انه اتفه من ان اسميه بالإسم، فهو رجل دين وقد انارنا بتخلفه وافكاره التي تناسب القرون الوسطى بلا شك، فقال بأنه غزت اسبانيا اميركا اللاتينية دمرت الكنيسة كتب ووثائق المايا و الحضارات القديمة التي تسكنها وحولت شعوبها الى المسيحية، فهذه الحوادث حدثت في غياهب ماضي عتيق كانت اسبانيا والبرتغال وبعدهما بعض الدول الأوروبية تتنافس لإكتشاف العالم واستعماره لأهداف امبريالية و اقتصادية همجية عانت منها العديد من دول العالم، عصور وسطى قديمة جدا ذات فكر عتيق افتقدت للإنسانية وللتعامل مع البشر بالحُسْنَة و افتقدت للتحضر و للرقي السياسي الفكري لمخاطبة العالم في ذاك الوقت، فكانت الدول القوية تستقوي على الضعيفة وكانت حقوق الإنسان مفقوده وكان زمن الغاب هو السائد بماضي شهد تطورات كثيرة مع الأسف، فمع مرور الوقت تبنت عدة دول هذا الفكر الإمبريالي ودخلت سباق الإستعمار الهمجي و حكمت الدول الأضعف، ففرنسا كان لها بصمتها بهذا العصر الإمبريالي و بريطانيا التي حكمت في وقت من الأوقات ربع دول العالم سُمِيت بالممكلة التي لا تغيب عنها الشمس، فكانت الشمس تغيب ببعض دول تحت انتدابها لتشرق ببعض دول أخرى تابعة لسلطتها، عصر قاسٍ افتقد للرحمة و للرأفة مع الدول الأضعف ولمنظم دولي ينظم الحوار الدولي بين بلدان العالم.

يا سادة انتم الذين تتغنون بعصر غزت به اسبانيا القارة الأميركية اللاتينية ودمرت كتب واثار وبعض من حضارة المايا التي يعدها العالم حاليا جزءا من ارث انساني لم تقدره الكنيسة بفكر القرون الوسطى البربري التي كانت تتمتع به، شن حملات تخويف و ترعيب بالأسلحة على الشعوب الأضعف و تدمير مقتنياتها لا تعني التبشير المسيحي الذي اسس لها المسيح له المجد بيديه، والذي افتدانا بالصليب المقدس وخلصنا بآلامه الطاهرة من خطايانا وصالحنا مع الإرادة السماوية و فتح لنا ابواب الفردوس من جديد، قتل ثقافة الحضارات بإسم التبشير ليس شيئ تتغنى به الإنسانية المعاصرة، طمس حضارات عتيقة استند عليها العلماء المعاصرين لفهم تطور الإنسان الاول ودراسة حياته ودراسة حضارات اجدادنا لهو عمل متخلف لا يمت للمسيح بصلة كانت الكنيسة تمارسه لأنها كانت مُسَيّسَة لأسباب استراتيجية تناسب الإمبريالية واستضعاف الشعوب الأضعف فالتبشير لا يعني التدمير لإستبدال الثقافة المسيحية بالقديمة إطلاقا.

بماذا تتغنى بالضبط ايها الكاهن؟ بماضي قديم مليئ بمحاكم التفتيش قتلت الكنيسة بها وعذبت البروتستنت الذين هم اخوة لنا بالإيمان لأنهم يؤمنون بمسيحنا، ألعل المسيح قال لنا اقتلوا بعض حتى و الخلاف قائم بينكم، محاكم تفتيش قذرة نفذتها الكنيسة حينما نسي الكرسي البابوي انه امتداد لرحمة المسيح له المجد بمسح دَمْعَة المُتَألم و الفقير والجائع والمريض ونشر الرحمة بين جنس البشر، عذبت و جَلَدَتْ و مزقت كنيسة القرون الوسطى اوصال اخوتنا البروتستنت و حاولت قتل دعوتهم الكنسية، و إذ يؤمنوا بمسيحنا قتلتهم هذه الكنيسة فكيف بالحري لو كانوا لا يؤمنوا بهذا المسيح الحنون الذي حمل اوجاعنا رحمة لنا على الصليب الطاهر، فإن كانوا لا يؤمنون بشفاعة العذراء عليها سلام الله الطاهر كونهم آمنوا بالمسيح الفادي فقط كان هذا يجب ان يتشفع لهم عند كنيسة الظُلْم و العصور الوسطى المقرفة وكان يجب ان تعفوا عنهم، فشتان بين الثرى و الثريا، شتان بين مسيح شفى عبد رئيس الكهنة الذي قطع اذنه سمعان بطرس عليه سلام الله الطاهر وبين كنيسة عصور الظلام التي عذبت اخوة لنا بالإيمان، شتان بين مسيح داوى وشفى اوجاع كل المرضى حتى ابنة المرأة الكنعانية التي هي وثنية وبين ما فعلته كنيسة عصور الظلام من بناء كنائس و كاتدرائيات هائلة و جسد الكهنة خدام المسيح مليئ بالخطيئة و انفسهم مريضة بالفحشاء و الفجور، ألم تباع الجنة في ذاك العصر عن طريق سكوك الغفران للمؤمنين بخطوة مريضة لتجني الكنيسة اموالا حرام من الناس؟ الجنة ملك لله فكيف تبيع الكنيسة ما لا تمتلكه، تَسَلُطْ وقح لا رجاء منه، ألعل قلب العذراء الأم الحنونة كانت راضية عن اولادها حتى و ان انكروها و هم يتعذبون على ايدي كنيسة انتشر بين خدامها الغنا و الجشع و الفحشاء و شرب النبيذ وعدم الشعور مع الجائع والعاري والفقير، اي عصر تتغنون به وقد اعترفتم بألسنتكم بالتبشير بأساليب همجية تعتمد على طمس حضارات الأجداد و هي اساسا نُفِذَتْ بسبب تسيس الكنيسة لأهداف امبريالية قذرة.

