ممثل مبدع، يمتلك قدرات تمثيلية عالية، لمسناها في كل الأدوار التي جسدها في الدراما والسينما والمسرح. لمع نجمه في لبنان، ومصر وسوريا، وفي مختلف الدول العربية، وأحببناه في كل أدواره، حتى الشريرة منها. إنه الممثل وجيه صقر، الذي أطل علينا في شهر رمضان الماضي بمسلسلين، الأول لبناني "والتقينا" والثاني مصري "رانيا وسكينة"، وكان لنا معه هذا اللقاء.

"رانيا وسكينة" ليس أول عمل لك في مصر، كيف تصف مشاركتك في هذا المسلسل؟

كانت تجربة رائعة، ولدي جمهور كبير في مصر، هذا ثامن مسلسل لي هناك بعد "الخطيئة"، "ذهاب وعودة"، "ولاد تسعة" وغيرها من الأعمال. هناك احتراف كبير في مصر، من لحظة وصول الممثل إلى الفندق، حتى كل التفاصيل المحيطة بالممثل، المصريون يحترمون الممثل اللبناني، وهذا من دواعي سروري، ويجعلني أفكر في أن أنتقل للعيش فيها، مصر أم الدنيا.
دوري في "رانيا وسكينة" كان دور مواطن لبناني يتكلم باللهجة اللبنانية، وهو رئيس عصابة يهرب ألماس، وأحد افراد العصابة يتجسس لصالح روبي، التي تعمل في المرفأ، حيث نقوم بتهريب المخدرات في دبدوب. ينتهي الدبدوب عند روبي، التي تلتقي بمي عمر الهاربة من مستشفى للمجانين. المسلسل تدور أحداثه حول أفراد العصابة الذين يتبعون الدبدوب، بهدف الحصول على الألماس. الرحلة تدخلنا في الكثير من المغامرات، ونتعرف الى أشخاص. المسلسل مشوق، والانتاج كان ضخماً، وكان هناك كيمياء بين الممثلين، مثلاً بين روبي ومي عمر اللتين تتمتعان بروح المرح، والكل يعرف أن روبي لديها جمهور كبير في مصر وفي لبنان.

ما رأيك بالضجة التي أثيرت حول مسلسل "والتقينا" والانتقادات التي طالته؟

المسلسل أخذ حقه، وأوصل الرسالة، وأنا جسدت فيه دور الفاسد، ونوال بري أجادت تجسيد شخصيتها في العمل. الانتقادات التي طالت المسلسل معظمها غير بناءة، والعمل يحكي عن الثورة، والناس أحبوه. كل الممثلين جسدوا أدوارهم فيه بطريقة رائعة. ربما لم تكن هناك مشاهد ثورية، لأن ميزانية العمل لم تكن كبيرة. الناس هنأوني على دوري، وهذا أسعدني، وأنا أحببت المسلسل.


أغلب أدوارك تدور حول الشر، هل لأنه أسهل عليك أن تجسد دور الشرير من أن تجسد دور الضعيف المكسور؟

أدوار الشر من أصعب الأدوار، ولكني أحب أن أجسد الأدوار الشريرة من عدة زوايا مختلفة. فمثلاً دوري في مسلسل "والتقينا" مختلف عن دوري الشرير في "الحب الممنوع"، وعن أدواري في "ذهاب وعودة" و"ديو الغرام" و"رانيا وسكينة". جسدت دور الضعيف في مسلسل "الهيبة" خلال عشر حلقات، أحببت التجربة، ولكن هذا لا يمثلني، فأنا أحب أن يكون شرّي محور القصة. أدوار الشر تعلق في أذهان الناس أكثر من غير أدوار. الممثلون الذين يجسدون دور الشخص الخيّر، هم منسيون، وينتظرون دوراً كل ثلاث سنوات، أنا حافظت على استمراريتي من خلال أدوار الشر.

هل ترى نفسك في دور العاشق المظلوم الذي تركته حبيبته؟

نعم، لكن بشرط أن يكون من الأدوار التي تترك بصمة، ولا تنسى بسهولة. عندما يفتقر الدور الى الحبكة، والى حالة نفسية معينة تعلق في ذهن المشاهد، أرفضه.

بين العمل في الدراما والسينما والمسرح، ماذا تفضل؟

أفضل المسرح، أعتبر نفسي ابن المسرح، عملت مع الأب فادي تابت في عدة مسرحيات، منها عرس السما" و"10452"وعملت مع مارك قديح شانسونييه، مع ماريو باسيل tv or not tv، "شلشوا" مع فادي شربل وكارين رزق الله، وعملت في المسرح التجريدي مع طلال درجاني، وعملت في "الحربوق" مع ميشال جبر. أنا ممثل مسرحي وتلفزيوني بنفس الوقت، كنت أصور خلال النهار للتلفزيون، وأعمل في الليل في المسرح. لذة المسرح في الاتصال المباشر بين الممثل والجمهور، الحالات النفسية المتغيرة ممكن أن تدركيها من عيون الجمهور اذا نجحت بالدور أو لا، أما في التلفزيون، فيمكن أن نعيد المشهد إذا لم نجسد الحالة بالشكل المطلوب.

هل تحب أن تشارك في المسلسلات الكوميدية، ومع أي ممثلة؟

أحب أن أشارك في مسلسل كوميدي، أحب ممثلات الكوميديا كارين رزق الله وريتا برصونا. كلوديا مرشليان تستطيع أن تقدم كوميديا تضحك الناس عبرها. في لبنان نفتقر الى الانتاجات، بسبب الأحوال السائدة. هناك انتاجات خجولة تعرض على المنصات.

تنشر على صفحاتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عن معاناة اللبنانيين في ظل هذه الظروف العصيبة، إلى أين برأيك ستذهب الأمور، وماذا تقول للبنانيين؟

الأمور تذهب نحو الأسوأ، طلبت من اللبنانيين أن ينتخبوا أشخاصاً جدداً من أجل التغيير في هذا البلد. الشعب اللبناني مسؤول عما يحدث لنا، وهو من يقرر مصيره. الأحزاب ليست تغييرية عن حق، مصالحها تقلب مواقفها، وكان علينا أن نقوم ببترها، أنا لا أؤمن بالأحزاب، لم يكن من المفروض أن تدخل الى المجلس النيابي، فليتحمل الشعب اللبناني نتائج تصويته. خلال الثورة كنا نصرخ للتغيير، كنا ننادي باسقاط الطائفية السياسية، إذا قرر الشعب أن يغير، سيمكنه التغيير. أنا أرى صورة سوداوية، والآتي أعظم.

ما هي مشاريعك في الفترة المقبلة؟

كان هناك مشروع مسلسل في تركيا، ولكن لم نتفق، وذلك لعدة عوامل. هو مسلسل عربي مشترك، يكتب ويعرض بنفس الوقت، ولم أعرف حجم الشخصية وفحواها. لدي إسم كبير في مصر، ولن أدخل في مشروع غير واضح المعالم.