميركي.


تشجنات، وهلوسات، وحالة خطيرة من الهذيان تصيب من يستمع إلى هذه الموسيقى، التي تكون أصداؤها في الجهة اليسرى من الرأس مختلفة عن الجهة اليمنى، وبعد أقل من دقيقة من الاستماع إليها، تسيطر على حواس الإنسان، وتحوله إلى زومبي يجب معالجته نفسياً، كي يتخلى عن عالم سفلي، لا يحتاج إلى تجار، ولا مروجين، ولا عمليات تهريب، ومتوفر طالما أن الإنترنت متوفر.
غرق بعض المشاهير في بحيرة الوحل المسماة مخدرات رقمية أو صوتية ليس وهماً، وأكثرهم يمارسون إدمانهم ليلاً، ويعودون إلى حياتهم الطبيعية في النهار، أو يبقى غارقين لأيام في قذارة هذا الإدمان، الذي يعتبرونه سبيلاً للهروب من الواقع، إلا أن الموت يبقى واحداً مهما تعددت أشكاله وأنواعه، ومصاعب الحياة لن تكون مقصلة للأعناق، كما هو حال التورط في متاهات المخدرات، التي لم يخرج أحد من نيرانها سالماً أو طبيعياً.
المخدرات الصوتية تخوض معركة حاسمة مع ما تبقى من وعي البشر، فهل سينتصر هذا الوعي على موت الأدمغة؟