تمكن أن يحقق ما يقرب من 84 مليون جنيه كإيرادات، ليعتبر أسرع فيلم في تاريخ السينماالمصرية يصل لهذه الأرقام القياسية في الإيرادات خلال 23 يوماً فقط، ومن المنتظر وصول العمل إلى أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية خلال الأيام القليلة المقبلة، ليؤكد كاتب القصة والسيناريو أحمد مراد، أن فيلم "كيرة والجن" يعتبر فيلماً ملحمياً وليس تاريخياً، ويعد من أضخم وأصعب الأفلام في تاريخ السينما المصرية، وأشار في حواره لموقع "الفن" أن صناع العمل السينمائي اعتمدوا على السيرة الذاتية للفيلم، وأنه أخذ وقتاً طويلاً من التركيز حتى يستطيع المخرج إظهاره بهذه الصورة الممتازة التي نالت إعجاب كل النقاد والجمهور، وأن الأخير هو المفتاح لنجاح فيلم "كيرة والجن" ولأي فيلم عموماً.

الفيلم مأخوذ عن رواية لك ولكن بإسم "1919" وبالتأكيد هناك العديد من التغييرات عليه فما هي؟

الفيلم هو الرواية نفسها ولكن توجد بعض التغييرات الدرامية التي تسمح للرواية أن تنطلق في منطقة درامية سينمائية، وأنا أضفت 7 شخصيات للعمل، كما حذفت شخصيات أخرى، والأشخاص الذين قرؤوا الرواية سيتفاجؤون عند رؤية الفيلم بأحداث جديدة، كما إنني خففت من الجرعة السياسية في الفيلم عن الجرعة الموجودة في الرواية، فإيقاع الفيلم منضبط والتغييرات كانت في صالحه، فالحقبة التاريخية أو الزمنية للفيلم لها طبيعتها، وكنت حريصاً على أن يكون الحوار مفهوماً ومكتوباً بطريقة مناسبة للمشاهد سواء في سن صغيرة أو كبيرة، وأن حادث دنشواي هو عامل محرك في الأحداث لأنه تم في عام 1906 وبسببه حصل ضغط كبير على الانكليز وبعدها بـ 13 سنة حدثت الثورة .

ومتى بدأ المشروع في الكتابة لتحويله لنص سينمائي؟

بدأت كتابة الرواية عام 2012، واستغرق الأمر عامين ونشرتها لتحقق نجاحاً الحمد لله، ثم بدأنا التحضير لتقديمها في السينما أنا والمخرج مروان حامد فلقد قررنا تحويلها لعمل سينمائي، ولكن الأمر احتاج وقتاً لتوفير العناصر اللازم توافرها لانطلاق التصوير، فهذا القرار كان لا بد وأن يتوفر له إنتاج جيد، وهذا ما توفر بعد فيلم "الفيل الأزرق 2"، فبدأ يكون عندنا ثقة أكبر لرفع سقف تكاليف الفيلم، إلى حد مكانة معينة، حتى نتمكن من الإقتراب من مستويات الأعمال التي يشاهدها الجمهور عبر المنصات، وتمكنا من إيجاد إنتاج جيد للموضوع ومنتج جريء ومجازف، يستطيع تقديم فيلم بهذه الضخامة.

شكل الفيلم على الشاشة يؤكد أنه من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة؟

بالفعل فالفيلم مجازفة كبيرة للغاية في الإنتاج، نظراً لتكلفته الكبيرة جدا، والتي بلغت 104 ملايين جنيه، وصعب جدا أن يخوض الإنتاج مغامرة مثل هذه، وهذه جرأة أشكر عليها شركة الإنتاج، ومجازفة من المخرج مروان حامد الذي ظل يعمل على الفيلم لمدة 3 سنوات بشكل متواصل، حتى يخرج بالشكل الذي يستحقه، فلقد تم تنفيذه في 3 سنوات، ومنها سنة توقفنا فيها بسبب فيروس كورونا، وأثناء سنة التوقف أعدنا حساباتنا وغيرنا في بعض الأمور، لأننا نريد أن نقدم شيئاً جديداً، وفي رأيي الإنتاج بطل من الأبطال المهمين للفيلم، والمنتج أحمد بدوي أخذ على عاتقه تنفيذ فيلم من أصعب الأفلام التي من الممكن أن تتحقق في تاريخ السينما المصرية.

