بعد ما يقارب الـ 15 عاماً من الكفاح والمثابرة، تمكن الممثل المصرى محمد كريم من حجز مقعده بين نجوم هوليوود، عاصمة مشاهير السينما العالمية، ليمحو معها كل القيود وهواجس المستحيل، ويؤكد أن من أراد إستطاع، وتكلل نجاحه مؤخراً بمشاركته مع النجم العالمي بروس ويليس بفيلم "A Day To Die"، وقد حرص كريم على حضور أبطال الفيلم إلى مصر، وإقامة عرض خاص فيها للفيلم، وسط جمهور بلده، وفي خطوة مهمة منه للترويج للسياحة المصرية.


وفي حوار خاص مع موقع "الفن"، كشف كريم سبب فكرته حول عرض الفيلم بمصر، وذلك في سابقة من نوعها، بالإضافة للصعوبات التي واجهته أثناء تصوير العمل، ومحطاته المقبلة، والعديد من التفاصيل.

حدثنا أكثر عن إنطلاق العرض الخاص لفيلم "A Day to Die" في مصر؟

أنا فخور جداً، لأنني إستطعت إقامة عرض خاص لفيلمي، وإستضافة أبطال الفيلم من هوليوود إلى مصر، فهو شعور لا يوصف، أن أكون وسط جمهور بلدي وصحافة وإعلام مصر، فهذا أمر كبير بالنسبة لي، وإجتهدت لتحقيقه، ونجحت، فرحتي إكتملت هنا في مصر.

لماذا قمت بهذه الخطوة؟

أود أن أنوّه بأنه لم يطلب مني أى شخص أن أفعل ذلك، بل كانوا يرون أنه أمر مستحيل، ولكني أفكر بشكل مختلف، وأرى أن بلدي له حق، ولا بد أن يقدم له كل شخص ما بوسعه، وأردت أن أقيم عرضاً خاصاً لأول مرة بأبطاله في مصر، بنفس توقيت عرضه في الولايات المتحدة الأميركية، وهكذا خطوة سوف تٌشجع الآخرين على القيام بها، والتي تأتي في نهاية الأمر في صالح بلدنا. كنت حريصاً على أن يتمكنوا من زيارة بلدي مصر، والتفاعل المباشر مع الشعب المصري، لذلك خططت لهذا الأمر قبل فترة بعيدة، حتى يتسنى تنفيذ هذه الجولة الترويجية للفيلم التي إختتمناها في مصر، وإكتشفت أن زملائي أبطال العمل لا يعرفون أشياء كثيرة عن مصر، بسبب قلة عدد السياح الأميركيين الذين يزورونها، وهذا ملف بحاجة إلى جهود أكبر، لأن المواطن الأميركي لا يعرف أي شيء عن مصر، إلا من خلال القنوات الإخبارية فقط.

وكيف كانت ردود أفعال أبطال العمل في ظل مشاهدة الفيلم بحضور جماهيري مصري؟

بمجرد دخولهم إلى السينما، إنبهروا بإستقبال الجمهور لهم، وبحرص الجمهور على الحضور، خصوصاً أن الشعب المصري مشهور بكرم ضيافته، وأحب الممثلون هذه الخطوة بجميع تفاصيلها، وكذلك رحلتهم داخل بمصر ومشاهدتهم جمالها وتاريخها، وأتمنى أن نركز على جذب صناع الأفلام العالميين إلى مصر لتصوير أعمالهم فيها، ما يعود بالنفع على الإقتصاد الوطني.

هل واجهت صعوبات أثناء تصوير الفيلم؟

بالطبع، هناك العديد من الصعوبات في الفيلم لأنه ينتمي إلى نوعية الأكشن، وتصويره لم يكن سهلاً على الإطلاق، وقد تطلب مجهوداً كبيراً وشاقاً من أجل الخروج به بهذه النتيجة، كما كانت هناك أيضاً تدريبات بشكل متواصل، حتى يظهر العمل بشكل لائق للجمهور، والفيلم مختلف تماماً عن فيلم "A Score To Settle" الذي شاركت به سابقاً.

وكيف كانت تجربتك في العمل مع بروس ويليس؟

أنا سعيد جداً بالتعاون مع النجم العالمي بروس ويليس، الذي نشأت على أعماله العالمية القوية، ومحظوظ أكثر بأن أغلب مشاهدي التي صورتها في الفيلم كانت معه.

من كلية الطب إلى هوليوود، كيف واجهت تحديات هذه الرحلة والتحول الكبير في مسيرتك العملية؟

أتشرف وأشعر بالفخر لأنني مولود في مصر، وتخرجت من كلية الطب في بلدي، ولكني بعد ذلك إتبعت شغفي للدخول إلى عالم هيوليوود، وهذا الأمر لم يكن سهلاً، فقد واجهت الكثير من الأقاويل حول إستحالة تحقيق هذا الحلم، ولكني أحب إجتياز الصعوبات، وفي بعض الأحيان، كنت أشعر بالإحباط من إمكانية الوصول، فضلاً عن أن هوليوود هي ملتقى العالم، الذي يسعى الجميع للوصول إليه، سواء من روسيا أو الصين أو أوروبا أو حتى الشرق، هوليوود هي حلم لدى الجميع، ولو تركت نفسي لهذه المنافسة الشديدة والتركيز في تفاصيلها، ما كنت إستطعت إجتياز الصعوبات.

وهل خضعت لإختبارات الأداء في بداية مشوارك بهوليوود؟

بالطبع وكثيراً، تخطيت نحو 2000 إختبار لأداء شخصيات مختلفة، وهذا الرقم من الإختبارات تطلّب سنوات طويلة، فيها كواليس مختلفة من لحظات يأس وخوف وإحباط وأمل ورغبة قوية في النجاح، وأذكر أنه في بعض الفترات، كانت سيارتي مليئة بالملابس لأكون مستعداً في كل لحظة لتجربة الأداء، أحياناً كنت أقوم بـ 8 تجارب أداء في اليوم الواحد.

ما جديدك في هوليوود بعد نجاح فيلم "A Day to Die"؟

إنتهيت من تصوير فيلمين، وأستعد للمشاركة بفيلم جديد في الولايات المتحدة الأميركية هو في مرحلة التحضيرات حالياً، وأدرس إمكانية تصويره في شرم الشيخ، لأنها مدينة كاملة متكاملة، فيها فنادق ومطار متميز، وهي تعتبر مدينة سياحية، ويمكن أن تكون منطقة حرة، وسأعمل على تسهيل التصوير هناك.

بعد محطات نجاحك في هوليوود، ما موقفك من المشاركة بأعمال فنية بمصر؟

يسعدني طبعاً العمل في بلدي، وفي الموسم الرمضاني الماضي عرضت عليّ المشاركة في أكثر من عمل فني، لكني إعتذرت لإنشغالي بتصوير فيلم في أميركا، وأتمنى المشاركة بأعمال مصرية، وأن أصل بها إلى الخارج، لأن ذلك سيساهم في وضعنا على الخريطة العالمية، ودائماً ما أفكر بطريقة محترفة، وهي التركيز على السيناريو، وإذا عرض عليّ فيلم أو مسلسل في مصر مكتوب بطريقة جيدة سأشارك فيه، فأنا من الأساس من مصر، وسبق أن صورت في العديد من الستوديوهات فيها، منها ستوديو النحاس وستوديو جلال وستوديو الأهرام وستوديو مصر ومدينة الإنتاج.