أصبح يهوى تقديم السهل الممتنع، فالأدوار التي يجسدها، ولو ببساطة، يجسدها بعمق شديد، ويهتم بكافة تفاصيلها، فهو دائماً ما يؤكد أن أهم شيء بالنسبة له، وحتى أهم من أجره، أن يكون العمل مميزاً ومختلفاً ومكتمل العناصر الفنية، وحبه للفن أهم من أي شيء آخر.
إنه الممثل خالد سرحان، الذي برز هذا العام بشخصية القاضي "داود شتا" في مسلسل "فاتن أمل حربي"، وأيضاً بشخصية الفلاح في مسلسل "المداح 2"، والذي كشف في حواره مع موقع "الفن"، كيفية تحضيره لشخصية القاضي، وكواليس "المداح 2"، وتحدث عن البطولة المطلقة.

كيف تقيّم مشاركتك في شهر رمضان الماضي في مسلسلين؟

تجسيدي دورين في عملين مختلفين، في الموسم الماضي، كان متعة كبيرة، وفرصة للوجود في أكثر من عمل، وهذا أفضل من حصري في مسلسل واحد فقط، لا تتوفر فيه عناصر النجاح من إخراج وإنتاج، فالإنتاج الفني أصبح قليلاً، على عكس السابق، ولا بد من زيادة السوق الدرامي، وانتشاره وتوزيعه أكثر بالخارج، بأفكار متنوعة تناسب الشاشات والمنصات. الفصل بين الدورين اللذين جسدتهما في شهر رمضان كان صعباً، لكن شخصيتي في مسلسل "المداح 2" بزيها وتفاصيلها كانت قريبة مني بشكل كبير، فهي متشعبة، وشعرت بإرتياح، خصوصاً مع إرتداء الجلباب، ومواقف حسن سلام الكوميدية التي أحبها، لكنني في الوقت ذاته أرفض مطلقاً تصنيفي كفنان كوميدي، لأنني قادر على تقديم كل الألوان الفنية.

ولكنك في هذين المسلسلين تراجعت عن البطولة المطلقة التي خضتها سابقاً؟

السبب هو صعوبة تقديم البطولة المطلقة أحياناً، فالبطولة المطلقة في مصر صعبة، ولا بد من توفر إمكانات وعناصر لها، من تأليف وإخراج وإنتاج متميز، ففكرة تقديم بطولة هي منظومة لا تسير بشكل عشوائي نوعاً ما، لذلك أركز على الأدوار الثانية، فأنا أشعر بالإستمتاع والحماس بها، وتجذبني أكثر، وهذا لا يمنع تقديمي البطولة المطلقة إذا سنحت لي الفرصة، وهو ما حدث عندما قمت ببطولة حكاية "لحظة ضعف" في 5 حلقات، وذلك ضمن مسلسل "ورا كل باب - الجزء الثاني".

هل تخوفت من تقديم جزء ثانٍ من مسلسل "المداح"؟

بالطبع، كان هناك تخوف كبير من فكرة تقديم جزء ثانٍ من عمل نجح مسبقاً، ولذلك إعتمدنا منذ البداية توليفة جديدة، فالإستمرارية في النجاح لم تكن سهلة، حتى لو كان سيناريو الجزء الأول قوياً، فكتابة الجزء الثاني من العمل أقوى، لأن فكرة العمل عن السحر والعفاريت، دخلت بعمق أقوى من خلال الموضوع، وبدراسة متمكنة في أمور السحر والشعوذة، وتمت الإستعانة بتلك الأحداث من خلال القرآن الكريم، ونحن نطمح إلى تقديم ما هو أفضل في الجزء الثالث، وهذا كله يتطلب مجهوداً ذهنياً وبدنياً أكثر، حيث أن عوامل النجاح لأي عمل، هي السيناريو والأبطال، بالإضافة إلى أن عرض العمل على قناة MBC مصر، رفع نسبة مشاهدته بشكل لافت.

