تستمر المواهب العربية بالوصول إلى العالمية، فالمخرجان عادل العربي وبلال فلاح، هما من أصول مغربية، وعملا معاً على أفلام عالمية عديدة، من أهمها فيلم "Bad Boys" للممثلين العالميين ويل سميث ومارتن لورينس، ومؤخراً شاركا بعمل لشركة مارفيل الضخمة بفيلم "Batgirl".

ونضيف إلى اللائحة أبطال مسلسل "Moon Knight"، الذي تلقى العديد من ترشيحات لجوائز مهمة، والذي شارك فيه الممثل المصري خالد عبدالله، الممثلة المصرية أنطونيا صليب، الممثلة الفلسطنية /المصرية مي القلماوي، والتي بدورها أيضاً شاركت بمسلسل "Ramy" للممثل والكاتب المصري رامي يوسف، والذي حاول أن يروي قصة كل عربي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وهو مسلسل كوميدي، وجميع أبطاله هم من العالم العربي، وبإبداع رامي يوسف وقدرته على إرسال رسائل مبطنة وقوية بطريقة سلسة، نال نجاحاً وشهرة واسعة، على الصعيد العالمي أيضاً. وطبعاً لن ننسى النجاح الذي حققه الممثل رامي مالك بأعماله كافة، خصوصاً "Bohemian Rhapsody"، بالإضافة إلى الخطاب الذي ألقاه خلال تلقيه جائزة أوسكار، والتي هي من ضمن أربع جوائز أميركية كبرى للفنون المسرحية والترفيه، فقد تحدث عن أصوله المصرية، وعن إعطائه لقب أول إبن نازح مصري يحصل على جائزة أوسكار. ولا يمكننا أن ننسى الممثل المصري محمد كريم، الذي شارك بأعمال مع النجم العالمي نيكولاس كايج، ومؤخراً بفيلم "A Day To Die" مع النجم بروس ويليس، وحضر أبطال الفيلم الأميركي إلى مصر، للإحتفال بالعمل، إلى جانب محمد كريم.
من ناحية أخرى، هناك في العالم العربي العديد من المسلسلات والأفلام التي هي ذات إنتاج ضخم، ما جعل بعض المشاهير العالميين يشاركون فيها، نذكر منها الفيلم المصري "حرب كرموز"، الذي شارك فيه، عام 2018، الممثل الإنكليزي سكوت آدكنز، بطل سلسلة أفلام "Boyka"، ليعيد هذه التجربة مرة أخرى هذا العام بفيلم "مطرح مطروح".
ولم يكن الممثلون الأجانب هم سبب وصول الأعمال إلى العالمية، إنما كانت قد حققت أعمال أخرى لبنانية وعربية نجاحاً عالمياً، منها الفيلم اللبناني "كفرناحوم"، إلى جانب أعمال لاقت إنتشاراً كبيراً في العالم العربي، منها المسلسل الأردني "مدرسة الروابي للبنات"، والمسلسل المصري "الإختيار".
إذاً، نحن نملك العقل المدبر لأعمال فريدة من نوعها، ولدينا منفذون باهرون، فما الذي يقف أمام العالم العربي لإنتاج أعمال عالمية أكثر؟
الأعمال العربية بدأت مؤخراً بتقليد الغرب، ولكن نادراً ما تنجح، وذلك بسبب محاولتها نقل الأفكار حرفياً، بدلاً من إبتكار أفكار جديدة تنقل واقع محيطها، إذ دائماً ما تكون قصص الحب هي المحور الرئيسي للقصة.
هل ستشهد الدراما والسينما في لبنان والدول العربية نقلة نوعية، وتغييراً في صناعتيهما، وتنافسان الأعمال العالمية؟