منذ عرض مسلسل "ست الحسن" عبر منصة شاهد، وهو يتصدر قائمة الأعمال الأكثر متابعة في العديد من الدول الخليجية، من بينها السعودية.


هذا العمل بالتحديد، الذي يجمع المشاهد المثقلة بالرعب والجريمة، يتناول تكوين المرأة السفاحة القاتلة، وهو ما لم نعتده في الدراما الخليجية، الأمر الذي إعتبر عاملاً جاذباً للمشاهد.

أما أسباب هذا النجاح الكبير الذي حصده هذا العمل خليجياً وعربياً، يعود إلى عوامل عديدة، أبرزها قصة النص الدرامي، التي جاءت متقنة للغاية، متماسكة، متسلسلة وسلسة، حولها المخرج باسم شعبو إلى مادة مشوقة، فيها الكثير من الشغف والإثارة الدرامية الجاذبة. فقد سعى المخرج إلى إستخدام تقنيات إخراجية فريدة من نوعها، حولت الشخصيات المكتوبة، إلى عالم قائم بحد ذاته، دمج من خلاله الواقعية ببعض من الخيال.
كذلك فإن إختيار نخبة من الممثلين الخليجيين، أبرزهم عبد المحسن النمر، وأحمد الجسمي، وهند البلوشي، وسحر حسين، وسعاد علي، وتحديداً الممثلة هدى حسين، فقد جاء في غاية الصواب، حيث أبدعت حسين بأدواتها التمثيلية الحاضرة على الدوام، وبقدرات عالية صادقة مؤثرة في لعب دور السفاحة المخضرمة في الإجرام، التي تقتل الأبرياء، وتتفلت بذكاء من شكوك الناس، وتحقيقات رجال الشرطة، للحفاظ على مهنتها في مجال الطب البديل، والذي تستخدم فيه دماء البشر لشفاء المرضى. هذه السفاحة التي حولت باحة منزلها إلى مقبرة جماعية، تدفن فيها جثث البشر، وهي تمضي ساعات في القراءة والأبحاث، لتستفيد من أجساد البشر، وهي بارعة في التأرجح بين الحالات النفسية للشخصية وتقلباتها.
في الإنتقال إلى الشركة المنتجة للعمل "إيغل فيلمز"، فهي لم تبخل على الإطلاق، في توفير بيئة إنتاجية، وتقنية عالية ساهمت في طرح العمل بمستوى عالٍ جداً.

مما لا شك فيه أن العمل نال نصيبه من التفاعل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أحدث إنقساماً عامودياً في تلقفه، بين من أثنى على جرأته، ومن إنتقد الحلقة الأخيرة، وخصوصاً مشهد إستحمام الممثلة الكويتية هند البلوشي، الذي وصفوه بأنه غير مبرر، على الرغم من تصوير كتفيها والجزء العلوي من جسدها. ومن خلال رصدنا لرواد مواقع التواصل المتابعين للعمل، لاحظنا التساؤلات التي طرحوها، حول مصير ست الحسن، ونجاحها في الهروب من الشرطة، بعد إكتشاف جرائمها، الأمر الذي قد يمهد لجزء ثانٍ من العمل.
في الختام، كلمة حق تقال، إن العمل ناجح بدرجة إمتياز، فهو وبكل جرأة، يراعي المشاهد الخليجي، رغم قوة مشاهده، ولا نبالغ إن قلنا إنه يشكل منعطفاً في تاريخ الدراما الخليجية، ويضع حجر أساس جديد للإبداع والإنفتاح والرقي، في هذه الدراما على وجه الخصوص.