شخصية "حسن" التي جسدتها في "المداح" تغيرت بشكل كبير في الجزء الثاني من المسلسل؟

شخصية "حسن" في الجزء الثاني لها تفاصيل، لا تشبه الجزء الأول نهائياً، لأن إرتباطها بالدراما في الجزء الثاني يصيب عائلة "صابر المداح"، لذلك حدثت العديد من التغيّرات بشكل شيق، ومختلف عن الجزء الأول من العمل، فقد رأينا في الجزء الثاني تغيرات في شخصية "حسن"، وكيف أثر هذا الأمر عليه، والطريق الذي ذهب إليه، وكيف حاول جمع الأموال كي يسترجع الوكالة مرة أخرى.

هل فكرة المسلسل في تقديم العفاريت والغيبيات كانت السبب في نجاح العمل؟

السيناريو الخاص بمسلسل "المداح.. أسطورة الوادي"، مكتوب بطريقة محترفة ودراسة جيدة، وتمت مراجعتها من قبل متخصصين ومن خلال مشاهدات لفيديوهات حقيقية حدثت من حولنا لمواقف مشابهة، لذلك عندما تجتمع كل هذه العوامل، يصبح لديك عمل له قيمة، تحترم من خلاله عقل المشاهد، وإذا لم تحترم عقل المشاهد، سوف يتحول العمل إلى مسلسل كوميدي. وفي هذا الجزء، إمتزجت العديد من الأحداث الحقيقية بخيال المؤلف، لأن المسلسل لا يحكي فيلماً تسجيلياً عن الجن والعفاريت، بل يجب أن يمزج العمل بالعديد من مشاهد الدراما، ويربط علاقة الأمر والأحداث بعائلة صابر، إذ يجب أن نشاهد من المؤلف خيالاً ممزوجاً بقصص حقيقية.

كيف كانت إستعدادتك لتجسيد شخصية القاضي "داود شتا" في مسلسل "فاتن أمل حربي"؟

إستعنت بالعديد من التفاصيل لتجسيد الشخصية، فلقد ذهبت إلى عدد من المحاكم التي تختص بقضايا الأسرة، وحضرت كمشاهد وسط الجمهور في قاعة المحكمة، وراقبت الحالات الموجودة في قاعة المحكمة، كما أنني تحدثت مع قاضي الأحوال الشخصية والمستشار عضو اليمين واليسار والحاجب، وأصبحت صديقاً لهم، وذلك لكي أفهم مشاعرهم، ولتجسيد الدور وخروجه بشكل صحيح وبتفاصيل حقيقية، فلقد كان أهم شيء في هذا العمل، أن الجمهور صدق القاضي "داود شتا"، وهذه الشخصية محرجة جداً وصعبة، لأنك تمثل أعلى سلطة، فأنا لم أقلد أي شخص، لكني كونت خلفية، ورأيت إحساس هذا الرجل، والقضاة الذين رأيتهم أمامي هم بشر وطيبون، وأخدت إنطباعاً عنهم أنهم في منتهى الطيبة.

هل إنتشار مشاكل وقضايا المرأة كان السبب في ترك أثر على المسلسل، أم دفع إلى مزيد من المشاهدات؟

هذه الأزمة دفعت الجمهور إلى مشاهدة المسلسل، لأن الإنسان بطبعه فضولي وعنيد، وبإعتقادي أن المقاطعة هي من فئة معينة مغلقة على نفسها، كما أن الشعب المصري ليس شعباً منغلقاً، لأنه من القوة أن تكون ضد الأزمة، وتشاهد عدوك ماذا يقول، حتى لو رأيت إبراهيم عيسى عدوك، أنظر ماذا يقول، كي تستطيع الرد عليه، بالإضافة إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعديل قانون الأحوال الشخصية لتوفير حلول أفضل لقضايا الأسرة، فالفن دائماً يؤثر في المجتمع، فلقد رأينا أفلاماً قديمة غيرت قوانين، منها "جعلوني مجرماً" و"أريد حلاً".

في الختام، أين أنت من السينما؟

أنا مقصر في السينما بشكل كبير، وذلك بسبب إنشغالي بالأعمال الدرامية، التي يستغرق تصويرها وقتاً طويلاً، لكن قريباً لدي فيلم أعود به إلى السينما.