التبشير بدأ بالمحبة، بالتسامح كي اعيش انا واخي الإنسان على هذه الأرض بسلام، لا بالسيف والغزوات البربية وبإستعباد الأضعف كالسائد بقانون الغاب، احببت ان يتضمن دفاعي عن فرقة مياس هذه الكلمات كي انقض شرعية هجومكم على هذه الفرقة، فالفكر مظلم قديم لا يعتمد على المحبة و السلام التي امرنا بها السيد المسيح و نشر السلام بالمسكونة كلها، فعن طريق هذه الأمور استطيع ان أؤسس قواعد متينة للوئام بين شعوب الأرض، الم يدخل المسيح بالرحمة والمغفرة على جموع اليهود شاعرا مع اوجاعهم ومرضاهم أمرا تلاميذه بمداواتهم من اسقامهم ومبشرا بإسمه بسلام وسط جموع اليهود، هل حمل المسيح سيفا وقاد حملات قتالية و زرع ايمانه بواسط السيف، ان لم اكن رسول محبة وسلام على هذه الأرض فلن اكون مسيحي صالح ابشر بإسم المسيح، ام كيف تؤسس قدرة تعايش الشعوب على الأرض، بالحروب والقتال؟

يا ايها العائش بعصور الغاب تم تأسيس الأمم المتحدة ليطوي العالم صفحة الإمبريالية ولكي لا تتكرر ظروفها التي ادت الى الحرب العالمية الثانية والتي راح ضحيتها ملايين الجنود من دول العالم، الفكر التكفيري الذي انت تتكلم به عزز الإمبريالية بين الشعوب وادى الى مجازر بشعة حدثت اثناء هذه الحرب الكبيرة، فتم تأسيس الأمم المتحدة لكي ترعى الحوار الدولي بين شعوب الأرض و لكي تعزز تقارب ثقافات شعوب العالم لكي لا يعود العالم الى الحقبة الإمبريالية مرة ثانية، فسعت لتقارب الشعوب من بعضها البعض و الى ادارة شؤون مؤسسات صحية و خدماتية و إنسانية لا تفرق بين شعوب على الأرض و لا تؤسس داراتها بناء على الدين والعرق والجنسية والإنتماء، فهنالك حاجات إنسانية يجب ان يتم تلبيتها.

تقارب الشعوب من بعضها و دراسة الحضارات القديمة ومعتقداتها لا يعني الذوبان بها، بل تسعى لإحترام الآخر على عقيدته وعلى افكاره وعلى إنتمائاته الإجتماعية المختلفة، وقد ينتج عنه تبادل ثقافي قد يعيد الى الواجهة رقصات فلكلورية ومعتقدات قديمة من باب الإثراء الثقافي و التنوع بالفنون المختلفة، اساسا هذه الحضارات القديمة كالفرعوينة والبابلية والصينية والمايا والأزتك والهنود الحمر والإفريقية المختلفة و غيرها تدرس بآلاف المدارس والجامعات الغربية والشرقية بحصص الدراسات الإجتماعية والتاريخ، فما هو الجديد بحضارة المايا والأخوة الهندوس في الهند و عند آلهتهم، عَبَرَتْ الإنسانية عن فكركم المترهل الذي يعتمد على تكفير الآخر منذ سبعة عقود طويلة من الزمن وتسعى المسكونة عن طريق مؤسسات الحوار الديني المجتمعي تحت غطاء الأمم المتحدة لتقارب بلدان وثقافات الشعوب بأكملها وانت تحارب بطبعك البغيض فرقة مسالمة قدمت رقصات استوحتها تارة من حضارة المايا وتارة من حضارة الهندوس، قدمت فنون راقصة وجميلة وفازت بالمركز الاول بمسابقة عالمية على مواهب القارة الأميركية وبمسابقة هي الأولى من نوعها، فلبنان المزروع وسط ظلام الحزبية والتعصبات الدينية والإنقسامات فَرِحَ فجأة بإنتصار هذه الفرقة للبنان.. وفرح له العالم العربي باسره.. بأن المواهب العربية لها مكانة عالمية عند اروع لجان تحكيم بأروع برامج للمواهب.. فهنيئا للبنان بإنتصار مياس فلم يبقى الا صوت تعصبكم الأعمى يرن بالإعلام كالصنج النحاسي يجاوب نفسه ويلقى اصداء عند صنوج نحاسية مثلكم غير مرنة الفكر و صلبة و لا تجدي نفعا إطلاقا، هنيئا لكم بفكر طيور الظلام وفكر العصور الوسطى...