جوزيف صقر فنان لبناني عريق من نجوم الزمن الجميل تردّدت أغانيه على ألسنة الصغار والكبار، عشقوها ورددوها وما تزال في الذاكرة، وكأنها تحكي الحاضر بكل شؤونه وشجونه. وما تزال مشاركاته المسرحية حاضرة في الذاكرة والوجدان بصوته الشجي وحركاته وعفويته التي جعلته يدخل القلوب والعقول من دون استئذان.


من هو جوزيف صقر؟

ولدجوزيف صقرفي مدينة قرطبا - قضاء جبيل / لبنان عام 1942، وتوفي بشكل مفاجئ بداية العام 1997 عن عمر ناهز الـ54 عاما. في رصيده مجموعة من الأعمال الفنية ما زالت محفورة في الذاكرة تردّدها الأجيال الصاعدة في لبنان والعالم العربي. امتهن جوزيف صقر الى جانب الفن تدريس اللغة الفرنسية.


مشوار جوزيف صقر الفني

لم يدخلجوزيف صقرأيا من الأكاديميات الموسيقية بل كان مؤلفا موسيقيا ومسرحيا بالفطرة، تتلمذ على أيدي العائلة الرحبانية ونهل منها الإبداع الفني والتميّز فكان حاضرا بأغانيه وبمشاركاته المسرحية، الى درجة اعتبره الفنان الراحل منصور الرحباني فردا من العائلة وقال فيه: "جوزيف ابننا، تربى معنا، وبدأنا معا درب الفن الطويل" ورأى فيه زياد الرحباني حنجرةً له. واعتبره جمهوره العريض صوته الصادح في مختلف المناسبات.
بداية جوزيف صقر الفنية كانت مع فرقة الرحابنة، شارك بالكورال والتمثيل في عدة مسرحيات أبرزها مسرحيتا "لولو" و "ميس الريم".
المحطة الفاصلة في حياة صقر الفنية
كانت نقطة التحول في حياة جوزيف صقر عندما كان يردّد أغنية في الكواليس، سمعه زياد الرحباني صدفة وأعجب به، فكانت بداية فترة إبداع للثنائي زياد - صقر استمرت ربع قرن، قدّما خلالها أعمالا مميزة لم تنسها الأجيال الى يومنا الحاضر، أثرَت المكتبة الفنية اللبنانية، وبقيت حية في ذاكرة الأجيال، ولا سيما تلك التي قدماها خلال الحرب الأهلية اللبنانية والتي حاكت معاناة اللبنانيين في تلك الفترة، ومعها ارتبط اسم جوزيف بزياد كعنصر أساسي في أعماله.


أبرز أعمال جوزيف صقر

انطبعت في الذاكرة شخصية صقر في دور المعلم "نخلة التنير" في مسرحية "سهرية"، قدم خلالها أهم أغانيه مثل "أنا اللي عليكِ مشتاق"، وكذلك دور أبو ليلى في مسرحية "فيلم أميركي طويل" (1980)، ودور رامز في مسرحية "بالنسبة لبكرا شو"، دور الصرّاف البيروتي في مسرحية "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" (1993). كان ألبوم "بما انو" الذي صدر عام 1996 آخر عمل جمع الثنائي المبدع والذي كان فريدا على الساحة الفنية، فقد خطف الموت الفنان جوزيف صقر عام 1997.

أهم الأغاني في أرشيف جوزيف صقر

أغانٍ كثيرة صدحت بها الحناجر على مدى سنوات وما تزال، أهمها: "إسمع يا رضا"، "يا زمان الطائفية"، الحالة تعبانة يا ليلى"، "يا بنت المعاون"، "تلفن عياش"، "أنا اللي عليكِ مشتاق"، "عايشة وحدا بلاك، "ع هدير البوسطة"، "بما انو"، "مربى الدلال" و "حن الحديد"، وأغنية "هيك بتعمل هيك" التي شاركته فيها الممثلة ختام اللحام، أغان لا تُنسى، ولها في كل ركن وزاوية وبيت صدى وحنين، شكلت جزءا رائعا من الذاكرة الفنية اللبنانية والعربية. أغان وأعمال سيبقى معها الفنان اللبناني المميز علامة فارقة حية على مرّ الأجيال ترافقهم في أفراحهم كما في أيامهم العصيبة، وما أكثرها في هذا الزمن، وكأني بالفنان جوزيف صقر يطلّ علينا من عليائه ليقول: "ما أشبه اليوم بالأمس، فلو كنت بينكم لما زدت على أغاني شيئا".
جوزيف صقر الفنان الشامل صاحب الصوت الجميل والحسّ الموسيقي، والممثل المسرحي المبدع الذي أثرى التجارب المسرحية الرائدة للمبدع زياد الرحباني، هو علامة فارقة في تاريخ الغناء والمسرح الغنائي اللبناني والعربي، وشخصية خالدة من رموز الإبداع في تاريخ لبنان المعاصر.