باسيل سودامصمم أزياء لبناني آمن أن الفن هو مزاج وحرية وموهبة وحيوية وجرأة. الموضة كانت شغفه الأول منذ البداية لكنه إتجه نحو دراسة الهندسة المعمارية لأنها الأقرب بالنسبة له ولعدم قدرته على السفر الى الخارج وعدم توفر معاهد الموضة في لبنان. عمل مع المصمم إيلي صعب قبل أن يؤسس محترفه الخاص. من اللواتي إخترن تصاميمه باريس هيلتون، كاتي بيري، إيميلي بلانت، ماريون كوتيار. بعد إفتتاح معهد لدراسة الموضة الحديثة CAMM في بيروت تخلى عن الهندسة وإلتحق به فوراً لتحقيق حلمه. غلبه المرض وهو لا يزال في قمة عطائه وإبداعه.

البداية

ولدباسيل سودافي بيروت في 1 يناير / كانون الثاني 1967. لم يلقى خياره لتصميم الأزياء تشجيعاً من والديه مع العلم أن والده كان خياطاً للرجال الذي بدأ العمل في سن مبكر وتمكن بفضل عزمه وقدرته من إمتلاك محترفه الخاص. كان باسيل يزوره في محترفه ويعمل معه حيث إكتسب مبادىء المهنة. تمكن من تحضير أولى تصاميمه في الرابعة عشرة من عمره لوالدته ولرفاقه في الصف.

العمل مع إيلي صعب

بعد إتمام دروسه بدأباسيل سوداالعمل في بيروت ثم إنتقل الى دبي وأبو ظبي قبل أن يعود الى لبنان عام 1996 وينضم الى محترف المصمم إيلي صعب حيث عمل لمدة أربعة سنوات. وعن تلك الفترة يقول أنه إكتسب خبرة ولم يشعر يوماً أنه موظف. "كانت علاقتنا ممتازة وهو أكثر من زميل. هو صديق وأخ وأحب أن أتابع أعماله لأنني أحترمه وأحترم عمله ومهنته وطريقة تفكيره".

العمل منفرداً

بدأباسيل سوداالعمل منفرداً عام 2000 الى أن أصبح ذات شهرة عالمية. كان يعتبر أن أسلوب المدارس والمعاهد اللبنانية تحّد من الموهبة ومن قدرة التلامذة وكان يؤمن أن الطالب يجب أن يكون حراً ومجنوناً خلال فترة الدراسة حتى يحقق ذاته، وأن يعمل فيما بعد على خلق أسلوبه الخاص ليصل الى الإنضباط ويدرك كيفية النمو والمثابرة وتقبّل الآخر له.

تصاميم سودا

أحبت السيدات تصاميمباسيل سودافشق طريقه بسرعة. ما بين عامي 2000 و2005 كان في بيروت وعندما تأزم وضع البلد بدأ بالتحضّير للمغادرة. وعن تجربته في الخارج قال سودا: "عندما تلبس المشاهير من تصاميمي لا يكون هدفي الشهرة حصراً بل من أجل الإنفتاح لتقبّل الإنتقادات السلبية والإيجابية ولأخذها بعين الأعتبار والعمل على تطويرها، يجب مراجعة الذات من أجل الحصول على طاقة جديدة كل صباح".

الشباب اللبناني

كانباسيل سودايهتم لأمر الشباب اللبناني ويؤيد العيش ببساطة والإبتعاد عن المظاهر ويعتبر أن الناس منهمكة بالحمص والتبولة والسياسة. كان يحيط نفسه بالشباب ويقول: "اذا فقدت التواصل مع الشباب أخسر كثيراً على الصعيد الشخصي والمهني ومصدر إلهامي هو التواصل مع الناس في لبنان والخارج".

هوايته

هواية باسيل سودا هي زيارة المكتبات والمعارض في الخارج لا سيما التي تركّز على الفن المعاصر وبعض الفن القديم. يحب الإطلاع على كل ما هو جديد ويرغب في متابعة دروسه في الهندسة المعمارية.

عائلته

رداً على سؤال عن رغبته بمتابعة إبنه جاد مهنة التصميم مثل والده يقول أنه لا يحاول التأثير عليه أبداً بل يترك له حرية الإختيار ومستعد لدعمه في المستقبل. ويروي بفرح أن إبنه في عمر الحادية عشرة كان يرغب بإمتلاك مؤسسة للخمر. لم يعارضه بل عمد الى إصطحابه لشراء الكتب المتخصصة ولتذوق الخمر. يعتبر أن إبنه صديق ويناقش معه مختلف المواضيع ويحترم أراءه.

إستمرارية محترف باسيل سودا

كانت رغبة المصمم باسيل سودا أن تستمر مؤسسته سواء من خلال إبنه أو من خلال شخص آخر لأن زوالها يعني أنه لم يحقق شيئاً.

أسبوع الموضة اللبناني

كان باسيل سودا يتساءل ما الذي يحول دون إقامة أسبوع الموضة اللبناني ويقول أن كبرياء اللبناني لا يسمح له بالعيش مع الآخر. وبرأيه أن المصمم الأول الذي حاز على لقب Stylist هو المصمم إيلي صعب.

ميزة المصممين اللبنانيين

كان باسيل سودا يعتقد أن المصممين اللبنانيين بالغوا في إستغلال عنوان الأنوثة، فالمطلوب هو الجرأة على التغيير والتطور وخلق تواصل عالمي مع المحافظة على الجذور. ولا ينبغي أن يكون الهدف محصوراً بالسجادة الحمراء وفساتين ألف ليلة وليلة.

وفاته

توفي المصمم باسيل سودا في 1 نيسان/ أبريل 2015 بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر ناهز الـ 47 عاماً، ما سبب صدمة لمحبيه، خصوصاً انه كان في عز عطاءاته.