"حكمة سليمان" فقرة خاصة يكتبها الزميل سليمان أصفهاني، يعتمد خلالها على معلوماته الخاصة، وهو صاحب الخبرة الطويلة في مجال الصحافة.


المخدرات في الوسط الفني ملف دسم جداً، والجميع يعلم به، لكن قلة يملكون الجرأة للتحدث عنه، وذلك لعدم امتلاكهم أدلة تثبت ما لديهم من معلومات تتعلق بأكبر كميات يتم بيعها من الممنوعات، لأفراد يعملون تحت الضوء في الفن والإعلام والموسيقى، فالاسماء بعضها مدرج على قوائم مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية، والبعض الآخر تفاصيله وإدمانه موجودة في ملفات شعبة المعلومات، لذا المسألة ليست فيلماً بوليسياً، بل حقيقة مجردة تتم خلف الكواليس، بالتعاون مع مروجين وتجار معروفين، إلا أن القانون المتعلق بالإدمان، يعتبر المدمن مريضاً، ولا يتم توقيفه، بعكس المروج والتاجر.
كواليس المخدرات في الوسطين الفني والإعلامي كثيرة ومتشعبة، ودسمة في بعض الأوقات، وهذا لا يعني أن الجميع يتعاطون المخدرات، لكن هناك قسماً منهم معروفون والقسم الآخر غير ظاهرين، يعيشون في دوامة الكوكايين وحشيشة الكيف والسالفيا والماريجوانا وحبوب الفراولة والكبتاغون وغيرها من الأنواع المخدرة، التي تغزو العقول والاجساد والجيوب في آن.
حتى الآن ليس هناك تفسير منطقي لإدمان هؤلاء على المخدرات، ما دامت لديهم كل كماليات الحياة والشهرة والأموال، فالموضوع بحسب دراسات علمية وخبرة رجال الأمن، لا يقدم السعادة، بل يقدم الوهم، وخليطاً من الإنفصام بالشخصية، وجنون العظمة، ونوعاً خطيراً من المزاجية، والتصرفات غير المسؤولة، إلى جانب أضرار المخدرات على الصحة والجسم، والتي لا تعد ولا تحصى، والأغرب من ذلك، هو جرأة هؤلاء المدمنين على التواصل شخصياً مع تجار المخدرات، بدلاً من اللجوء الى وسيط، لأن الديلر أي المروج، هو الأكثر عرضة للإعتقال أو القتل أو المطاردة، ولمراقبة خطوط هواتفه، كون لديه أكثر من هاتف، وكل شريحة هاتفية خاصة بمنطقة معينة، وهناك مدمنون وردت أسماؤهم على هواتف أبرز التجار المطلوبين للعدالة، كما حصل بعد مقتل ( ع - ز - أ) الذي فضح هاتفه أسماء لا تخطر على بال أحد، بعد التدقيق بمحتواه من قبل رجال الأمن.
إمتحان المخدرات صعب جداً، فيه الكثير من القلق وخسارة الصحة والمال، ومن يضع يده في حفرة الأوساخ، لن يشم سوى رائحة القذارة، وهي رائحة لا تليق بمقامه.