طرابلس، المدينة العريقة التي أسسها الفينيقيون، وتوالى على حكمها الإغريق والرومان والصليبيون والمملوكيون والعثمانيون..، وصولاً إلى الإنتداب الفرنسي ووجود الجيش السوري في لبنان، تجد في أحيائها الكثير من الآثار التي تحمل مئات الدلالات، على أن هذه المدينة ثروة كبيرة، حاول الكثير من الحكام والشعوب إستغلالها، إلا أنها صمدت في وجه عواصف التاريخ، وها هي حرة، وشامخة في شمال لبنان، كأرز الوطن الخالد، وتنتظر كل أبناء البلد والسياح، لتحتضنهم وتقول لهم "أهلا بهالطلة". بهذا الشعار، تستمر مبادرة السياحة المجانية في مدينة طرابلس، والتي أطلقها رئيس مجلس إدارة شركة الصمد للإستثمار السياحي مصطفى الصمد، بتوجيهات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبرعاية وزير السياحة وليد نصار. هذه المبادرة التي رحب بها مجتمع مدينة طرابلس بكل إيجابية، إذ عقدت مجموعة من الإجتماعات في مركز قطاع المرأة في تيار العزم، وضمّت هذه الإجتماعات هيئات وجمعيات تعنى بالسياحة، فتم الإتفاق على دعم "أهلا بهالطلة"، من خلال سلسلة من النشاطات في مركز العزم الثقافي في الميناء، وغيرها من الأنشطة المتفرقة وبشكل مجاني في طرابلس، من مختلف الهيئات، ليستفيد منها كل اللبنانيين، والسياح الوافدين إلى عاصمة الشمال، ويتعرفوا على أهم المعالم الأثرية في المدينة، ويتمتعوا بجمال السياحة فيها، ويمضوا وقتاً رائعاً من خلال الإستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والإستفادة من كل أنشطتها الثقافية، وليلتقوا أهلها المضيافين.

يوم الخميس 1 أيلول، عند الساعة التاسعة صباحاً، كانت إنطلاقتنا برفقة زملائنا الإعلاميين من بيروت، فركبنا في الباص الكبير والمكيّف الذي أمنته لنا شركة الصمد للإستثمار السياحي، وبدأت رحلتنا إلى طرابلس، ورافقنا في الباص السيدة سوزان جابر، التي طلبت منها مسؤولة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض سكاف، أن ترافقنا في مشوارنا من بيروت إلى طرابلس.
محطتنا الأولى كانت في معرض رشيد كرامي الدولي، وكان في إستقبالنا، أعضاء من اللجنة السياحية المنبثقة عن هيئات المجتمع المدني، وهم مسؤولة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض سكاف، نائب نقيب محرري الصحافة اللبنانية غسان ريفي، المهندس فادي عبيد، السيد أسامة ذوق وممثلة شركة الصمد ديما مجذوب، أما المهندس المعماري وسيم الناغي، فقد إصطحبنا بجولة على منشآت معرض رشيد كرامي الدولي، وأخبرنا عن تاريخ المعرض، وكيف تم بناؤه وميزاته العمرانية.


وكانت لنا جولة مع المهندس المعماري باسم زودة، في قلعة طرابلس، وشرح لنا كل الأحداث التي شهدتها هذه القلعة، كما زرنا الجامع المنصوري الكبير وأسواق العطارين، البازركان والصاغة والنحاسين، وكذلك السوق العريض الذي كانت قد قامت بتأهيله وترميمه مؤخراً جمعية "العزم والسعادة الإجتماعية"، كما زرنا خان الصابون، وخان الخياطين وخان المصريين، وحمام عز الدين، وعرّفنا المهندس زودة على المواقع الأثرية.


بعدها كانت لنا جولة في أرجاء المدينة الحديثة، لنصل إلى إستراحة الغداء التي كانت في مطعم "الحاج علي"، في منطقة الضم والفرز، لصاحبه رئيس مجلس إدارة شركة الصمد للإستثمار السياحي مصطفى الصمد، وكانت كلمة لنائب نقيب المحررين غسان ريفي، الذي رحب بنا، ونوّه بجهود الصمد وأعضاء اللجنة السياحية، لإنجاح هذه المبادرة السياحية المجانية، ولفت إلى أن طرابلس يمكن أن تنهض بتعاون أبنائها، مؤكداً على وجوب الإضاءة على كل الإيجابيات في هذه المدينة.


أما السيد مصطفى الصمد، فقد عبر عن سعادته بلقائنا، وأكد أن في طرابلس كنوزاً تستحق الإضاءة عليها، ويجب إستثمارها للنهوض بالمدينة نحو الأفضل، وقال إن حملة "أهلا بهالطلة" مستمرة، وأبدى كل الإستعداد للتعاون مع الجميع لإستكمال نجاح هذه الحملة، مشيراً إلى أن طرابلس تشهد حركة سياحية يومية.
ختام يومنا في طرابلس، كان في إستراحة في منتجع Palma السياحي في البحصاص، في جلسة مميزة على شاطئ البحر، مع الإشارة إلى أن هناك المزيد من النشاطات السياحية اليومية الداخلية والرياضية والثقافية، في طرابلس، ضمن حملة "أهلا بهالطلة"، المستمرة لغاية منتصف شهر أيلول.
إنه يوم من أجمل أيام العمر، حضنتنا فيه طرابلس، وضمتنا إلى قلبها، ونحن بدورنا بادلناها وبادلنا أهلها كل الحب، وعدنا إلى بيروت، وفي قلبنا فرح كبير، لأننا تعرفنا على أشخاص ترفع لهم القبعة، تقديراً لمعاملتهم الرائعة لضيوف مدينتهم، وإخلاصهم لطرابلس، التي إغتنوا من أصالتها، وأغنونا بدورهم بثقافتهم.