قضاء البترون غني بالمعالم السياحية والأثرية. كلمة البترون، مأخوذة من الكلمة السامية "بتر" ومعناها الصخر. يضم قضاء البترون كنائس قديمة وقلاعاً تاريخية وأثرية، وشلالاً ساحراً عمره ملايين السنين، ومحمية أزر تعتبر من أكبر غابات الأرز في لبنان، وسوقاً قديمة من أواخر القرن التاسع عشر، تضم حرفيين.

كاتدرائية مار إسطفان

تعتبر من أكبر كنائس لبنان، وإنتهى بناؤها حوالى عام 1910، وهي تطل على ميناء المدينة، وتتميز بطراز معماري هو مزيج من بيزنطي وروماني. بنيت كاتدرائية مار إسطفان على أنقاض كنيسة قديمة، يروى أنها صليبية، وتشرف على ميناء الصيادين. وضع تصميمها وأشرف على بنائها المهندس المعماري الإيطالي Joseph Maggiore، وهو المهندس الذي وضع تصميم كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت. تتألف من صحن رئيسي، وجناحين وثلاثة مذابح. تعلو الكاتدرائية قبتا جرس، أما حجارتها فهي رملية بترونية، وعواميدها الرخامية إستقدمت من دير القلعة في بيت مري.

كنيسة سيدة البحر

تعود أصول كنيسة سيدة البحر في مدينة البترون إلى القرن التاسع عشر، وتتميز بموقعها المشرف والمطل على الساحل. تصميمها مشابه للكنائس والكاتدرائيات في أوروبا، وتقام فيها الصلوات والإحتفالات الدينية، ويقصدها السياح من كل أنحاء العالم.


السور البحري الفينيقي

كان السور الفينيقي عبارة عن كثبان رملية، تحجرت في الزمن الجيولوجي الرابع، أي منذ حوالي المليون سنة، وبدأ الإنسان البتروني يقتطع منها الصخور الرملية الصلبة، لبناء دور العبادة والأديرة والمنازل والفنادق والمدارس والدكاكين، وحتى الجدران. يبلغ طول السور 225 متراً، وإرتفاعه 5 أمتار، وعرضه عند القمة ما بين المتر والمتر ونصف المتر. وهذا السور وقف سدّاً منيعاً في وجه العواصف البحرية والغزاة.


بالوع بلعة

بالوع بلعة معلم طبيعي لبناني عمره ملايين السنين، يطلق عليه إسم بالوع بعتارة أو بالوع الجسور الثلاثة. يقع في منطقة تنورين الفوقا، في أعالي جرود البترون، على السفح الغربي لجبل اللقلوق، وعلى إرتفاع 1550 م عن سطح البحر، ويبعد حوالى السبعين كيلومتراً عن العاصمة بيروت. في منطقة بلعة المتاخمة للّقلوق، يقع بالوع الجسور الثلاثة في منخفض تشرف عليه أشجار شاهقة. يبلغ العمق الإجمالي للبالوع نحو 255 متراً، وأجزاؤه موزعة كما يأتي:
يطل المنخفض على هوة أولى يبلغ عمقها 90 متراً وعرضها 100 متراً، تخترق هذه الهوة في وسطها جسور ثلاثة طبيعية متراكمة.
في بعض أشهر السنة، يصب في هوة البالوع الرئيسية، شلال من المياه الغزيرة، إرتفاعه 90 متراً، ثم يتفرع في الدهاليز السرية، أما الهوات الثلاث الباقية في البالوع، فهي تحتوي على سراديب، وبرك، وهوات متفرقة، وقاعات مغمورة بالمياه. وفوق الجسر الأوسط للبالوع "محبسة"، هي عبارة عن هوّة ومغارة معاً، طولها 15 متراً وعمقها 61 متراً. إستغرق التكون الطبيعي لفوهة البالوع نحو 150 مليون سنة كمنفذ للمياه، والبالوع حي لا تزال المياه الجوفية تجري فيه، ويتميز عن سواه في لبنان والعالم، لأن الوصول إليه سهل نسبياً، وشكل فوهته نادر.

