كان أول ظهور له بشخصية "مصطفى" في فيلم "عشم" والذي عرض عام 2012، ولكن سرعان ما شارك في العديد من الأعمال ما بين السينمائية والتلفزيونية، إلى أن لمع نجمه عندما شارك كل من جيم كافيزيل وكلوديا كارفان بطولة الفيلم الأميركي Infidel والذي عرض عام 2020، ومن ثم قدم العديد من الأدوار خلال العامين الماضيين، إنه الممثل علي قاسم، الذي شارك مؤخراً في بطولة "كيرة والجن" ضمن مجموعة المقاومة المسلحة، بالإضافة إلى مشاركته في كل من مسلسل "تحقيق" و"سوتس بالعربي". وفي حواره لموقع "الفن"، أكد قاسم على سعادته بمشاركته في "كيرة والجن" وكشف عن تفاصيل مشاركته فيه وما هي ردود الأفعال التي تلقاها عن هذا العمل الضخم.

كيف كانت تحضيراتك للشخصية في "كيرة والجن"؟

شخصية راغب تعد جزءاً من المقاومة المسلحة في قصة فيلم "كيرة والجن" الخيالية، ودوري لم يكن موجوداً في الرواية عام 1919 المأخوذ عنها العمل، لذا كان اهتمامي بالتركيز على التفاصيل، وكنت خائفاً أثناء التصوير لأنني كنت مرتبطًا بأعمال أخرى إذ أننا صورنا الفيلم على مدار ثلاث سنوات، واعتمدت على البحث والقراءة عن الحقبة الزمنية القديمة التي تدور حولها الأحداث. ووجود نجوم كبار مثل أحمد عز وكريم عبد العزيز وهند صبري يجذب أي ممثل شاب وفخر كبير لي، وأيضاً لقد كنت محظوظًا بالعمل مع المخرج مروان حامد، فأي ممثل يتمنى العمل معه، وتعلمت منه الكثير، وكذلك باقي نجوم العمل المميزين، لذلك أحببت أن أكون موجوداً فيه، فالفيلم تجربة لذيذة، وقوية، لم يسبق لي المشاركة في عمل تدور أحداثه بحقبة تاريخية قديمة، ولقد كان موقع التصوير خطير ومبهر.

دورك غريب ومختلف لأنه صامت؟

دوري فيه تحدٍ ولكن في الوقت نفسه إنه من النوع اللذيذ بالنسبة لأي ممثل، فالدور مساحته ليست كبيرة ولكن كنت أحاول أن أقوم بما يمكنني القيام به، تعلمت كثيراً في هذا الفيلم ولم يكن تجربة سهلة، إذ إنه من إنتاج كبير ومسؤولية كبيرة، فهمت الكثير من الأمور الجديدة من خلال العمل وأنا ممتن أني كنت جزءاً منه.

وهل كانت المشاركة في العمل مرهقة؟

لا أراها مرهقة، بالعكس بل كانت ممتعة، فالمشروع ضخم وليس سهلاً وفيه سفر كثير ولقد مررنا بالعديد من الصعوبات والتحديات وأبرزها كورونا ولكني تعلمت الكثير منه، فلقد كانت هناك عناصر كثيرة تساعد على دخول الممثل في روح العصر منها الملابس والديكور، حتى السيارة القديمة التي استخدمناها في التصوير، عمرها 100 سنة، وقد استغرق العمل نحو 3 سنوات لإنجازه والتحضير له بسبب فيروس كورونا، فبالنسبة لي تصوير الفيلم لم يكن متعبًا بل كان مختلفاً، ولم يسبق لي دخول تجربة طويلة كهذه، ولكن هذا كان جزءاً من الرحلة التعليمية في هذا العمل، وعرفت معنى أن يتم تصوير فيلم لمدة طويلة.

وكيف كانت كواليس العمل؟

شعرنا أننا كنا عائلة كبيرة، كنا طوال الوقت مع بعض، في الأقصر والإسماعيلية والقاهرة، والمجهود الذي وضع كان كبيراً، والسيناريو الذي كتبه الأستاذ أحمد مراد كتبه بإحساس.

وماهو أكثر مشهد لا يمكن أن تنساه من كواليس التصوير؟ وما هي أصعب المشاهد التي قدمتها؟

في أول يوم لنا كنا نصور في شارع المعز الذي كان مقفلاً منه حوالى النصف كيلومتر، وكانت كل المحلات مقفلة أيضاً بالخشب وعليها أعلام مصر القديمة وكانت هناك أحصنة، لذلك عندما دخلت اللوكيشن شعرت بتواجدي في عام 1919 وكانت أول مرة أدخل ضمن ديكور وكأني في واقع آخر، وكذلك كانت أول مرة أشعر بحجم الفيلم الذي أشارك فيه، والمخرج مروان حامد يستطيع أن يخرج من الممثل الكثير.
أما أصعب المشاهد فكانت مشاهد الأكشن، أمور كثيرة تدربت عليها وشاهدها الجمهور في السينما، وساعدني على ذلك المخرج مروان حامد بشكل كبير، إضافة إلى التعاون مع نجوم كبار ما يجعل الأمور أكثر سهولة.

تمكن الفيلم من أن يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً من أول ليلة عرض؟

تلقيت ردود فعل هائلة، وأنا لا أهتم بالإيرادات ولكن في هذا الفيلم هذا أمر مهم جدا، فكان هناك تفاعلًا كبيرًا معه من قبل الجمهور، لأنها تجربة فنية مختلفة ومميزة بالنسبة لي، وفي الحقيقة لقد كنت متحمساً لأرى كيف أظهرها المخرج الكبير مروان حامد، فإنتاج الفيلم ضخم، ولكي نكرر هذه التجربة لا بد أن يثبت الفيلم نجاحه كعملية حسابية، وأنا ضمنياً إهتممت بهذا الجزء والرقم ليس مجرد رقم للتنافس ولكنه مهم للصناعة ككل.

لك تجربة في فيلم أميركي "Infidel".. هل تخطط للتواجد أكثر في الخارج؟

عُرض الفيلم في أميركا وفي أوروبا، وأنوي التواجد في أعمال أجنبية، لكن العملية أصعب من هنا، المنافسة هناك شرسة بكل معنى الكلمة، ومن أهدافي في ال 5 سنوات المقبلة أن أحقق خطوات أكبر في الخارج، خاصة وأن مشاركتي في فيلم "Infidel" خطوة مهمة وخبرة مهمة أيضاً، في إطار معرفة كيف تسير الأمور في الخارج، لكن المشوار طويل جداً.

وهل ترى أن فرصة الأجيال الجديدة أفضل من الأجيال السابقة في تحقيق العالمية؟

طبعاً نحن أكثر حظاً من الأجيال السابقة، النظام المتبع اليوم أسهل، يمكننا خوض تجارب الأداء وتصوير فيديو وإرساله "أونلاين"، التكنولوجيا سمحت للعالم كله بالتواصل، وليس شرطاً أن أتواجد في لندن أو لوس أنجلوس.

وهل هناك شخصية تاريخية أو معاصرة تحلم بتقديمها؟

لم أحلم أبداً بتقديم شخصية حقيقية في عمل فني، إنها مخاطرة كبيرة تقديم قصة شخصية شهيرة على الشاشة، وبالطبع ستكون هناك تخوفات من ردود أفعال الجمهور، خاصة وإن ذلك النوع الدرامي ليس سهلًا ودومًا ما يخلق مقارنات بين الشخصية والممثل.