"حكمة سليمان" فقرة خاصة يكتبها الزميل سليمان أصفهاني، يعتمد خلالها على معلوماته الخاصة، وهو صاحب الخبرة الطويلة في مجال الصحافة.

تسونامي الأغنيات الوافدة من جميع الدول إلى لبنان لم ينتهِ بعد، والأنكى من ذلك، هو أن معظم الفنانين اللبنانيين يسعون إلى مواكبة الموجة السائدة في أوساط الحفلات والسهرات اليومية، وكل ذلك على حساب الأغنية اللبنانية، التي باتت كما العملة النادرة في سوق أهل الفن، ومن يقف خلفهم بإستثناء قلة قليلة، راهنوا على لهجة بلدهم، رغم كل التحديات التي تحيط بها، ودخلوا معها إلى أهم المناسبات والمهرجانات في الدول العربية والغربية، ولم يستخدموا لهجات أخرى للفوز بالإنتشار الموسع والمكاسب السريعة.
الفكرة ليست قلة تقدير للجهات الأخرى، بل هي نوع من الحرص على أغنية صنعت ألمع النجوم في لبنان وصولاً إلى الوطن العربي، وقلة الثقة بقوة حضور اللهجة اللبنانية تعكس نوعاً من الجهل وافتقاداً للرؤية المنطقية نحو المستقبل، وهذا لا يعني عدم التنويع والتجدد، لكن في نفس الوقت، يجب أن لا نضع أغنية بلدنا في غرفة الإنعاش، لأننا نريد مجاملة الآخرين، طمعاً بمضاعفة عدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، واللافت أننا نلهث خلف اللهجات العربية، وقلة من النجوم العرب يقدمون الفن اللبناني، ويعتبرونه مغامرة صعبة، نظراً لنوعيته وجودة أفكاره.
الأغنية اللبنانية بجميع مكوناتها تحتاج الدعم والثقة، وإلا ستغرق في تيارات وافدة لا حدود لها، خصوصاً في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على المزاج العام، ومن لا يجد الخير في أغنية بلده، لن يقدم الخير في أغنيات البلدان الأخرى.