يبحث دائماً عن الدور المختلف، وعن الشخصية التي تضيف إليه جانباً جديداً لم يره الجمهور من قبل، ومؤخراً شارك في عملين تصدرا محركات البحث، العمل الأول هو فيلم "كيرة والجن"، الذي جسد فيه شخصية "أليعازر"، الصعيدي الذي حيّره كثيراً، والعمل الثاني هو مسلسل "منعطف خطر".
إنه الممثل تامر نبيل، إبن المسرح، الذي يبحث دوماً عن دراما مختلفة تقدمه بشكل مغاير، حتى لو جسد نفس الشخصية لأكثر من مرة، مثل دور الضابط الذي جسده للمرة الثامنة.

مسلسل "منعطف خطر" هو النسخة العربية من مسلسل The Killing، هل شاهدت النسخة الأجنبية؟

لم أشاهد النسخة الأجنبية، وذلك كي أعتمد على خيالي في تحضيراتي للدور، وكي لا يتعرض ذهني للتشتت أثناء تجسيد الدور بأداء ممثل آخر، فقد إعتمدت على السيناريو والبحث الخاص بي، فالسيناريو المكتوب من وجهة نظري، هو شديد الخصوصية، ومختلف إلى درجة تجعله قريباً من طباع المجتمع الذي يتواجد فيه، فهو موجه إلينا كمصريين وعرب، حتى وإن كان هناك تشابه مع الفورمات الأجنبي. "منعطف خطر" هو مسلسل جريمة، وما يميزه هو أن طريقة السرد فيه مختلفة، وهذا الأمر أحببته في مخرج العمل السدير مسعود، فهو صاحب رؤية رائعة، لذلك إستمتعت كثيراً بالعمل معه. والمسلسل مؤلف من 16 حلقة، إستغرقنا 6 أشهر في تصويره.

كررت شخصية الضابط أكتر من مرة؟ فهل هذا يقلقك؟

تكرار دور الضابط للمرة الثامنة لا يقلقني، خصوصاً أن كل شخصية لها تفاصيلها، وأنا مستعد أن أكرره، بشرط أن تكون الشخصية مختلفة، والعبرة ليست بمسمى الشخصية ووظيفتها، بقدر ما هي في تفاصيلها الإنسانية. شخصية الضابط في مسلسل "منعطف خطر" لها تركيبة مختلفة، "ضابط لايت"، خصوصاً وأنه كان يعمل في جهاز مكافحة الجريمة عبر الإنترنت، وفجأة يتم نقله للجنايات، ويجد نفسه أمام جريمة ضخمة، وهنا يشعر بارتباك كبير، وأقوم بالتحقيق في جريمة القتل مع الفنان باسل خياط، هو عمل أكشن مهم، وتجربة جديدة.

بالإنتقال إلى السينما، كيف تم ترشيحك لفيلم "كيرة والجن"؟

أحب العمل مع المخرج الرائع مروان حامد، لأنه لا يناقش القضايا بطريقة سطحية، ويتناول كل الأمور بموضوعية وعمق، وأنا كنت قرأت الرواية، وتمنيت أن أجسد هذه الشخصية، لكونها مليئة بالتفاصيل، فهو شخص يتحكم الخوف في كل قرارات حياته، وكانت هناك صدفة قدرية غريبة، عندما كلمني مروان حامد، وأبلغني أنه رشحني لتجسيد دور "أليعازر"، فشعرت حينها بسعادة بالغة، وهذه ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها معه، فقد سبق وعملنا معاً أربع مرات، وهذا الأمر يسعدني كثيراً، وكانت تجربتي الأولى معه في فيلم "تراب الماس"، وثقته في إختياري لأكثر من عمل، تحفزني على تقديم أفضل ما لدي.

ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال التحضير للشخصية؟

لكل دور صعوبته، وأظن أن الصعوبة في "كيرة والجن" كانت تكمن في الحقبة الزمنية التي تمر بها أحداث الفيلم، فهي قديمة جداً، كما أن التحضيرات والتصوير أخذت وقتاً طويلاً بسبب إنتشار فيروس كورونا، وهذا زاد من صعوبة الدور، لأنني صورته على مدى 3 سنوات، وهنا تظهر قوة الممثل في أن يمسك الشخصية وخيوطها، مهما طالت فترة التصوير. التحضيرات كانت لها علاقة بالفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، كذلك بالأبعاد النفسية لشخصية "أليعازر"، لذلك سافرت إلى الصعيد، وبقيت هناك أسبوعين، ليس من أجل تعلم اللهجة، ولكن من أجل معرفة الطبيعة التي كان يعيش فيها "أليعازر"، وذلك كنوع من الإجتهاد الشخصي، وللوصول إلى روح الناس فى الصعيد، إلى جانب التدريب على اللهجة من خلال المصحح اللغوي. كما أنه إلى جانب قراءتي للرواية، قمت ببحث عن فترة الحرب العالمية وثورة 1919، وقرأت في علم النفس، لأن التركيبة النفسية لشخصية "أليعازر" صعبة جداً.

ما هي معايير قبولك الدور أو رفضه؟

الأمر يعود إلى طبيعة الدور، وبالتأكيد إلى طبيعة الشخصية المراد تجسيدها، حيث أن كل دور يختلف عن الآخر، ولكن من المهم بالنسبة لي، أن أرى نفسي في الدور، وبالتالي أصدقه.

كيف كانت كواليس "كيرة والجن"؟

جمعتني كواليس الفيلم بالفنان أحمد عز والفنانة هند صبري، وكانت الكواليس ممتعة جداً على المستوى الإنساني والفني.

كيف وجدت ردود الفعل على الفيلم، خصوصاً وأنه أصبح واحداً من أهم 10 أفلام في تاريخ السينما المصرية حققت إيرادات ضخمة؟

الحمد لله تلقيت ردود فعل طيبة، وهذا يضاعف من حجم المسؤولية، ويجعلني أفكر كثيراً في الخطوات المقبلة.

ما هي نوعية الأدوار التي تريد تمثيلها؟

لا يوجد دور معين أود أن أجسده، ولكنني أرفض تجسيد الأدوار السطحية، لأن التمثيل مهنة صعبة، حتى في تأدية الأدوار الكوميدية، فيجب على الممثل أن يقنع الجمهور بأن الشخصية الذي يجسدها هي شخصية حقيقية وليست تمثيلاً، وهذا الأمر ليس سهلاً على أي مستوى من الأعمال.