كُتب في بداية الفيلم أن الأحداث والشخصيات حقيقية ولكن الخيال يتحكم في الكثير منها؟

بالفعل الأحداث والشخصيات الموجودة في الفيلم حقيقية، لكن الخيال يتحكم بشكل كبير فيها، لأنه إذا نقلت الأحداث كما هي لن تتناسب مع السينما، فالشخصيات الموجودة في الفيلم حقيقية، لكنها لم تذكر في التاريخ بكثرة، فكان من المهم إبراز هذه الشخصيات الوطنية، والفيلم يكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنكليزي وقت ثورة 1919 حتى عام 1924، وذلك من خلال أبطال منسيين خاضوا معارك وتضحيات جريئة من أجل الاستقلال، لتكتشف الأجيال الصغيرة مدى حب المصريين لبلدهم وأرضهم، وهذه النوعية تلقى قبولًا كبيرًا من الجمهور.

وكيف كان التعاون مع الممثلين كريم عبد العزيز وأحمد عز في أول لقاء سينمائي لهما؟ وهل كانا في مخيلتك بطلين للرواية؟

التعاون مع كريم عبد العزيز بالنسبة لي مثمر جداً، فهو التعاون الثالث بيننا بعد "الفيل الأزرق 1" و"الفيل الأزرق 2"، كما أن كريم عبد العزيز من أكثر النجوم الذين يتذوقون السينما ويفهمون في الإخراج وكان مرناً جداً في التعامل، وكذلك أحمد عز، فالاثنان كانا متعاونان جداً وقدما مبارزة سينمائية لذيذة.
وأنا عندما أبدأ في كتابة رواية لا أنوي أن تكون فيلماً في الأساس، لكي يظل الخيال منطلقاً، لكن النجم هو الذي "يولف" على الشخصية، وهذا يجعل التحدي أكبر، وقد وجدنا كريم عبد العزيز وأحمد عز وهند صبري وكل أبطال الفيلم بشكل مختلف عن المعتاد مع الأبطال الأجانب، وهذا أضاف أيضا.

صنعت والمخرج مروان حامد تيمة ناجحة.. فكيف ترى التعاون معه؟

المخرج مروان حامد رجل متطور في العمل، وينظر إلى المستقبل بشكل مختلف، ودقيق جدا ويعشق التفاصيل، وأتفق معه جدا، فهو يملك خبرة سينمائية تجعلني أتعلم منه، وعنده مرونة في العمل، وأسعد بالتعاون معه.

أظهرت اهتمامك بالمرأة خلال الأحداث بإبراز دورها في المقاومة؟

دور المرأة في هذا الفيلم كان مهمًا جدًا بالنسبة لي، كنت حريصاً على إظهارها ليست كتابع أو دور من الممكن أن يستبدل، وهذا كان في غاية الأهمية، فلقد قُدمت المرأة في السينما قديما وكأنها فقَدت كامل دورها بطريقة مجحفة، ولكن أعمال المرأة تعيش، وبالتالي فلا بد من الاهتمام بها.

وهل يمكن أن تحول "كيرة والجن" لمسلسل درامي من ثماني حَلقات كل حلقة ساعتين؟

يصلح بالفعل، فقد يَرجع ذلك للمعالجة الدرامية، فكل شيء قَابل للتنفيذ، ولكني على مستوى الشخصي إذا تَمّ تخييري بين الدراما والسينما سأختار أن أنفذه في السينما