محمية أرز تنورين

تعتبر محمية غابة أرز تنورين من أكبر غابات الأرز في لبنان، وأكثرها كثافة. تبلغ مساحتها حوالى ١٩٥ هكتاراً، ويتخللها أخاديد صخرية، وكهوف طبيعية. يشكل الأرز حوالى ٩٠٪ من أشجارها، التي يتراوح إرتفاعها ما بين ١٣٠٠ و١٨٠٠ متراً، وتتميز بنموها على منحدرات عامودية. كما تضم المحمية أزهاراً نادرة، وأنواعاً مختلفة من الثدييات، والعديد من الطيور المهاجرة والمعششة. يستطيع زوار المحمية ممارسة رياضة المشي، ومراقبة الطيور، والتعرف على النباتات والحيوانات والحشرات وتصويرها، بالإضافة الى مراقبة النجوم بواسطة تيليسكوبات ضخمة تم تركيزها في المحمية، والتجول فيها يتم وفقاً لخريطة تظهر ممرات محددة يسلكها الزائر، مع إشارات للدروب وطولها، ومعدل الوقت اللازم لسلوكها، ووعورتها. وجُهزت المحمية ببنى تحتية لإستيعاب أكبر عدد من السياح، مع مركز دائم ينظم نشاطات للزوار، ودورات تدريب للسيدات على تحضير المونة، والأشغال اليدوية القروية.


قلعة المسيلحة

قلعة المسيلحة هي حصن شيّده الأمير فخر الدين الثاني في القرن السابع عشر، لحماية الطريق من طرابلس إلى بيروت. وتم بناؤها على صخرة طويلة وضيقة من الحجر الجيري، بالقرب من نهر الجوز، وبنيت جدرانها من كتل صغيرة من الحجر الرملي، تم إستخراجها من الساحل القريب، وتبلغ سماكة الجدران مترين. تعد القلعة من أهم المعالم السياحية في لبنان. وقد طبعت صورة القلعة على ورقة النقد اللبنانية من فئة الـ ٢٥ ليرة. إسم مسيلحة يعني مكاناً مسلحاً أو محصناً. يمكن الوصول إلى القلعة من خلال الطريق الجبلي بين المرتفعات الخضراء، وبعدها يوجد نفق صغير، يؤدي إلى جسر فوق نهر الجوز.


درب المسيلحة

درب المسيلحة هو مسار طوله 212 كلم، يبدأ بالقرب من سد المسيلحة، وهو مرصوف بالحجارة على طول الطريق، بدءاً من كفر حلوس، وصولاً إلى مدينة البترون، التي تتميز بمعالمها الطبيعية الجميلة. يقصد درب المسيلحة هواة المشي في الطبيعة، وهو يشرف على السد، وعلى مناظر خلابة.

قلعة سمار جبيل

تقع قلعة سمار جبيل في بلدة سمار جبيل قضاء البترون، وهي من أقدم البلدات اللبنانية، وقد شقت طريقها على الخارطة السياحية، إنطلاقاً من الأوتوستراد الذي يمر في وسطها، والمعروف بطريق القديسين رفقا والحرديني. بنى قلعة سمار جبيل ملوك جبيل الفينيقيون، وسكنها ملك بابل بختنصر، ونحت على حائطها الشمالي رسماً له وللملكة. التماثيل الرومانية الموجودة في القلعة، تدل على أن الرومان إحتلوها، وبنوا هيكلاً بأعمدة ضخمة. في القلعة برج مراقبة، وخندق منحوت في الصخر، يُملأ بالمياه لمنع دخول الغزاة، وفجوات في الجدران لفوانيس تضيء القلعة. بعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية على يد العثمانيين، تعاقب على القلعة العرب والصليبيون، الذين هدموا أجزاءً منها، وبنوا لهم في إحدى زواياها، حصناً سُمّي "شاتو فور"، وجاء بعدهم المماليك والعثمانيون.


السوق القديم

يعود تاريخ السوق القديم إلى أواخر القرن التاسع عشر. بني من الحجر البتروني الرملي، ومن العقود المتصالبة والسريرية، التي تجعل منه أحد أجمل الأسواق في لبنان. وما زالت بعض الحرف اليدوية متوفرة فيه، منها الخياطة، والسكافة والحدادة.